خبر المشاورات لتشكيل الحكومة الإسرائيلية تنهي مساء اليوم وليبرمان الكفة الراجحة

الساعة 07:22 ص|19 فبراير 2009

فلسطين اليوم-القدس

بدأ الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيرس، مساء أمس، الأربعاء، مشاوراته مع ممثلي الكتل البرلمانية تمهيدا لاختيار مرشح لتشكيل الحكومة. وبعد أن تسلم النتائج الرسمية للانتخابات التي أجريت في العاشر من الشهر الجاري، ولم تحسم الفوز لأي من الحزبين الكبيرين، "كاديما" والـ "ليكود"، ألمح بيرس إلى إمكانية تشكيل حكومة مشتركة بين الحزبين الكبيرين. وقال أنه «واثق ومتأكد أنه ستتشكل شراكة مباركة تكون مصلحة الدولة أمام أعينها». ومن المتوقع أن تنتهي المشاورات مساء اليوم.

 

وأكد رئيس حزب العمل، وزير الأمن إيهود باراك أن حزبه لن يوصي بأي من المرشحين لتشكيل الحكومة وسيكون في المعارضة بغض النظر عمن يشكل الحكومة.

 

وانتقد باراك في اجتماع لكتلة حزب العمل يسبق اجتماعه مع الرئيس الإسرائيلي في إطار المشاورات لتشكيل الحكومة، الواقع الذبي يتيح لحزب "يسرائيل بيتينو" برئاسة أفيغدور ليبرمان «تتويج الملوك».

 

ومن جانب آخر ذكرت صحيفة يديعوت "أحرونوت" أن حزب ليبرمان سيوصي لدى الرئيس بتشكيل حكومة وحدة وطنية. ونقلت الصحيفة عن ليبرمان قوله أن «حكومة تعتمد على قاعدة ضيقة لن تصمد». وتعتبر توصية ليبرمان كفة الميزان التي ترجح لأحد الطرفين.

 

ويلتقي الرئيس الإسرائيلي اليوم مع مثلي حزب "يسرائيل بيتينو"، والعمل، وشاس، والأحزاب اليمينية الصغيرة وباقي الأحزاب. ولم يتضح بعد ما سيكون موقف رئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، أفيغدور ليبرمان الذي يعود اليوم إلى البلاد من المرشحين لتشكيل الحكومة، حيث أن موقفه قادر على ترجيح الكفة لصالح الليكود. ومن المتوقع أن يعقد أعضاء حزب العمل اجتماعا اليوم قبل توججهم لديوان الرئاسة لبلورة موقفهم بشأن توصيتهم.

 

وكان ممثلو حزب "كاديما"، أول من وصل إلى ديوان الرئاسة وأوصوا بطبيعة الحال برئيستهم، تسيبي ليفني، لتشكيل الحكومة. ودعا وزير المواصلات، شاؤول موفاز، بيرس، إلى العمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية. إلا أن هذا الموقف لا يشاركه فيه الكثيرون داخل الحزب. وتبعهم ممثلو حزب الـ"ليكود". وبعد أن أوصوا برئيس حزبهم بنيامين نتنياهو، أكدوا أنهم لن ينضموا إلى حكومة برئاسة ليفني.

 

وكانت رئيسة الكنيست، داليا إيتسيك(كاديما)، دعت الرئيس الإسرائيلي إلى بذل كافة الجهود من أجل تشكيل حكومة وحدة بين الليكود وكاديما يتناوب فيها رئيسا الحزبين على رئاسة الحكومة.

 

ويتوقع أن يلعب بيرس،دورا مركزيا في بلورة صورة الحكومة المقبلة، في ظل الوضع الضبابي الذي أفرزته الانتخابات وعدم إحراز أي من الأحزاب فوزا حاسما وواضحا. فحزب "كاديما" حصل على أكبر عدد من المقاعد، 28 مقعدا، ولكنه يفتقر إلى قاعدة ائتلافية، بينما حصل حزب الـ "ليكود" على المكان الثاني مع 27 مقعدا ويحظى على دعم 45 عضو كنيست من أحزاب اليمين المتطرف وحركة شاس المتدينة.

 

ومع بدء مشاورات الرئيس الإسرائيلي، تبقى كافة الاحتمالات مفتوحة لتشكيل الحكومة، وتعتبر أي تفاهمات يتوصل إليها أحد الحزبين الكبيرين، مع أي حزب آخر، مدعاة إلى نفور الحزب النقيض. ويمكن القول أن الصورة، مع مرور الوقت، تزداد تعقيدا وضبابية، ولا تسير نحو مزيد من الوضوح والفرز بين القوى على الساحة السياسية.

