الدراما الخبيثة: تدس سمها أملاً في تطبيع شعبي اجتماعي مع "إسرائيل"

الساعة 12:25 م|28 ابريل 2020

فلسطين اليوم

لم تنفك "إسرائيل" وبعض الأنظمة العربية المطبعة معها من البحث عن كل السبل لتغيير طبيعة الإنسان العربي والمسلم الرافض للكيان الصهيوني، فتحاول أن تدخل له بكل السبل، ولم تجد أفضل من الدخول له عبر الدراما والمسلسلات الرمضانية لدس سمها القاتل.

"أم هارون" و"مخرج 7"، هي مجرد مسلسلات عربية تبثها قنوات سعودية تحاول إثارة قضايا التطبيع العربي، والترويج لفكرة التعايش مع "إسرائيل"، في مقابل تغيير الحقائق عن طبيعة وحقيقة الصراع الفلسطيني "الإسرائيلي".

تحاول هذه الدراما أن تبث سموماً فكرية وثقافية، حتى أن جزء من اللقطات فيها يحاول إثارة الفتن وتوجيه هجوم على الفلسطينيين، ورفض فكرة الصراع مع "إسرائيل" وتدعيم ثقافة التعايش مع "إسرائيل".

لم تكن هذه الدراما وليدة اللحظة بل هي استمرار لمحاولة هذه الأنظمة لتعزيز فكرة التطبيع العربي التي بدأت تثار بشكل كبير في السنوات الأخيرة، والتي يرفضها المواطن العربي والمسلم بكل الأحوال .

وعلى الرغم من قناعة المحللين والكتاب والمثقفين أن هذه المسلسلات والدراما مجرد سياسة تتبعها تلك الأنظمة، إلا أنهم لم يقللوا من خطورتها على المشاهد العربي والمسلم.

تطبيع اجتماعي شعبي

الكاتب والمحلل السياسي حسن لافي، رأى أن الكثير من الكتاب والمثقفين يناقشون التطبيع السعودي من خلال مسلسل أم هارون على قناة ال mbc، ويتعاطون مع الأمر كأن هذا المستوى الوضيع الذي وصل إليه ذلك التطبيع يسبب صدمة.

واعتبر لافي، أن العلاقات الصهيونية الخليجية وطيدة حتى من قبل قيام الكيان الصهيوني، وازدادت قوة في محطات كثيرة، بدءاً من حرب اليمن الأولى ضد مصر، ولم تنته منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن صفقة القرن من بلاد الحرمين.

ويعتقد لافي أن مسلسل أم هارون ما هو إلا بداية مرحلة جديدة من الانتقال من التطبيع السياسي الرسمي إلى التطبيع الاجتماعي الشعبي، وهذا هو أساس فكرة صفقة القرن تصحيح مسار الكيان الصهيوني الثقافي والتاريخي.

تزوير للتاريخ

وأوضح أن ذلك لتثبيت الرواية الصهيونية التاريخية وبالتالي قدان شرعية النضال الفلسطيني ضد الاحتلال، بل على العكس يصبح الفلسطيني الباحث عن حريته معتد اثيم على حقوق اليهود المضطهدين باعتراف العرب أنفسهم، وبالتالي فكرة تعويض اللاجئين اليهود من الدول العربية التي تم طرحها في أكثر من مرحلة من مراحل عملية التسوية عند نقاش قضية اللاجئين الفلسطينيين، باتت اكثر جدية وشرعية في المطالبة من قبل المستويات الاهلية والرسمية الصهيونية.

ولفت إلى أن بذلك فإن الحديث عن حق العودة و التعويض في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة يخرج من دائرة الاختصاص للاجئ الفلسطيني فقط، بل يتسع ليشمل كل متضرري حرب عام ١٩٤٨م، وبالتالي كما حنظلة الفلسطيني ايقونة النكبة الفلسطينية تحاول الدراما السعودية أن تصطنع أم هارون عنواناً للتزوير التاريخي الرافع شعار الاضطهاد العربي لليهود.

ودعا لافي إلى ضرورة توضيح أبعاد ذلك التطبيع وتاريخه وتطورات تدهوره، لافتاً إلى أنه بعيداً عن المراهنات الخائبة فهناك تمايز حقيقي ما بين مشروع  التطبيع  وما بين مشروع المقاومة.

وأشاد لافي، في النظام المصري على مدار سنوات كامب ديفيد الذي لم يدعم التحول من العلاقات الديبلوماسية إلى علاقات التطبيع بل بالعكس كان سببا رئيسيا في عدم احداث هذا التدهور.

مشكلة لا حل لها

واتفق الكاتب والمحلل عبد الرحمن شهاب فقال :"مشكلة تطبيع الأنظمة مع الاحتلال علمنا منذ زمن بعيد أن لا حل لها لكن المشكلة في التطبيع الاجتماعي.

وتابع: مصر رغم أنها أقامت علاقات مع الكيان منذ كامب ديفيد إلا أن الشعب المصري بكل نقاباته رفض التطبيع واستمر في غرس روح المناعة في الأمة.

ورأى شهاب أن المشكلة تكمن فيما تقوم به بعض النقابات وجيش الذباب الالكتروني من عملية غسيل دماغ وذلك بتبني الرواية الصهيونية حول أصل الصراع.

وأكد على أن هذا الفعل يجب أن يلاقيه رد من الكتاب والسوسيال ميديا ليس من باب الصدمة فالصدمة لا تواجه واقع بل من خلال فهم عميق لما يواجهه الفلسطينيون في هذه المرحلة، فالقضية ليست فقط صفقة قرن بقدر ما هو مجتمعات تنهار

أسباب سياسية بحتة

أما الكاتب والمحلل "الإسرائيلي" عدنان أبو عامر، فيرى أن الإقحام المفتعل للعنصر اليهودي في الدراما العربية تقف خلفه أسباب سياسية بحتة، وما تبثه إم بي سي، ومن يقف خلفها، ليس دراما ولا كوميديا.

وقال:"هو ليس أكثر من "علاك مصدي وكلام فاضي"..لن تغسلوا دماغنا، ولن تغيروا قناعتنا، "إسرائيل عدونا"، و"فلسطين قضيتي".. هذا خطاب المواطن العربي من المحيط إلى الخليج، ولو كره المطبعون الملوثون"..

وتابع: استمراراً لعملية غسيل الدماغ التي تجريها القنوات النفطية، فإن نظرة سريعة على أدائها الفني، يعطي انطباعاً بأننا أمام رداءة في الإخراج، وسوء في التمثيل، وفجاجة في بث الرسائل التطبيعية مع دولة الاحتلال.. "إسرائيل عدوي"و "فلسطين قضيتي"..

وعلى الجانب الآخر المضيء فيظهر عمل مصري يبث عبر القنوات وهو مسلسل "النهاية" الذي يحاكي أحداثا يتوقع حصولها بعد 100 عام، وتشمل زوال كل من أمريكا و"إسرائيل" والذي لاقى ترحيباً كبيراً من المشاهدين العرب.

كلمات دلالية