"جائحة كورونا" لم تهزم حلم العودة.. كيف أحيا الفلسطينيون ذكرى النكبة عام 1948؟!

الساعة 11:43 ص|17 مايو 2020

فلسطين اليوم

حلتْ المشاركة الرقمية على مواقع التواصل الاجتماعي في الذكرى السنوية الـ72 للنكبة الفلسطينية، بديلاً عن المشاركة الشعبية والميدانية، نظراً لتفشي فيروس كورونا (كوفيد_19) في غالبية دول العالم.

وفي 15 مايو/أيار من كل عام يحيى الفلسطينيون في الوطن والشتات ومناطق اللجوء، ذكرى النكبة الفلسطينية، للتأكيد على حقهم بالعودة إلى ديارهم، التي أبعدوا عنها قسراً.

وسرعان ما تحولت ذكرى النكبة 1948إلى فيض من المشاعر وسرد الذكريات واسترجاع الروايات في ذاكرة وطن يأبى النسيان، حيث جمعت من كافة أصقاع الأرض -عبر تطبيق "زوم"، والبث المباشر على شبكات التواصل الاجتماعي- اللاجئ الفلسطيني في الوطن والشتات، ما شكل لوحة جمالية عنوانها "أن الظروف التي يمر بها العالم لن تسني الفلسطيني أرضه ووطنه".

الفلسطينيون احيوا في البلدات الفلسطينية والشتات وأماكن اللجوء ذكرى النكبة 1948 بشكل رقميٍ، بديلاً عن الفعاليات الشعبية التي عهدها الفلسطينيين منذ النكبة وحتى قبل عام، إذ كانت الساحات والشوارع تمتلئ بالفلسطينيين الذين يطالبون بحق العودة إلى بلدانهم التي هجروا منها قسراً.

ونظمت العديد من الهيئات والمؤسسات والأحزاب الفلسطينية مشاركات إلكترونية، لإحياء ذكرى النكبة الفلسطينية، في محاولة للتأكيد على أن مطلب العودة حق دائم لا يتبدل بتغير الظروف والأوقات.

وعلى الرغم من الظروف الحالية ومنع الاحتشاد في الأماكن العامة، إلا أن الفلسطينيين فضلوا أن لا يتركوا الذكرى المأسوية تمر دون أن يسمع العالم ضجيجها، فنُشرتْ ملايين الصور والتغريدات والمنشورات التي تطالب بحق العودة.

ودشن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من هاشتاجٍ، للحديث عن العودة، والنكبة الفلسطينية، ونشروا من خلالها الصور ومقاطع الفيديو ورسوم الكاريكاتير التي تعبر عن تمسك الفلسطينيين بحق العودة.

وأطلق فلسطينيون في ذكى النكبة تطبيق يدعى فلسطين في آر (Palestine VR)، وهو تطبيق مجاني، يهدف إلى ربط ملايين فلسطينيي الشتات ببلدات وقرى آبائهم، وذلك لتعزيز الوعي الوطني والثقافي والمعرفي عن بلدانهم.

وقال سالم براهمة، مؤسس تطبيق الواقع الافتراضي في فلسطين، خلال جولة افتراضية للتطبيق في غزة والقدس والضفة الغربية "إن رؤية فلسطين من خلال التكنولوجيا تجربة مهمة، خاصة بالنسبة للفلسطينيين الذين لا يُسمح لهم بالزيارة"، مضيفاً "نريد مشاركة فلسطين معهم ومساعدتهم على الشعور وفهم هذا المكان".

كما، ودشن الشاب مجد الشهابي، وهو لاجئ فلسطيني من مواليد سوريا، وعضو في فريق تطوير خرائط فلسطين المفتوحة، وهي قاعدة بيانات تفاعلية للقرى والمدن الفلسطينية الأصلية كما كانت في عام 1948.

يقول الشهابي: "يمكن للفلسطينيين في أي مكان رؤية التفاصيل المرئية لقراهم، مما يعزز فهمنا لما كانت عليه فلسطين قبل النزوح".

ومن المبادرات المهمة التي تسعى لتعزيز الوعي المعرفي والثقافي، مبادرة "أمة رقمية" التي تشكلت أيضا حول الثقافة والطعام والموضة الفلسطينية، وفقا للناشطين ورجال الأعمال.

وتقول جودي كالا، الطاهية الفلسطينية البريطانية ومؤلفة كتاب فلسطين على لوحة، إن مناقشات الوصفات القوية بين متابعيها البالغ عددهم 124 ألفا دليل على نمو المجتمع.

وقالت كالا من لندن "لا يمكن لأحد أن يمنع الفلسطينيين من التواصل على وسائل التواصل الاجتماعي، حتى لو كانت مناقشة حماسية حول من هي القرية التي تقدم أفضل كبة".

إلى جانب ذلك، نظمت الكثير من المؤسسات لقاءات وورش عمل ومؤتمرات عن النكبة الفلسطينية عبر برامج التواصل مثل برنامج زوم، والفيديو كونفرانس، وبرامج أخرى.

وعلى الرغم من مرور يومين على ذكرى النكبة إلا أن الفعاليات الرقمية لازالت متواصلة، ولازال الشباب الفلسطيني يدشن لوحة جديدة على الفضاء الرقمي، تثبت تمسكه بأرضه، وتدحض مقولة "الكبار يموتون والصغار ينسون".

وبسبب وباء كورونا، اكتفى الفلسطينيون بإقامة فعاليات على المنصات الرقمية تشرح جوانب النكبة، لاسيما في ظل المخطط الإسرائيلي - الأمريكي لضم أجزاء من الضفة المحتلة.

 

كلمات دلالية