 

التفاهمات التي توصل إليها حزب كاديما يوم أمس مع "يسرائيل بيتينو" زادت نفور حزب شاس منه، كما ارتفعت أصوات في حزب العمل تعترض على تلك التفاهمات، ولوحت بعدم التوصية برئيسة كاديما تسيبي ليفني لتشكيل الحكومة. وقال مسؤولون في حزب العمل إنهم لن يوصوا بليفني لتشكيل الحكومة بسبب تلك التفاهمات. ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن رئيس الحزب إيهود باراك قوله: "لن نوصي بمن يجعل ليبرمان متوجا للملوك، وشريكا رفيعا ومركزيا في الحكومة، ويدفع أيدلوجيته"

 

حسب القانون الإسرائيلي يتاح للرئيس مساحة واسعة في اتخاذ القرار التكليف بتشكيل الحكومة، بعد أن يجري مشاوراته مع كافة الأحزاب. ويتوقع أن يدفع باتجاه تشكيل حكومة وحدة بين الليكود وكاديما، ومن غير المستبعد أن يكلف رئيسة كاديما بتشكيل الحكومة إذا ما فشلت الجهود لتشكيل حكومة وحدة، ولكن إذا فشلت ليفني في مهمتها يكون لزاما على الرئيس تكليف من يحظى على تأييد أكثر من 61 عضو كنيست بتشكيل الحكومة، أي أن حجم التأييد لمرشح ما حاسم فقط في المرحلة الثانية، أي بعد فشل المرشح الأول في مهمته.

 

وإذا ما نظرنا إلى خارطة الأحزاب، نرى أن حزب كاديما ما زال وحيدا، ومن غير المؤكد أن يوصي رئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، افيغدور ليبرمان، بتسيبي ليفني، الذي تجمعه معها علاقة وثيقة، وهو الذي أدخلها إلى الحياة السياسية بعد أن كان قد عينها رئيسة لمصلحة الشركات الحكومية عام 1996 حينما شغل منصب مدير عام مكتب رئيس الوزراء حينذاك بنيامين نتنياهو. كما انه من غير المؤكد أن يوصي حزب العمل بليفني، ولكنه في الوقت ذاته من المستبعد أن يوصي بنتنياهو.

 

حزب الليكود الذي بحوزته 28 مقعدا، يحظى على دعم حزب شاس الشرقي المتدين (11 مقعدا)، وحزب "إيحود ليئومي" المتطرف(4 مقاعد)، وحزب "البيت اليهودي المتطرف(3 مقاعد). والمجموع 45 مقعدا.

 

حزب "يسرائيل بيتينو، الذي يعتبر الحزب الثالث من حيث التمثيل(15 مقععدا)، وحزب العمل(13 مقعدا)، وحزب يهدوت هتوراة المتدين الأشكنازي(5 مقاعد)، لم يعلنوا بعد تأييدهم لأي من المعسكرين.

 

وفي حزب الليكود قالوا إن رئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، أفيغدور ليبرمان، «يرقص في عرسين». ولكن رغم هذا الوصف يبقى موقف ليبرمان حاسما، نظرا للقوة التي منحها له الناخبون الإسرائيليون في الانتخابات الأخيرة.

 

ولكن في المقابل هناك من يرون بليبرمان خطر على مستقبل علاقات إسرائيل مع أوروبا والولايات المتحدة، وأصدر عدد من الاكاديميين اليهود في الولايات المتحدة عريضة، حذروا فيها من تدهور علاقة إسرائيل بيهود الولايات المتحدة إذا ما تبوأ ليبرمان منصبا مركزيا في الحكومة القادمة.

 

وكتبوا في العريضة: إذا كان ليبرمان عضوا مركزيا في الحكومة، سيتدهور تأييد اليهود الأمريكيين بإسرائيل بشكل كبير. وقال دينيس غيتسغوري، بروفيسور في الرياضيات في جامعة هارفرد، وهو من المبادرين للعريضة: " من دون دعم يهود الولايات المتحدة، سيصبح التعامل مع إسرائيل في العالم شبيها بالتعامل مع جنوب أفريقيا في حقبة الأبرتهايد".

 

ووقع العريضة عدد كبير من الأكاديميين اليهود من جامعات كورنال، براكلي، برينستون، نيو يورك، فيسكونسين، وبوسطن. كما انضم إلى الأكاديميين متبرعين يهود معروفين. وستقدم العريضة لنتنياهو وليفني هذا الأسبوع .