خبر قراءة في « ثقافة المقاومة مقابل الهزيمة للدكتور حيدر عيد » ..د. أسعد أبو شرخ

الساعة 07:13 م|18 فبراير 2009

أكاديمي وكاتب فلسطيني

 كتب المثقف المبدع د. حيد عيد أستاذ الأدب الإنجليزي والدراسات الثقافية بجامعة الأقصى، واحد أهم الرموز الثقافية واسعة الاطلاع ممن يمكن أن نسميهم بالمثقفين العضويين من المنظور الجرامشي والسعيدي والعضو المؤسس والناشط في المقاطعة الثقافية والأكاديمية لإسرائيل ومجموعة الدولة الديمقراطية، مقالاً تحليلياً نقدياً جريئاًً بهذا العنوان، في صحيفة الانتفاضة الإلكترونية مستخدماً لغة إنجليزية معمقة ومعقمة ورصينة حدد فيه رأيه المستنير وموقفه الثوري الأصيل إزاء حرب الإبادة الصهيونية التي شنتها القوات الإسرائيلية الصهيونية ضد شعب فلسطين في قطاع غزة.

إن جرأة الطرح وشجاعة الرأي وعمق الفكرة والتحليل والقدرة على الصدوع بالحق وسط الأجواء الملوثة السائدة إنما هو تحدي كبير قبله المثقف في إطار دوره المطلوب في المجتمع مستنداً بذلك على مقولة الأمام علي بن أبي طالب "لا تستوحشوا طريق الحق لقلة السالكين فيه" وهذا ما فعله بالضبط.

وقام د. عيد بتحليل عميق ودقيق للخلفيات والأبعاد والتداعيات الثقافية لهذه الحرب، مفنداً وداحضاً كل مقولات المدرسة الانهزامية وروح الهزيمة، التي اتسمت بها التحليلات والآراء التي ما أنفك يروج لها من أسماهم الكاتب بالانهزاميين أو المهزومين من داخل أنفسهم الذين شرعوا مع بداية العدوان الصهيوني على قطاع غزة يطرحون مقولات تنحو باللائمة على حماس ومن ثم إسرائيل، فيما جرى، أي أنهم يضعون الضحية على نفس المستوى مع المجرم، ومعاملة من يقع تحت الاحتلال بنفس المعيار الذي يعاملون به من يمارس الاحتلال بطشا وقتلاً وإذلالاً وتدميراً.

هذا الرأي، كما يرى الكاتب، ويرى كل مثقف مستنير مبنى على فساد في القاعدة المنطقية التي ينطلق منها الإنسان للتحليل وسبر الأمور والتي يجب ألا تخضع للتأثيرات والتجاذبات والأفكار المسبقة التي قد تكون طفت بفعل سطوة الدعاية والإعلام المضلل وحملات التشويه والحرب النفسية وغسيل الدماغ وأساليب التدجين التي يتم التحكم بها بالمنظور واللامنظور من الوسائل والأدوات والضغوط.

أصحاب هذا الرأي يرون بعبثية المقاومة وينظرون إلى النصر أو الهزيمة من منظور مادي مجرد أي أن المقياس هو عدد الضحايا والشهداء والمعاقين أو المباني المدمرة ...الخ ولا يقّيمون أو يحددون ذلك بالأهداف التي حققتها أم فشلت في تحقيقها الحرب يتفق في ذلك معسكر الهزيمة الفلسطينية مع الطبقة الحاكمة الإسرائيلية.

يمكننا هنا أن نستدعي مقولة الاستراتيجي الألماني كلاوزفتز الذي قال "أن الحرب هي استمرار للسياسة باستخدام وسائل مختلفة"، أي أن الغاية هي تحقيق أهداف سياسة إذ أن جعجعة المدافع تنعكس على طاولة المفاوضات، وطالما فشلت الحرب في تحقيق أهدافها السياسية والتي عادة ما تتضمن كسر إرادة الآخر للقبول بالاملاءات، حينئذ تعتبر هذه الحرب لم تحقق أهدافها بل تدخل في باب الفشل وأكثر من ذلك الهزيمة حتى لو تسببت بأضرار جسيمة للطرف الآخر، ذلك بأنه حسب قوانين الحرب الثورية والعمل الفدائي والمقاوم فإن المنتصر كما يقول القائد الثوري الإيرلندي مارك سويني ليس الذي يوقع أفدح الخسائر بالخصم، بل من يتحمل هذه الخسائر ويواصل النضال والمقاومة وهذا هو حال حركات التحرير في أنحاء العالم، وليس هناك أصدق من هذا القول على الحالة الفلسطينية، إذ أن الحالة الفلسطينية ليست استثناءاً من هذه القاعدة، وكما انتصرت حركات التحرير في نهاية الأمر، ستنتصر المقاومة الفلسطينية في نهاية المطاف وتقتلع الاستعمار الاستيطاني الصهيوني من فلسطين.

