خبر اليهود الصهاينة في البيت الأبيض! ..نصر شمالي

الساعة 07:23 م|18 فبراير 2009

 

تضمنت موعظة ألقاها حاخام في كنيس واشنطن عام 1994 ما يلي: 'لم تعد حكومة الولايات المتحدة للغوييم (يقصد لغير اليهود) بل صارت إدارة يشارك فيها اليهود بشكل كامل وعلى جميع المستويات'!

لقد بلغت ظاهرة اكتظاظ مكاتب البيت الأبيض باليهود الصهاينة ذروتها في عهد الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون، ثمّ في عهد خلفه الجمهوري جورج بوش الابن، ولا يبدو أنّ الحال سيتغيّر في عهد الرئيس الديمقراطي الجديد باراك أوباما، وفي ما يتعلّق ببلادنا العربية والإسلامية، خاصة فلسطين المحتلة، فإنّ هؤلاء الصهاينة اليهود يعملون في الأقسام التي تعدّ القرارات الرئاسية بشأن بلادنا، ويوجّهون خطى الرئيس في كلّ ما يتعلّق بها، ولا تقتصر الظاهرة على البيت الأبيض، بل تتكرّر خصوصاً في وزارتي الخارجية والدفاع وفي وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية!

 

اليهود حول بيل كلينتون!

 

في تقرير نشرته صحيفة 'معاريف' الإسرائيلية، بتاريخ 2/9/1994، وفي وصفها لاحتلال اليهود الصهاينة مواقع عليا في الحكومة الأمريكية، قالت الصحيفة: حوالي الساعة السادسة صباحاً ينطلق عدد من السيارات من مقرّ وكالة الاستخبارات المركزية إلى البيت الأبيض حاملاً كبار الضبط في طريقهم إلى الرئيس ومعاونيه الكبار. إنّهم يحملون التقرير الرئاسي اليومي، الذي يتألّف عادة من خمس إلى سبع صفحات، والذي يتضمّن المعلومات الأكثر حساسية عن التطورات في أنحاء العالم، ليدرسها الرئيس ونائبه ومعاونوه الأربعة الكبار، فمن هم أولئك المعاونون؟ إنّهم أنطوني ليك مستشار الأمن القومي، وليون باينتا رئيس جهاز البيت الأبيض، وصموئيل بيرغر نائب مستشار الأمن القومي، وليون بيرث مستشار نائب الرئيس لشؤون الأمن القومي، وإنّ بيرث وبيرغر هما 'من اليهود الدافئين'، حسب وصف 'معاريف' لهما، والمقصود أنّهما على صلة حميمة بالكيان الإسرائيلي! وقد تبجّحت الصحيفة بالقول أنّهما ليسا حالة استثنائية في عهد كلينتون، ففي مجلس الأمن القومي سبعة يهود من أصل عدد أعضائه الأحد عشر!

يقول تقرير 'معاريف' أنّ مكتب كلينتون في البيت الأبيض مكتظّ باليهود 'الدافئين'! فهناك وزير العدل، ومعدّ جدول الأعمال الرئاسي، ونائب رئيس جهاز البيت الأبيض، والمستشار الاقتصادي، ووزير المالية، ومسؤول شؤون الإعلام، ومديرة شؤون الموظّفين، ومدير العمل التطوعي، ومسؤول البرنامج الصحي، ووزير العمل، ووزير التجارة، إضافة إلى قائمة كبيرة من كبار المسؤولين اليهود الصهاينة العاملين في وزارة الخارجية!

لقد اختار مراسل 'معاريف' خبير الاتصال مع الكونغرس في البيت الأبيض، اليهودي 'الدافئ' ريهم أمانويل، وأجرى معه حديثاً 'دافئاً'، فقال أمانويل أنّ الاسم الأصلي لعائلته هو 'اورباخ'! وأنّ العائلة كانت تملك صيدلية في القدس وأخرى في تل أبيب، وأنّ عمّه قتل في حرب 1948، ووالده كان عضواً في عصابة أرغون التي قادها مناحيم بيغن، وأنّه شخصياً لا يزال يؤيّد الليكود، وأنّ أسرته انتقلت إلى شيكاغو التي ولد فيها! قال أمانويل: 'قمت بزيارتي الأولى إلى 'إسرائيل' بعد ثلاثة أيام من نشوب حرب الأيام الستة.. هزيمة العرب كانت شاملة..وكان فرحاً لا مثيل له'! ثمّ تحدّث المسؤول الكبير في البيت الأبيض عن حرب الخليج الثانية فقال: 'تطوّعت للعمل في الجيش الإسرائيلي لمدّة شهر.. لم تكن مهمّتي قتالية، لكننا بذلنا كلّ ما يمكن للمساعدة.. والشيء المهم هو أنّنا كنّا هناك'!

