خبر حماس كوت لنا وعينا -هآرتس

الساعة 09:46 ص|19 فبراير 2009

بقلم: إسرائيل هارئيل

(المضمون: يتوجب على حكومة اولمرت ان تتراجع عن قرارها باتمام صفقة شليت وعلى نتنياهو ان يمارس عليها ضغوطا شعبية حتى يمنع هذه الصفقة الخطيرة التي تشجع الارهاب - المصدر).

خلال جلسة المجلس الوزراي بالامس قال رئيس الوزراء ايهود اولمرت، بانه لا يتوجب على اسرائيل ان تتصرف وكأنها قد فقدت ما تبقى لديها من قوة واحترام. ولكن حكومته تصرفت على هذا النحو بالضبط. ذلك لانه رغم القرار التكتيكي – باشتراط بفتح المعابر باعادة شليت  خضعت اسرائيل لاملاءات حماس في جزء جوهري من الصفقة وخصوصا الموافقة العامة على اطلاق المخربين القتلة بصورة جماعية.

"شليت اولا" هو اذا مجرد شعار خداع، يرمي الى خداع الجمهور والتظاهر بوجود هالة مزيفة من الكرامة سرعان ما انتهت بالخضوع والاستسلام المخجل المحفوف بالمخاطر امام تنظيم ارهابي دموي، اقسم بان لا يتخلى عن سلاحه حتى تباد الدولة اليهودية.

دولة اسرائيل اقيمت لاسباب منها اعادة الكرامة للشعب الاسرائيلي الذي اضطر طوال مئات من السنين للخنوع من اجل الحفاظ على بقائه كاقلية تتعرض للملاحقة بين الشعوب. وحتى ان لم يظهر عنصر الكرامة الوطنية من بين الاهداف التي حددت لعملية "الرصاص المصهور"، فقد كان في نظر سكان النقب المعرضين للقصف المتواصل وفي نظر عدد غير قليل من المقاتلين في الميدان وكثيرين من الجمهور الاسرائيلي هدفا معنويا هاما. عندما اعلن ايهود باراك وقيادة الجيش الاسرائيلي عن ان اهداف العملية "قد تحققت بالكامل" حظي هذا التصريح بموافقة جارفة شاملة ايضا بسبب وجود عنصر الكرامة الوطنية من ضمنها.

        ان كانت الاهداف قد تحققت، فعلى رئيس هيئة الاركان ووزير الدفاع ان يوضحوا لنا من اين تستمد حماس – اذ يقولون انها قد هزمت – القوة لاجبار اسرائيل على اطلاق كبار القتلة وكذلك تمديد فترة التهدئة. ان كان الجيش الاسرائيلي قد انتصر، فلماذا تدفع الحكومة ثمنا لا يدفعه الا المهزومين؟

ان كان الامر كذلك، فوعينا هو الذي كوي. بينما يظهر ان وعي حماس قد بقي كما كان قبل المعركة وربما تعزز وتقوى.

من يقرر اطلاق سراح مئات القتلة فهو يبيح دم اولئك الذين ستتعرض حياتهم للخطر في المستقبل على يد هؤلاء القتلة مشجعا عمليات الاختطاف ورافعا ثمن اطلاق سراح المخطوفين. لذلك نقول ان القرار غير منطقي بصورة متطرفة. على من يدعي انه جدير برئاسة الوزراء، بنيامين نتنياهو، ان يصرح بذلك وان يمارس ضغوطا شعبية لمنع تطبيق هذا القرار.

نتنياهو، كما يقول المحيطون به، يفضل ان تقوم الحكومة الحالية باستكمال الصفقة. ولكن باعتباره يدعي انه جدير بقيادة الدولة، من المحظور عليه ان ينجر مثل الحكومة الحالية، وراء مجموعات الضغط التي تفضل مصلحة الفرد على المصالح العامة والان على الغد. بالاساس يتوجب عليه ان يتجاهل وسائل الاعلام المتصنعة التي تدعي حسن النية والتي تتمثل مصالحها الاساسية ببث البرامج التي تجتذب اكبر عدد من المشاهدين والمستمعين.

قدرة نتيناهو على الصمود ليست كبيرة بصورة خاصة: عندما كان رئيسا للوزراء سارع لاطلاق سراح احمد ياسين، وفي حكومة اريئيل شارون صوت مع صفقة الحنان تيننباوم المثيرة للاستغراب (تسيبي لفني صوتت ضدها) حزب الله يواصل التخطيط لعمليات اختطاف جديدة (فاتورة حساب اغتيال عماد مغنية لم تغلق بعد من وجهة نظر حزب الله) وكذلك حماس وهكذا قد تحدث عمليات اختطاف في المستقبل خلال فترة حكم نتنياهو. ومن هنا ليس بامكانه الا ان يعبر عن صمود راسخ مبدئي الان حتى يطلق رسالة للتنظيمات الارهابية مفادها ان الاختطاف في فترة حكمه لن يكون مجديا.

الحالة المزاجية العامة التي دفعت الحكومة الى قبول املاءات الارهاب نابعة من سيطرة النزعة الفردية المتطرفة – "الفرد (جلعاد شليت) فوق اية مصلحة وطنية اخرى" – على منظومة القيم الاسرائيلية. كبح هذا الميل السلبي يجب ان يكون احد الاهداف المركزية لحكومة نتنياهو.