ويسخر الكاتب عيد، من الذين يشككون بانتصار المقاومة أثناء العدوان الصهيوني على غزة ويرى أن نفس الأسئلة أثارها أناس من نفس العقلية والخلفية حينما شنت دولة إسرائيل العنصرية عدوانها عام 2006 ضد لبنان، وارتكبت المجازر ضده وضد الشعب اللبناني وكما أنحو باللائمة على حزب الله ألقوا باللائمة على حماس، ذلك أن معسكر أوسلو، مثله مثل معسكر اليسار الفلسطيني يستخدم لغة الأرقام من أعداد الشهداء والمعاقين والمشردين لتحديد مفاهيم النصر والهزيمة، ويرى د. عيد أنه ليس هناك أبعد من ذلك عن الحقيقة لأن إسرائيل لم تحقق أي من الأهداف التي حددتها والتي وردت في أكثر من تصريح لمجرمي الحرب الصهاينة، حيث يقول د. عيد:

1.     أن حماس مازالت باقية في السلطة وأقوى من ذي قبل.

2.     وصواريخ المقاومة مازالت تطلق باتجاه المستعمرات والمستوطنات والأهداف الصهيونية.

3.     ولم يتم إعادة قوى أوسلو إلى السلطة في غزة.

4.     ولم يتم تخليص شاليط أو حتى معرفة أي شيء عن مكانه أن كان حياً أم ميتاً.

أضاف إلى ذلك ما حصل من تعاطف عالمي وعربي وإسلامي ومظاهرات ضد العدو الصهيوني وكشف الوجه الصهيوني العنصري له ومطالبة العديد من الهيئات ومؤسسات حقوق الإنسان والعاملة في الحقل الإنساني بمحاكمة قادة إسرائيل كمجرمي حرب، وقيام فنزويلا وبوليفيا بقطع العلاقات الدبلوماسية وطرد السفراء، وقيام قطر وموريتانيا بإغلاق مكاتب التمثيل الإسرائيلية، وإحراج الدول العربية التي تقيم علاقات مع إسرائيل.

وحالة الغضب في الشارع العربي والإسلامي، التي ظهرت واضحة وجلية وقوية ومعبرة ومؤثرة بالموقف الذي أتخذه رئيس الوزراء التركي أردوجان في مؤتمر دافوس الاقتصادي ورده على أكاذيب شمعون بيريز الذي أسقط في يده!.

ومن وجهة نظر د. عيد فإن الحرب على غزة بدت ك تسونامي سياسي وضع نهاية لخرافة الدولتين، بل أنها أظهرت أن التحرير مقدم على الاستقلال وأن التحرير له الأولوية وهو البند الأول على الأجندة، أن هذه الحرب العدوانية، يقول الكاتب، أوجدت خريطة سياسية جديدة، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الجدل والتناظر الثقافي بخصوص نتائج الحرب ويرى الدكتور عيد أن التصنيف الجديد لطبقة المثقفين الفلسطينيين والطبقات الحاكمة أظهر أن الكثيرين ممن أسماهم "اليساريين السابقين" قد التحقوا بجوقة أوسلو اليمنية وثقافة وروح الهزيمة".

وكما هو حال مثقفي أوسلو، فإن اليسار البرجماتي الجديد، يتسم بالديماجوجية والتهريج والانتهازية وقصر النظر، ويضيف قائلاً أن سلوك مثقفي الانجوز NGOS الممولة من الغرب لا يظهر أبداً أي "التزام بمسؤولياتهم الوطنية والتاريخية"

ويسترشد الكاتب لاستقراء الأحداث وقراءتها وتحليلها بمقولة ميشيل فوكو "حيثما تكون السلطة، تكون المقاومة". وهذا يساعدنا على فهم خطاب ما بعد العدوان من منظور المقاومة الثقافية والسياسية.

