تقرير "كورونا" يتسبب في اندثار طقوس "عِيديّة" عيد الفطر

الساعة 01:32 م|24 مايو 2020

فلسطين اليوم

ما تزال "العيدية" في عيد الفطر، أحد الطقوس السنوية التي تسبب الحرج للكثير من المواطنين وتجبرهم على البقاء في بيوتهم، لعدم قدرتهم المادية على إعطاء النقود لأرحامهم وذويهم، حيث يكتفي هؤلاء المواطنون بالعيدية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو من خلال المهاتفة، حيث يأتي ذلك في الوقت الذي يشهد فيه العالم تفشي فيروس كورونا.

وبدأت العيدية تأخذ الشكل الرسمي في عصر الدولة المملوكية، إذ كانوا يحرصون على توزيع العيدية، ولم تكن مخصصة للأطفال فقط، فقد كان الجميع كبارا وصغارا ينالون نصيبا منها.

ويعلل العديد ممن لم يخرجوا لزيارة أقاربهم في يوم العيد، بأنهم اعتادوا على مدار سنوات طويلة بتقديم العيدية في يوم العيد، مشيرين إلى أن الزيارة دون "العيدية" تسبب الاحراج، فيما يعلل البعض الأخر حالة الطوارئ في الأراضي الفلسطينية وتفشي فيروس كورونا.

ويحرص المواطنون في المجتمع الغزّي على زيارة الأرحام بخروج الأشقاء وأبناء العم معاً في أول أيام العيد لزيارة الأقارب، في الوقت الذي تسبب فيه تدهور الأوضاع الاقتصادية إلى بتقلص أعدادهم واقتصار الزيارات على الأشقاء فقط.

ومع تفشى فيرس كورونا في قطاع غزة، لجأ آخرون إلى المعايدة على الهاتف الذكي من خلال "الاتصال عن بعد" لتقديم التهاني لأرحامهم وأقاربهم وأصدقائهم، واتخذوا منه بديلًا عن الزيارات.

المواطن ابراهيم كلاب من مدينة خان يونس، يقول لـ" وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إن هذا العام يختلف عن العام الماضي، فقد قرر الامتناع عن زيارة أرحامه مع إخوانه، مشيرًا إلى إنه يخشى من تفشي فيروس "كورونا".

واكتفى صبيح، بالمعايدة على شقيقاته وخالته وأرحامه، من خلال الاتصال عبر الانترنت وتهنأتهن بعيد الفطر، مشيرًا إلى انه يتبع الارشادات التي تصدرها وزارة الصحة والاعلام الحكومي حول وباء كورونا.

أما الموظف الحكومي أبو مهند، يقول: "الأوضاع الاقتصادية ليست كالسابق، فعام بعد عام يزداد العبء على كاهلي، وفي هذا العيد قررت أن اعيّد خواتي فقط بعد أن كنت أقوم بالمعايدة على جميع أرحامي بمن فيهم خالاتي وعماتي".

ويضيف أبو مهند لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أنه قام بتعييد ارحامه مبلغ 20 شيكلا، مشيرا إلى أنه كان في السابق يعايدهم مبلغ 50 شيكلًا فأكثر، بيدّ أن الظروف الحالية في ظل الحصار تزيد الأوضاع سوءًا، وتدهورت بعد انتشار فيروس كورونا.

وأعلنت الحكومة الفلسطينية عن تمديد حالة الطوارئ في الأراضي الفلسطينية عقب انتشار فيروس كورونا، وإغلاق المؤسسات التعليمية والجامعات والمدارس، والأماكن العامة والمنتزهات.

أما المواطن العاطل عن العمل عبد الله أبو صبيح، اجبرته حالة الطوارئ المفروضة في قطاع إلى الجلوس في بيته، فلم يعد بإمكانه تحمّل نفقات بيته بعد أن كان يعمل على بسطة لبيع اكسسوارات الهواتف الذكية، مبينًا أنه كان يبيع في طريق الجامعات ويدّر عليه عمله دخلا يسيرًا لقوت يومه.

ويوضح ابو صبيح لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "بعد اعلان حالة الطوارئ وإغلاق الجامعات، أجبرت على المكوث في البيت"، مشيرًا إلى أنه لم يقوم بالمعايدة على أرحامه هذا العام، بل سيكتفي بالمهاتفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وتلجأ العديد من العائلات إلى جمع جميع أفراد العائلة من الرجال في مكان واسع للمعايدة على بعضهم البعض، لاقتصار زيارات العيد على صلة الأرحام فقط.

والعيدية يرجع أساسها إلى الدولة الفاطمية، ولم تقتصر حينها على المبالغ النقدية فقط وإنما كانت تشمل الثياب أيضا، حيث خصصت 16 ألف دينار لتقديم الكسوة إلى الناس قبل العيد، وأطلق الفاطميون “عيد الحلل” على عيدالفطر، حيث كان الخليفة يقوم بتوزيع الدنانير على الشعب الذي قدم لتهنئته بالعيد من شرفة قصره.وكانت تعرف أيام المماليك باسم "الجامكية، وتعني المال المخصص للملابس، وكانت تتراوح قيمتها حسب الراتب، فكانت عبارة عن دنانير من الذهب للبعض، أو أخرى من الفضة للبعض الآخر، ثم تم تحريفها إلى العيدية وكانت تقدم على طبق من الحلوى تتوسطه الدنانير للجنود والأمراء.

وفي العهد العثماني أخذت العيدية أشكالا أخرى ولم تعد تقتصر على المال، واستمرت العادة لدى المسلمين حتى عصرنا في سائر الدول العربية.

كلمات دلالية