خبر الاحتلال يبدأ بتعديل مسار الجدار جنوب قلقيلية

الساعة 11:30 ص|21 فبراير 2009

قلقيلية: فلسطين اليوم

باشرت قوات الاحتلال في الآونة الأخيرة، العمل على وضع العلامات والإشارات، في أراضي قرية وادي الرشا جنوب مدينة قلقيلية، تمهيدا لتعديل مسار الجدار في المقطع الجنوبي من مدينة قلقيلية، عند مستعمرة ألفيه منشه، والذي يعزل في محيطه 5 قرى وتجمعات فلسطينية وهي رأس طيرة، وادي الراشا، الضبعة عرب الرماضين وعرب أبو فردة.

يأتي هذا الإجراء، بناء على قرار سابق من ما يسمى" محكمة العدل العليا"، والتي أقرت في أيار من العام 2006، إزاحة  مقطع الجدار في تلك المنطقة، بما يضمن خروج السكان من دائرة العزل، وأوكلت إلى قيادة الجيش رسم مسار جديد للجدار.

إن مخطط التعديل الجديد، الذي وضعه واقره جيش الاحتلال، يضع السكان أمام خيارين كارثيين أحلاهما أمر من العلقم، إما إبقاء وضع الجدار على ما هوي عليه الآن، وبالتالي البقاء بين أربعة جداران، والخضوع لحالة الإذلال اليومية على البوابة المتصلة بالجدار، وإما القبول بالاقتراح الجديد، ما يعني فك العزل عن السكان، مقابل خسارة الأهالي لجميع الأراضي الزراعية والرعوية التي يملكونها إما لأرضية أو خلفه.

و سيصل طول الجدار الجديد نحو 3 كيلومترات، وسيضع نحو 2500 دونم  بين التجريف والعزل، منها 70 % مزروعة بأشجار الزيتون، وما تبقى يستغله المواطنون في الزراعة الحقلية، ومراع طبيعية للثورة الحيوانية في تلك القرى، والجدار بمساره الجديد، سيقضي على مصدري الدخل الأساسيين لسكان هذه التجمعات، الذين تعد الزراعة وتربية المواشي عصب الحياة بالنسبة إليهم.

قرية وادي الرشا تعتبر من أكثر القرى المتضررة بهذا القرار، والتي ستخسر 80% من أراضيها، تليها راس طيرة ستخسر بدورها 60% من أراضيها، وهاتين القريتين ستصبحان معدمتين من مصادر الدخل ومن التوسع العمراني في المستقبل.

و تنوي قوات الاحتلال شق شارع بديل للشارع الاستيطاني رقم (55)، وسيمر هذا الشارع المقترح من عمق الأراضي التي ستعزل من أراضي راس طيرة ووادى الرشا وفق المسار الجديد، وهذا يعني تدمير المزيد من الأراضي واقتلاع المزيد من أشجار الزيتون فيها، وكذلك القضاء على أي أمل بإمكانية استغلال الأراضي المتبقية خلفه في المستقبل.

من جهة أخرى، سيمر الجدار الجديد على بعد 100-200 متر من منازل المواطنين في قريتي وادي الرشا وراس طيرة، هذه بطبيعة الحال تصنف في العرف الصهيوني " الحدود الأمنية للجدار"، وبالتالي سيعيش أصحاب المنازل القريبة من الجدار  كنظرائهم في المواقع الأخرى، حالة طوارئ دائمة، مرتبطة بهاجس خرق امن الجدار.

أما بالنسبة لعرب الرماضين وعرب أبو فردة التجمعين البدويين، فان الجدار بمساره الجديد، سيسهل على الاحتلال مهمة طردهم وترحيلهم من المنطقة، إذ سيستخدم الاحتلال عدم ملكيتهم للأرض التي يقيمون عليها ذريعة لاجتثاثهم عنها، لضمها لحدود مستعمرة "الفيه منشة".