ويشير أيضاً إلى أحد تعريفات فانون حول دور المثقف الوطني خلال مرحلة النضال، إذ يرى فانون "أن المثقف يذوب في الجماهير ومع الجماهير، بل أنه يحفز ويهز ويحرص الجماهير، إذ أن المثقف حسب فانون هو "موقظ الجماهير"، ومن هنا تظهر أديبات المقاومة والأدبيات الوطنية، وعلى الجانب الآخر يرى قانون أن هناك مثقفين انغمسوا في ثقافة سلطة الاحتلال ولهذا فإن كتاباتهم تتماهي كلمة كلمه مع سلطة الاحتلال لأنهم يقعون تحت سطوة الرواية والإلهام الغربي.

وهو بهذا يتفق تماماً مع العالم التربوي الشهير باولو فيراري الذي يرى أن المحتل القامع يخلق نموذجاً يتماهى فيه المقموع مع القامع حيث يقلده في سلوكه وتفكيره وحياته، بل يفتتن المقموع بالقامع ويكون نسخة عنه حتى بعد التحرير !!!

ومن هنا ينتقد د. عيد بشدة قطاعات من المثقفين الفلسطينيين بمن فيهم من أسماهم اليساريين المتأبخزين NGOized left لتبنيهم الرواية الإسرائيلية. التي تقول بتبرئة إسرائيل من جرائمها.

ويورد الكاتب عيد بعض المقولات التي تترد ببغاوياً من قبل هذه الجوق ومنها مثلاً: "اللوم يقع علينا فيما حصل، واننا لم نستشر حين بدأت حماس الحرب، وأن من يدفع الثمن هو الشعب وليس حركة حماس، وكان يتوجب على حماس تجديد الهدنة، أو "نحن لا نستطيع أن نصحي بهذا العدد من الشهداء" "ولم يكن هناك مقاومة في شوارع غزة" بل لقد وصلت درجة الوقاحة والسفاهة في البعض الادعاء بأن المقاومين هربوا بمجرد رؤيتهم للدبابات"،. ليس هناك أسخف من هذه المقولات إلا مروجيها ذلك أن المعركة استمرت أكثر من 23 يوماً، رغم أنه قيل أن إسرائيل أعطيت ما بين ثلاثة إلى أربعة أيام لتحقيق أهدافه التي اعترف الكثير من المحللين الإسرائيليين أنفسهم بأنها لم تحقق أين منها بل إن الحرب لوثت إسرائيل أخلاقياً! وضعتها في حالة دفاع عن النفس لما اقترفته يداها من جرائم ومجازر ومحارق ضد أطفال ونساء وشيوخ فلسطين، حيث كانت الحرب ضد الشعب الفلسطيني بأكمله وليس ضد هذا التنظيم أو ذلك وهذه هي الحقيقة التي أدركها الناس جميعاً وإذا ما أخذنا بهذه المقولات الضحلة والمضللة، فيمكننا، كما يرى الكاتب أن ندين بنفس العقلية الانهزامية، مقاومة الاحتلال في كل من أفغانستان وجنوب أفريقيا وفرنسا وفيتنام ولبنان ومصر وغيرها، هذا هو نفس منطق الانهزاميين في كل مكان وزمان، لأن هذه العقلية المستلبة ثقافياً ترى بعبثية المقاومة وثقافتها لأن هذه العقلية ثم استيعابها في عملية الأنجنه NGOization.

أن انهزامي أوسلو ومعسكر اليسار الجديد، كما يرى عيد قد فشلوا في استخدام قوة الشعب إبداعياً أو حتى الاعتراف بوجودها!.

هم مهزومون لأنهم يريدون، كما يؤكد عيد، أن يخوضوا المعركة حسب الشروط الإسرائيلية أي تبني ثنائية حماس مقابل إسرائيل وليس إسرائيل العنصرية في مواجهة الشعب الفلسطيني، صاحب الأرض والمؤيد بالقانون الدولي والمرتكزات الأخلاقية والوطنية ودعم وتأييد المجتمع المدني.

