خبر الانتخابات في إيران فرصة للتغيير- يديعوت

الساعة 09:38 ص|19 فبراير 2009

بقلم: غي بخور "مستشرق"

تحتبس ايران نفسها قبيل الانتخابات للرئاسة، المتوقعة في 12 حزيران القريب القادم، حين سيصطدم الواحد بالاخر ميلان متعارضان في قيادتها: الرئيس السابق محمد خاتمي، الذي يمثل الرغبة في مد اليد للغرب، والرئيس الحالي محمود احمدي نجاد، الذي يأخذ ايران نحو سياسة متطرفة وعزلة دولية.

خاتمي ذو الشعبية سبق ان كان رئيسا لثماني سنوات، بين اعوام 1997 – 2005. وحسب الدستور الايراني ما كان بوسعه ان يواصل ولاية ثالثة متواصلة الا بعد فترة توقف. هكذا هو السبب الذي جعل احمدي نجاد يتسلم الحكم. ولكن هذا الشهر اعلن خاتمي بانه سيتنافس "بكل القوة" على الرئاسة ضد كريه نفسه، بعد أن تلقى موافقة الزعيم الروحي، اية الله العظيم علي خمينئي.

اذا عاد خاتمي الى الرئاسة فسنرى تغييرا تدريجيا في سياسة ايران سنكون نحن اول من يشعر به. لن تكون هذه نهاية الثورة الاسلامية، ولكن التشددات ستخف حدتها. خاتمس يرفض رفضا باتا تصريحات احمدي نجاد ضد الولايات المتحدة، اسرائيل واليهود. وبزعمه، هذه التصريحات الحقت ضررا جسيما بايران على المستوى الدبلوماسي والاقتصادي.

خط خاتمي هو اذا توصلت اسرائيل والفلسطينيون الى تسوية، فان ايران ستحترمها. هذه سياسة معاكسة للسياسة الحالية، التي ترمي الى تخريب تسوية اسرائيلية – فلسطينية. هذا الخط يتضمن ايضا وقف الاستفزاز للغرب، وان كان هذا لا يعني بالضرورة وقف المشروع النووي (في هذا سيقرر فقط الزعيم الروحي خمينئي). ايران في ظل خاتمي ستخفض مستوى الدعم لحزب الله وحماس. وان كان الدعم سيستمر ولكن المبالغ (التي تحظى بانتقاد في ايران التي تعيش ازمة اقتصادية) ستقل. كما أن تدخل ايران في الارهاب سيجتاز مراجعة.

عامل اساس هنا هو براك اوباما، الذي من المتوقع ان ينتظر بسياسته الجديدة تجاه ايران حتى قبيل الانتخابات هنا. اذا انتخب خاتمي فمن المتوقع لقاء تاريخي بين الرجلين.

لفهم الاستراتيجية التي ينتهجها خاتمي من اجل العودة الى الحكم، ينبغي للمرء أن يعرف ايران. هذه دولة ليس فيها اغلبية طائفية مسيطرة بل ائتلاف أقليات، حيث أن الاقلية الفارسية هي اكبرهااا، ولكنها لا تزال اقلية.

في الاشهر الاخيرة بدأ خاتمي بعقد تحالف اقليات غير الفارسيين، الذين يشكلون من 55 – 60 في المائة من الايرانيين، والذين يتضمنون الازاريين، الاكراد، الاتراك، التركمانيين، العرب السنة وغيرهم. اذا ما حظيت بعطفهم، اضافة لشعبيته الكبيرة في اوساط الفارسيين، الشباب والنساء، فالنصر سيكون له.

خاتمي يستخدم الرمز الجيني الخفي لايران، مشكلة الاقليات، كي يصل الى الحكم. هذه هي النقطة التي يخفيها الايرانيون دوما وذلك لانها حساسة بالضبط مثل مشكلة الطوائف في العراق او في لبنان. هذه نقطة الضعف الايرانية التي يسعى خاتمي الى جعلها نقطة قوته. بمعونة الضعفاء في المجتمع يعتزم التحول الى صاحب القوة.

احمدي نجاد لا يزال لم يعلن عن ترشيحه، وهناك شائعات بانه مريض، ولكن يبدو أنه سيتنافس في الانتخابات. لن يكون سهلا على المرشحين: خاتمي سيتهم احمدي نجاد بتحطيم الاقتصاد، بالتضخم المالي (25 – 30 في المائة)، بالاسعار المرتفعة وبالبطالة المستشرية، بينما احمدي نجاد سيتهم خاتمي بانه معجب بامريكا.

الانتخابات في ايران ستكون من اهم الانتخابات في تاريخها وتاريخ الشرق الاوسط، والذي يغيره الظل الايراني بشكل دراماتيكي واليم. فهل ستقع المعجزة المشتركة بالرئيسين اوباما وخاتمي؟ اذا كان هذا ما سيحصل، فان هذا كفيل بان يكون له تاثير كبير على خريطة التهديدات على اسرائيل.