خبر أكانت عملية في غزة؟-معاريف

الساعة 09:57 ص|19 فبراير 2009

بقلم: شلومو غازيت

(المضمون: اذا لم تكن شروط اطلاق جلعاد شليت من الاسر لم تتغير فلماذا خرجت اسرائيل لعملية "الرصاص المصهور" في القطاع؟! - المصدر).

يوجد غير قليل من التشابه بين نتائج عملية "الرصاص المصهور" ونتائج الانتخابات. فهنا وهنالك اثنان يزعمان لانفسهما تاج النصر: ففي العملية العسكرية تدعي اسرائيل وحماس الانتصار اما في الانتخابات فتدعي رئيسة كاديما ورئيس الليكود الفوز. ومع ذلك كله توجد ايضا علامتا اختلاف بارزتان وهما ان نتائج الانتخابات غير مختلف فيها. واعلنها رئيس لجنة الانتخابات. سيوجد المخرج من الطريق المسدود قريبا بقرار من رئيس الدولة عندما يفرض على واحد من الاثنين تأليف حكومة. بمقابلة ذلك، لا يوجد مقياس موضوعي للمواجهة العسكرية في غزة. فلا يمكن الحكم في الاختلاف لمن النصر.

ان ما يتعرض لامتحان في قضية النصر سيحدده جواب سؤالين: الاول، وكان هذا على الاقل الهدف المعلن للعملية الاسرائيلية، مسالة تجديد الردع الاسرائيلي، او كما عرف ذلك قادتنا: "احداث واقع امني جديد" على الحدود مع القطاع. في هذه المرحلة ما زال لم يحرز تهدئة ونحن عالمون بان اطلاق الصواريخ على اسرائيل لم ينقطع (وان يكن بقدر اقل يكاد يكون رمزيا). وما ليس اقل من ذلك اقلاقا هو تجديد التهريب من سيناء. ان مجرد التفاوض الذي يتم في تجديد التهدئة، وطلب حماس تحديد مدتها لثمانية عشر شهرا، لا يعبر عن تفاوض حماس من موقف ضعف، موقف من يعترف بهزيمته العسكرية في المعركة.

والمسألة الثانية هي مسالة اطلاق جلعاد شليت من الاسر. اجل لم يكن اطلاق شليت هدفا اسرائيليا معلنا عشية الخروج للمعركة العسكرية، لكن في اثناء القتال وبعد وقف اطلاق النار نشأ وعي عام اوسع لمسألة انه لا ينبغي الخروج الى اتفاق تهدئة بعد عملية "الرصاص المصهور"، بغير حل مشكلة شليت. وهنا نشأ الاختلاف الكبير بين اسرائيل وحماس. فنحن نحاول ان نؤلف بين الموضوعين اما حماس (بدعم مصري) فتزعم ان هاتين مسالتين منفصلتين. اشفق من ان تحدد قضية شليت جواب سؤال "لمن النصر". فشلت اسرائيل عندما لم تعلن على نحو لا لبس فيه انه بعد المعركة العسكرية لم يعد يوجد معنى لسنتين ونصف من التفاوض في صفقة التبادل. فالحرب احدثت واقعا جديدا ونحن نطلب اطلاق شليت بلا شرط كجزء لا ينفصل من اتفاق التهدئة الجديد. ان المساومة في ازالة عدة اسماء من قائمة حماس، هي تسليم اسرائيلي بالفصل بين الموضوعين. والى ذلك فصفقة تبادل يطلق بها الاسرى جميعا لن تمنح حماس اطلاق السجناء فقط بل شعورا بالانتصار في المعركة العامة. سيكون هذا شعورا بالانتصار عند سكان القطاع، وعند الفلسطينيين في الضفة الغربية، وفي العالم العربي والاسلامي جميعا.

هذا النصر المقدم على طبق من فضة سيقدمه اثنان: رئيس الحكومة ايهود اولمرت، الذي يؤمن بان اطلاق جلعاد شليت (الذي وقع في الاسر في فترة ولايته) سيمنحه نقاط استحقاق عشية تركه عمله، ولا يقل عنه ذنبا الجهاز العام الذي ربى وعي اطلاق الاسرى "بأي ثمن" ولو بثمن اهدار المعركة العسكرية ومنح حماس الامان.