ويشير الكاتب إلى نموذج جنوب أفريقيا الذي نجح في الانتصار على الحكم العنصري وتحرير جنوب أفريقيا من الهيمنة الاستعمارية وهو نموذج يصلح بالتأكيد لتطبيقه في فلسطين، وحدد د. حيدر المبادئ الأربعة التي أسس عليها النضال لتحرير جنوب أفريقيا وتحقيق الانتصار.

1.     الكفاح المسلح.

2.     التعبئة الجماهيرية.

3.     التضامن الدولي.

4.     القيادة السياسية غير العلنية.

إن اليساريين الفلسطينيين يقفون بعيداً عن هذه المبادئ، وينتقد د. عيد بشدة اليساريين المتأنجزين، لأنهم تخلوا عن الإرث النقدي المبدئي لغسان كنفاني وأدورد سعيد وفانون، إذ لم يعد هذا الإرث بالنسبة لهم هو "الشعلة الرائدة".

إن اليسار الديمقراطي العلماني، كما عرفه أدوارد سعيد، يرفض أن يندمج مع الحكومات والمؤسسات أو المانحين، وأن ما يبرر وجود هذا اليسار هو دفاعه عن الناس المسحوقين وقضاياهم، وهو بهذا يتفق مع الفيلسوف الهنجاري جورج لوكاكس الذي حدد الطريق الذي يجب أن يسلكه الآن يساريو الأنجوز حيث يقول "حينما يصل مجتمع المثقف إلى مفترق طرق تاريخي في نضاله من أجل تعريف واضح للهوية فعلى المثقف أن يندمج تماماً في العملية السياسية الاجتماعية برمتها وينزل من برجه العاجي".

إن د. عيد ينظر بأهمية قصوى إلى "المقاومة الثقافية ضد الاستعمار، لأنها كما يقول "تنظر إلى التاريخ الفلسطيني" ككل متكامل مترابط ومتماسك بل أنها تعكس الوعي الوطني والتاريخي لشعب فلسطين بأنهم هم أصحاب التغير في الحاضر والمستقبل بغض النظر عن موقف المانحين الأوروبيين أو الرباعية أو أي هيئات دولية أخرى وهذا ما لا يعتقد به من أسماهم د. عيد "الديمقراطيون الجدد في فلسطين" الذي عجزوا عن الاعتراف بالأهلية الفلسطينية لأنهم يرفضون الاعتراف بإرادة الشعب كما عبرت عنها صناديق الاقتراع أن موقفهم هذا ينبع من ارتباطهم العميق بالمانحين والهيئات الدولية التي عملت بقوة خلال السنتين الماضيتين من أجل سحب الاعتراف من الممثلين المنتخبين (حماس) أن الافتقار إلى الوعي السياسي والبحث عن الحلول والمصالح الشخصية وكذلك خصائص الأيدلوجية الانهزامية، هذه عوامل تناقض الحقيقة الوطنية للشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت الاستعمار، إذ أن الوعي السياسي يقول

د. عيد، يجب أن يبدأ برفض الشروط التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي والرباعية على أغلبية الشعب الفلسطيني وكذلك رفض "الفتات" التي تقدم كمكافأة للسلوك الحسن لمجموعة منتقاة من الفلسطينيين، حقاً أن الوعي الطبقي مرتبط جدلياً بالنضال من أجل التحرر الوطني.

ويقول د. عيد بلا لبس أو غموض أو تأويل "أن من خرج خاسراً في حرب إسرائيل 2009 على غزة، ليس الشعب الفلسطيني الذي كسب شرعية أكبر من خلال صمود مقاومته في وجه الغزو الصهيوني بل أن الخاسر، إضافة لإسرائيل، هم مجموعات الأنجوز واليساريون السابقون والليبراليون الجدد وأكثر من ذلك لقد هزم منظورهم وتنظيرهم الانهزامي ومصالحهم.

