تزايدت في الآونة الاخيرة بشكل واضح ومباشر حالات الهجوم على قادة الفصائل الفلسطينية لحد كبير, وكلما خرج تصريح عن احد قادة فصائل المقاومة, وتحديدا قادة حماس والجهاد الاسلامي, ينبري نفر من السماسرة والتجار المأجورين للهجوم على القيادي والتشكيك فيما يقول, رغم انه لا يملك من البراهين والايضاحات ما يمكن ان ينفي به ذاك التصريح او يفنده, فالأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي القائد زياد النخالة, كلما دعا الى مواجهة الاحتلال عسكريا ووقف مخططاته وأطماعه وممارساته بحق الاسرى الفلسطينيين, وحصاره لقطاع غزة للعام الرابع عشر على التوالي, وكلما دعا لمواجهة «صفقة القرن» ومخطط مصادرة الاراضي في الضفة والقدس لصالح المستوطنات وشق الطرق, واخلاء منطقة الاغوار بتهجير سكانها منها, بالتصعيد ضد الاحتلال وافشال مخططاته واهدافه, انبرى ذاك النفر من السماسرة والتجار للهجوم والتحدث عن «الواقعية» وما اسموها «بلغة العقل» وعدم منح الاحتلال فرصة جديدة للقتل والتدمير, واستغلال هذه التصريحات ضد الفلسطينيين في المحافل الدولية, وكأن الاحتلال توقف عن قتلنا وحصارنا واعتقال ابنائنا ومصادرة ارضنا وانتهاك حرمة مقدساتنا يوما, هؤلاء الذين ينتمون الى المدرسة الواقعية وهى مدرسة «الاستسلام» يريدوننا ان نموت دون ضجيج, وان نتعايش مع ضعفنا ونعترف بقوة عدونا الجبارة ونستسلم لسياسة الامر الواقع.
مؤخرا خرجت تصريحات على لسان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس السيد اسماعيل هنية حيا فيها الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني, وتعهد بالمضي على طريق تحريرهم, كما وتحدث عن وباء كورونا والتضامن انسانيا واخلاقيا مع البشرية جمعاء للقضاء على هذا الوباء, وان هذا الوباء يضيف تحديات على شعبنا في قطاع غزة المحاصر, وان كل الاجراءات المتخذة من قبل حكومة المتابعة في غزة تهدف لعدم دخول الوباء للقطاع, وان التعاون مع السلطة لم يكن كما انتظرنا لمواجهة اخطار الوباء في غزة, وان السلطة لا تتعاون بالشكل المطلوب لتوفير مستلزمات مواجهة فيروس كورونا, كما اكد ان القسام لديها اربعة جنود صهاينة اسرى مستعدون للتفاوض غير المباشر بخصوصهم لإجراء صفقة تبادل مع الاحتلال, وتحدث عن قبول حماس باجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية وانتخابات المجلس الوطني الفلسطيني, وقال كنا ننتظر صدور مرسوم رئاسي من الرئيس عباس لكن هذا لم يحدث, مضيفا آن الاوان لإنهاء الانقسام وترتيب بيتنا الفلسطيني لان كل الرهانات سقطت وامريكا لن تعطينا شيئاً, وان حماس متمسكة بأي خيار تقبل به السلطة سواء باجراء الانتخابات او عقد المجلس الوطني, او تشكيل حكومة وحدة وطنية, او عقد الاطار القيادي المؤقت, وبدلا من اخذ هذه التصريحات بشكل ايجابي والبناء عليها قاموا بتزييفها وتحريفها كالمعتاد.
احد المتنطعين قال هذه تصريحات مسيسة الغرض منها ان تجمع حركة حماس ورئيسها اسماعيل هنية الاموال والتبرعات لصالح الحركة, واخر قال ان مثل هذه التصريحات تحدث ازمة وتؤدي الى تعميق الانقسام لان فيها هجوماً على السلطة وتشكيكاً في دورها الوطني لخدمة الشعب الفلسطيني, فهو يعتقد ان مساءلة السلطة عن حصة غزة من المستلزمات الطبية والتي تحتاجها للتغلب على «كورونا» الهدف منه تشويه صورة السلطة امام العالم, واعتبر البعض ان هذه التصريحات في غير وقتها وليست في محلها تماما, وانه يجب بناء جسور الثقة مع السلطة من خلال التركيز على النقاط الايجابية فقط, وهذا يعني ان نبقى نئن دون ضجيج, ويجب ان نقبل بما يمنح لنا مهما كان ضئيلا من اجل مصلحة الوطن, وكأن ما نأخذه من السلطة ليس من حقنا وكأن شعبنا لا يدفع الضرائب للسلطة ولا يخصم من رواتب موظفيه ولا تتعرض وزاراته لاستئصال الموازنة, انه مزاد يختلقة الجلاد الذي يجلس بسياطه مترقبا ومتأهبا ينتظر تصريحا من احد الساسة الوطنيين لينهال عليه بالسوط جلدا وذبحا وتشكيكا, وكأنه هو الذي يمنح الاوسمة والنياشين والرتب لمن يشاء, ويصرفها عمن يشاء, لكننا نقولها وبوضوح لا وصاية لاحد على صوت المقاومة وادائها فهى سيدة نفسها, ولا صوت يعلو على صوت المقاومة, وقد انتزعت ارادتها من بين انياب الاحتلال بالقوة, ودفعت في سبيل ذلك ثمنا باهظا قدمت فيه خيرة ابنائها, فلتخمد كل الاصوات الناعقة التي تحاول النيل من نهجنا المقاوم, ولتعل تلك الاصوات الصداحة بالحق, والتي تعبر عن صوت المواطن الفلسطيني وتتمسك بثوابته الوطنية, ولا تفرط في حبة تراب واحدة من ارضنا التاريخية المغتصبة, عليكم ان تقوموا فورا بفض ذاك المزاد الذي يختلقه الجلاد, لأنه يكشف زيفكم , ويكشف قبح وجوهكم الكالحة, واعلموا انكم الى زوال, وان النصر معقود على اسنة الرماح.