 

اليهود حول جورج بوش!

 

سواء تحدّثنا عن كلينتون أو عن بوش فإنّهما كلاهما من الأنكلو سكسون البيوريتان المتعصبين تلمودياً أكثر من اليهود بما لا يقاس، وقد أحاط الرئيس بوش نفسه بدوره بعدد كبير من اليهود الصهاينة، في مقدّمتهم سبعة وعشرين احتلوا مواقع قيادية عليا، وقد تلخصت وجهة نظر أحد البارزين منهم، المدعو ريتشارد بيرل الذي شغل منصب رئيس مجلس سياسة الدفاع في حكومة بوش، في أنّه لا بدّ من تغيير خارطة الشرق الأوسط، وأنّ العدو الأكبر للولايات المتحدة وإسرائيل هو عقيدة القومية العربية بصورها المختلفة، بما في ذلك عقيدة التضامن الإسلامي، فالقومية العربية والتضامن الإسلامي في نطاقها يجب أن تعتبر خارج الشرعية الدولية، أي غير شرعية وضدّ الشرعية الدولية، وأن تعامل على هذا الأساس، كشرّيرة ومارقة، أي أن يحظر ذكر العروبة والإسلام، مجرّد ذكرهما، تحت طائلة العقوبات الموضوعة ضدّ الإرهاب!

بالطبع لم يكن الرئيس جورج بوش بحاجة إلى شروح وتحريض من المجرم ريتشارد بيرل، ومن أمثاله الذين أحاط نفسه بهم كمعاونين متحمّسين لارتكاب أفظع الجرائم ضدّ الإنسانية، وضدّ العرب والمسلمين على وجه الخصوص، فهو حفيد المستوطن العنصري اللوثري الإنكليزي جورج بوش الأول، الذي أعدّ في العام 1831، أي قبل حوالي مائة وثمانين عاماً، كتاباً عنوانه: 'حياة محمّد'، جاء فيه ما يلي: 'ما لم يتمّ تدمير إمبراطورية السارزن (يقصد الرابطة العثمانية) فلن يتمجّد اسم الربّ بعودة اليهود إلى وطن آبائهم وأجدادهم'!

 

اليهود الصهاينة يطفون على السطح!

 

نحن ملزمون هنا بالتنبــــــيه إلى أنّ كثيراً من الأمريكيين اليهود، قبل حوالي ستة عقود، لم يكونوا يؤيّدون الكـــيان الإســــرائيلي تأييــــداً أعمى، بل كان الكثيرون يعارضونه ويــــعارضون الحركة الصهيونية، غير أنّ تفاقم أزمات هذا النظام الربوي العالمي أغرت الكثيــــرين بالمغامـــرة والاندفاع وراء إغراءات الثروة الحرام والسلطة الباغــــية، في وقت هبطت فيــــه الأوضاع الأممية إلى الحضيض، وبدت الساحة الدولية كأنّما خلت من أية قــــــدرة على الاعتراض والمقاومة، فاندفعوا يطفون على السطح وقد فقـــــدوا حذرهم، بينما ذهبت النشوة بألبابهم، تماماً مثلما تندفع الدهماء من أجل السلب والنهب مستغلّة الكوارث، وغير آبهة لعواقب أفعالها الإجرامية، وبالطبع فإنّ العقلاء من اليهود، وهم كثر، يدركون جيّداً حقيقة ما يحدث ويقدّرون عواقبه، غير أنّ أفعالهم باتت ضعيفة وأصواتهم باتت خافتة في زحمـــة التكالب والصخب الأمريكي الصهيوني!