ويهاجم الكاتب بشدة من أطلق عليهم طبقة أوسلو وطبقة الانجوز الذين يعتقدون بأن الحل الوحيد لما سموه الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي هو حل الدولتين، أي دولة فلسطين مستقلة على 22% من فلسطين التاريخين بجانب إسرائيل ويمكن كما يزعمون - وهماً - إن الطريق الوحيد للوصول إلى الاستقلال هو عن طريق المفاوضات، رغم ضياع عشر سنوات من المفاوضات هباءاً منثورا، لم تتزحزح فيها إسرائيل عن موقفها بل واصلت التهام الأرض والوطن على نطاق أوسع، ويذكر الكاتب أنه لم يرد في أي فقرة من فقرات اتفاق أوسلو أي ذكر لإنشاء دولة فلسطينية، لأن الاتفاق ترك ذلك الأمر كي  تحدده موازين القوى في المنطقة!!! وهذه الموازين لصالح إسرائيل التي ترفض قطعياً إنشاء دولة فلسطينية ذات سيادة رغم اعترافها بـ م:ت:ف لقد أثبت الواقع والأحداث والسياسات أنه لا يوجد حزب إسرائيلي من الليكود إلى كاديما إلى غيرها على استعداد لقبول دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة كتعبير عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير.

ويرى د. عيد أن المأزق الذي وصلته المفاوضات يثبت بلا مراء أن معسكر المعارضة للعملية السياسية هو على صواب تماماً وهذا ما يفسر النجاح الساحق لحركة حماس في انتخابات 2006 وفوزها بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي.

لقد فوجئ الليبراليون، كما اليساريون بنتائج الانتخابات بل انتابهم شعور "بالخيانة" كما يرى الكاتب وتطايرت الاتهامات متهمة الشعب الفلسطيني "بعدم النضج" تارة و"بالتخلف" تارة أخرى دون أي حديث عن فشل العملية السياسية أو حل الدولتين.

إن المطلوب وبإلحاح كما يستنتج د. عيد هو إيجاد برنامج وطني لتعبئة الجماهير، برنامج ديمقراطي بالضرورة، يحترم المقاومة بأشكالها المختلفة وبالتالي يضمن السلام القائم على العدل أن غياب الرؤية السياسية والبرنامج الأيديولوجي الواضح هي التي سمحت، كما يقول د. عيد "بانحرافات الطبقات المأسلوه، لأن هؤلاء المتأسلوين هم الذين قبلوا بالإجراءات العنصرية الصهيونية وشرعنتها والتي تطبقها إسرائيل" ضد مواطنيها من غير اليهود أي الفلسطينيين وإنهاء حق العودة لحوالي 7 ملايين لاجئ فلسطيني. أن هذه المدرسة الأوسلوية تطالبنا دوماً بالقبول بالاحتلال في أقبح أشكاله، كجدار الفصل العنصري، والمستعمرات ونقاط التفتيش والحواجز العسكرية والطرق الالتفافية ولوحات السيارات العنصرية وهدم المنازل والاعتقالات والتنسيق الأمني الذي يشرف عليه الجنرال دايتون المتقاعد والحصار البشع القروسطي المفروض علينا.

أن تطور الأحداث والحماس إلى المقاومة وإرادة الصمود والمواجهة تؤكد أن الناس تفضل حياة النضال والعيش بكرامة ومواجهة الحصار على خيار نشطاء "الانجوز" والاستكانة إليه.

إن البرنامج الوطني المطلوب يقول د.عيد: يجب أن يمتن الصلة بين المقاومة أشكال النضال في الضفة وقطاع غزة وتقوية العلاقات مع فلسطيني 1948 المنتهكة حقوقهم من دولة إسرائيل العنصرية.

ويرى أن معركة غزة 2009 لم تكن هزيمة بل انتصالاً كانت من تداعياته أن الإسرائيليين ألقوا برصاصة الرحمة على مشروع الدولتين الفاشل.

أنه انتصار حققته دماء أطفال ونساء رجال ضحوا بأنفسهم لنعيش ونواصل النضال ونقاوم ولا نستسلم أبداً وأن من يتباكى على "حل الدولتين" أي "حل السجنين" كما يقول د. عيد أنما يغرد خارج السرب، خارج إطار الحقائق والوقائع إذ أثبت هذا العدوان - بل المحرقة الإسرائيلية الصهيونية ضد شعب فلسطين أن لا عودة إلى المفاوضات العبثية وهذه الحلول الزائفة.

وينتهي د. حيدر بالقول " لقد آن الأوان للانطلاق بدفعة قوية ونهائية إلى الحرية الحقيقية إلى فلسطين الديمقراطية أي الدولة الديمقراطية على كامل التراب الوطني الفلسطيني في فلسطين التاريخية بحقوق متساوية للجميع ومن سيتلكأ أو يخلف عن ذلك، فلا مكان له سوى "مزبلة التاريخ".