خبر ديمقراطية مهانة .. هآرتس

الساعة 12:35 م|20 فبراير 2009

بقلم: أسرة التحرير

مواطنو اسرائيل لا يعرفون بعد من انتصر في الانتخابات التي اجريت الاسبوع الماضي ومن سيشكل الحكومة القادمة. ولكن نتيجة واحدة للانتخابات باتت واضحة: افيغدور ليبرمان يحاول ان يملي طبيعة الحكم في اسرائيل وتركيبته. هكذا يفهم من المطالب التي عرضها على الليكود وكديما كشرط لمشاركة اسرائيل بيتنا في الائتلاف وهكذا يفهم من موقفه أمس في مقر الرئيس حيث أوضح رغبته في حكومة واسعة برئاسة بنيامين نتنياهو.

الديمقراطية الاسرائيلية تسجل في كل يوم ارقاما قياسية جديدة في المهانة. الاحزاب الكبرى، التي لم تنجح في نيل التأييد الواسع من الجمهور، تغازل سياسيا أدار حملة عنصرية ضد المواطنين العرب ومشبوها بمخالفات جنائية خطيرة وتدعه يقرر من سيقف على رأس الحكومة وماذا ستكون عليه تركيبتها.

مقابل التأييد السياسي من ليبرمان، يتنافس بنيامين نتنياهو وتسيبي لفني الواحد مع الاخر في اعطاء تسويغ جماهيري لاسرائيل بيتنا وحملة الكراهية التي شنتها. الليكود وعد "بفحص تعديلات اخرى على قانون المواطنة"، كي يحقق الشعار الانتخابي لليبرمان "بلا ولاء لا مواطنة". اما الليكود وان كان يتحفظ في موقفه بان تتلاءم تعديلات القانون مع "المعايير القانونية والدستورية"، ولكن في ذات الوقت يتباهى بانه سبق ان بادر الى سن قانون لنزع المواطنة بروح مواقف ليبرمان. اما كديما فاكتفى بمطالبة كل شاب "بخدمة عسكرية، وطنية او مدنية"، ولم يقترح تغيير قانون المواطنة، ولكن لفني تباهت في علاقاتها القريبة مع ليبرمان ومعرفتهما عديدة السنين وقدمته كسياسي شرعي وكشريك مرغوب فيه في ائتلاف مستقبلي تحت قيادتها.

لا يمكن اعتبار مواقف لفني ونتنياهو كتعبير مقبول من التهكم السياسي، او الادعاء بان ليبرمان شغل منصبن وزير في حكومتي ارئيل شارون وايهود اولمرت الامر الذي يسوغه ايضا الان. الحملة العنصرية التي ادارها ليبرمان في الانتخابات الحالية وخطورة الشبهات الجنائية ضده تخرجه من نطاق الشركاء الشرعيين لقيادة الدولة. المدعيان لرئاسة الوزراء يحاولان تجاهل ذلك ويظهران انعداما للنزعة القيادية وافلاسا قيميا. في نظر نتنياهو ولفني، 15 مقعدا لاسرائيل بيتنا اهم بكثير من الصورة الاخلاقية لاسرائيل ومن تحقيق قيم المساواة الدستورية في وثيقة الاستقلال.

لا يزال لم يفت الاوان للصحوة. يمكن ان يقام ائتلاف مستقر دون اسرائيل بيتنا، يبث لمواطني اسرائيل وللاسرة الدولية الرسالة الواضحة في أن هذا لن يمر عندنا. وان حزب الكراهية، الذي ينبغي لمواقفه وزعيمه أن يبقيا خارج الحكومة. وان يجب الليبرمانية الان، قبل أن تتعزز اكثر فأكثر.

على رئيس الدولة الان واجب وقف المهانة والعمل على اقامة حكومة دون ليبرمان. شمعون بيرس قال بانه في قراره من يكلف بتشكيل الحكومة سيأخذ بالحسبان ايضا "سياسة اسرائيل". هذه فرصة كبير السياسيين الاسرائيليين والحائز على جائزة نوبل للسلام كي يظهر شجاعة سياسية ويشترط تشكيل الحكومة القادمة ايضا بالحفاظ على صورة الديمقراطية الاسرائيلية.