شهداء الصمت والعجز .. خالد صادق

الساعة 12:14 م|16 مايو 2020

صعد الاحتلال من عدوانه على الفلسطينيين بشكل همجي في اعقاب مقتل جندي صهيوني في بلدة يعبد بمحافظة جنين شمال الضفة المحتلة نتيجة سقوط حجر فوق رأسه, ففي اعقاب كل عملية يسقط فيها قتلى للاحتلال ولا يعرف منفذها, يقوم الجنود الصهاينة بقتل عدد من المدنيين الفلسطينيين العزل وذلك لإرضاء الاسرائيليين واخماد حالة الغضب لدى اليمين الصهيوني المتطرف الذي يرفع شعار «الموت للعرب», الاحتلال يتربص بالفلسطينيين ويقتل بشبهة او بغير شبهة, فارادة القتل لدى الاحتلال حاضرة دائما, وعمليات الاعدام للفلسطينيين تظهر على شاشات التلفاز دون ان يحرك احد ساكنا, ويبدو ان قتل الفلسطيني لن يعد يخمد غضب الاسرائيليين فقط, انما هناك من المطبعين العرب من ينادي ليل نهار بقتل الفلسطيني, بل هناك من الخليجيين من يطالب بمحرقة تشعلها اسرائيل لحرق وابادة الشعب الفلسطيني, لذلك اصبح قتل الفلسطيني سهلا, ويتم تصفيته امام عدسات الكاميرا, ولا يستطيع احد ان يحرك ساكنا, فأمريكا توفر الغطاء لإسرائيل, والمجتمع الدولي يعمل الف حساب لأمريكا ويخشى غضبها, والعالم الاسلامي في حالة سكون واستسلام للوضع الراهن وهمه فقط ان يحمي نفسه ويبقي حالة الاستقرار السياسي والاقتصادي والامني حاضرة, اما الرسميون العرب فقد ارتضوا ان يكونوا حلفاء لإسرائيل وداعمين لها, ويبحثون عن تحالفات معها.  

 مقطع فيديو مصور نشره تلفزيون فلسطين (الرسمي) ومواقع لفلسطينيي الداخل المحتل عام 1948، عن استشهاد الشاب الفلسطيني مصطفى محمود يونس برصاص شرطة الاحتلال الصهيوني وهو برفقة والدته قرب مستشفى «تل هشومير» في مدينة «تل أبيب» وذلك اثناء خروجه من المستشفى في سيارة خاصة، حيث أخرجه عناصر من شرطة الاحتلال من المركبة وأطلقوا عليه النار من جميع الاتجاهات, وهو شاب فلسطيني من سكان قرية عارة في منطقة المثلث بالداخل المحتل، ويظهر المقطع المصور أربعة من رجال الأمن يخضعون الشاب مصطفى يونس أرضاً، ومن ثم قاموا بإطلاق 7 رصاصات عليه من مسافة قريبة ما أدى إلى استشهاده, واعقب هذا المشهد المروع استشهاد طفل فلسطيني الأربعاء الماضي برصاص جنود الاحتلال في مدينة الخليل المحتلة .  وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد الطفل الفلسطيني زيد فضل قيسية البالغ من العمر 15 عاماً برصاصة مباشرة في الرأس أطلقها جنود الاحتلال الإسرائيلي عليه في مخيم الفوار بمحافظة الخليل . وأضافت الصحة بأن 4 شبان آخرين أصيبوا برصاص الاحتلال أحدهم في البطن والآخر في الصدر والبقية في الاطراف السفلية, وظهر مشهد مروع لأم الشهيد وهي تنتحب عليه ويغمى عليها وكلما افاقت تعاودها الاغماءة مجددا, ولم ينتهي مسلسل القتل الصهيوني عند هذا الحد فقد استشهد المواطن بهاء محمد عبد الله العواودة برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، عند مدخل بلدة بيت عوا غرب مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة، بزعم انه كان ينوي تنفيذ عملية دهس ضد الجنود الصهاينة.

 الاحتلال الصهيوني الذي يستسهل قتل الفلسطيني لا يجد اية صعوبة في تبرير جريمته, خاصة انه يعلم ان أحداً لا يفتش وراءه, وان السلطة عاجزة عن مواجهته والعالم منشغل بكورونا, حتى وان لم يكن منشغلا بهذا الوباء, فانه دائما ما يغض الطرف عن جرائم الاحتلال, لذلك لن تتوقف الجرائم الصهيونية ضد الفلسطينيين بل ستتصاعد خلال المرحلة القادمة مع الشروع في تطبيق سياسة الضم لأراضي الضفة والاستيلاء تماما على الحرم الإبراهيمي, ومعركة الاقصى المتجددة, الكابح الوحيد لخطوات الاحتلال الصهيوني هي المقاومة الفلسطينية, يجب تدفيع الاحتلال ثمن جرائمه, حتى يعلم ان أي خطوة سيقدم عليها لها ثمن, وانه ليس من السهل ان يمضي بالقتل وتصفية الفلسطينيين دون عقاب, وان مصادرة الارض لها ثمن, والاستيلاء على الحرم الابراهيمي الشريف له ثمن, وتقسيم الاقصى له ثمن, صحيح ان هناك تعقيدات على الساحة الفلسطينية سواء بتابين موقف الفصائل الفلسطينية مع السلطة التي لا تؤمن بالكفاح المسلح, او بصعوبة الاوضاع في الضفة نتيجة الاجراءات العسكرية الصهيونية والتنسيق الامني مع السلطة, والقبضة الحديدية التي تستخدمها في مواجهة المقاومة, او وباء كورونا المستشري والذي يمثل خطورة كبيرة على اوضاع الناس, لكن كل هذا لا يمنع من الرد على جرائم الاحتلال البشعة بحق اهلنا, يجب ان نخرج من حالة الصمت ونصرخ في وجه الاحتلال, ويجب ان نتخلص من قيود العجز وقلة الحيلة, فشعبنا معطاء ويتفانى في خدمة قضيته, فإذا كان من الموت بد ... فمن العار ان تموت جبانا.