خبر أيمن خالد يكتب : غزة خلال المائة يوم القادمة

الساعة 09:32 ص|19 فبراير 2009

القادة الراحلون عن سدة الحكم في الكيان الصهيوني، حملوا معهم حجم المجازر التي تعتبر لدى التجمع الاستيطاني البغيض، انجازا كبيرا، وبالتالي إن فتح المعابر، أو إجراء أي عملية تبادل للأسرى، انما تعني لهم ان الفلسطينيين قد حققوا انتصارا ما، ولهذا لن يعطوا الفلسطينيين أي هدنة، ولا أي تبادل للأسرى، لأن ذلك سيعني لهذا التجمع الاستيطاني أن ذلك مؤشر هزيمة.

القادة القادمون الى سدة الحكم في الكيان الصهيوني، جاؤوا على وقع شعارات الموت للفلسطينيين، وبقية متممات الجريمة التي انطلقت من قبل، ليس في غزة، ولكن من خلال شخصية «نتن ياهو» المتبقي الاخير من الشخصيات الهرمة في الكيان، ذات العقل الدموي، وبالتالي هذه الشخصية التي جاءت بشعارات لا ترضى عن انتهاء جريمة غزة على هذا الشكل، لا يمكن لها ان تتناقض مع هذه الشعارات، وبالتالي تبدأ عهدها بهدنة مع الفلسطينيين، وإطلاق شاليط وتبادل الأسرى.

ما يمكن أن تبدأ به هذه الحكومة القادمة، هو ما بدأت به تاريخيا، الحكومات الصهيونية السابقة، فالعهد الصهيوني لأي حكومة صهيونية، لا يبدأ بغير الدم، ولا يبدأ بغير لغة التهديد والوعيد، غير أن الوهم أحيانا يستبد بصاحبه، غير ان الوهم لا يزرع قمحاً، ولا يعطي حصادا، وظل الوهم سيفاً مسلطاً على رقاب الذين بنو عليه الآمال ولم تأت من قبل.

 المائة يوم القادمة، بكل تأكيد هي ليست مائة يوم شارون، لكنها ستكون استمرارا للأيام التي عاشتها غزة كما الضفة خلال السنوات الماضية، فالقادمون الجدد سيحرصون على استمرار معركتهم ضد المقاومة، عبر طرق شتى، ولن تكون اللعبة السياسية بعيدة هذه المرة، وابرز هذه الملفات ستتمثل في الإبقاء على الشقاق الفلسطيني، لأنه المدخل المناسب للتذرع باستمرار الحصار، كما انه يمثل في الإستراتيجية الصهيونية الهدف الذي ينبغي الحفاظ على الاستمرار به.

أمريكا أيضاً، تفكر خلال الأشهر القليلة القادمة بالتوجه شرقاً، لأن رياح التغيير الأفغانية، ستجعل موقع القوات الأمريكية في القارة الأسيوية، والهندية بالذات، تحت وقع متغير كبير، له إفرازاته الكثيرة، أبرزها يكمن في الصعيد الاقتصادي المتعثر، فالربيع القادم في أفغانستان، ينذر بأنه سيكون طالباني المشهد، كما كان خلال السنوات الماضية، مع الفارق، أن الجندي الأمريكي اكتشف على ارض الواقع أن الأفغان ليس لديهم سينما، وبالتالي لم يشاهدوا أفلام رامبو حتى يخافوا منه.

هي الأشهر العجاف، المليئة كالعادة بحقد الغزاة، وأكاذيب الغريب والقريب، وهي أيضا التي ستكون مليئة بالصبر.. فلعل غزة مفتاح صبر الأمة.