خبر بمعدل وفد لكل أسبوع ..مصر تطلع وفد أمريكي على الحدود للمرة السادسة

الساعة 12:23 م|18 فبراير 2009

فلسطين اليوم: غزة

رفح - أطلعت السلطات الأمنية المصرية وفدا أمريكيا على إجراءات تأمين الحدود المصرية مع قطاع غزة، في جولة هي السادسة من نوعها لوفد أمريكي على الحدود منذ وقف العدوان الإسرائيلي على القطاع في 18 يناير الماضي، وهو ما يعني وصول وفد أسبوعيا للمنطقة، وسط تشديد للإجراءات الأمنية في رفح المصرية، وعلى معبر رفح.

 

وتفقد وفد من السفارة الأمريكية بالقاهرة الحدود المصرية مع قطاع غزة أمس الثلاثاء، في زيارة هي الثانية خلال أسبوع، والسادسة منذ شن إسرائيل حربها العدوانية على قطاع غزة؛ حيث كان الأمريكيون من أوائل الوفود الأجنبية التي تفقدت الحدود المصرية مع غزة أثناء تعرضها للقصف الإسرائيلي.

 

وبحسب مراسل "إسلام أون لاين. نت" فإن الوفد الأمريكي تكون من أربعة أفراد برئاسة نائب المكتب العسكري بالسفارة الأمريكية بالقاهرة، واتخذ في جولته نفس مسارات الزيارة المعتادة للنقاط الحدودية بين مصر وغزة، من معبر كرم أبو سالم جنوبا، ومرورا بمعبر رفح، ووصولا إلى آخر نقطة حدودية بين مصر وقطاع غزة على ساحل البحر المتوسط، بطول 14.5 كيلومترا.

 

ورفضت المصادر الأمنية المصرية التعليق على الزيارة، مكتفية بالقول لـ"إسلام أون لاين. نت" إنها روتينية في إطار الاطلاع على جهود مصر لضبط الحدود مع قطاع غزة.

 

وفي كل زيارة، تقوم الوفود الأمريكية، خاصة ذات الطابع العسكري، بتفقد الحدود بدءا من معبر رفح، والتجول في أركانه بصحبة مسئولين مصريين، وتستكمل تحركاتها بالمضي سيرا مع طول الخط الحدودي، وصولا إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط؛ لمشاهدة وتقييم عمل أجهزة تم تركيبها قبل نحو 3 أشهر للكشف عن الأنفاق، وإمكانية تطوير عمل هذه الأجهزة، وفق المصادر نفسها.

 

وهذه الزيارات وإن كانت غير جديدة؛ حيث بدأت منذ سيطرة حماس على غزة في منتصف 2007، إلا أن وتيرتها زادت منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع المحاصر في 27-12-2008.

 

منع الإمدادات

 

وقد أثارت الجهود المصرية لضبط الحدود، والتي يصفها أهالي رفح المصرية بـ"القبضة الحديدية"، حالة من الاستياء بين سكان الشريط الحدودي الذين لا زالوا يفتقدون شاحنات الأدوية وإمدادات التموين إليهم إلا ما ندر؛ حيث يخشى سائقو الشاحنات مصادرتها من جانب السلطات المصرية بحجة أنها في طريقها للتهريب إلى قطاع غزة عبر الأنفاق.

 

وجاءت زيارة الوفد الأمريكي للمنطقة الحدودية بعد يوم واحد من إعلان الأمن المصري القبض على ما وصفته بمهرب معروف عبر الأنفاق، كان مطلوبا لها على خلفية اشتباكه مع قوات الشرطة المصرية أثناء مداهمتها أحد الأنفاق في سبتمبر الماضي.

 

ومع عودة عمليات تهريب البضائع عبر أنفاق رفح، في أعقاب العدوان الإسرائيلي على غزة، كثفت القاهرة من عمليات المراقبة التقنية لهذه الأنفاق، وشرعت في إغلاق بعضها الذي لم تنله آلة الدمار الإسرائيلية خلال الحرب.

 

وأعلنت مصادر أمنية مصرية أواخر يناير الماضي إن مصر وضعت كاميرات مراقبة وأنظمة إنذار على طول 14 كم من الحدود مع غزة.

 

وأضافت المصادر أن السلطات المصرية بدأت في التاسع والعشرين من يناير عملية تركيب هذه الأجهزة بخبرات أمريكية وفرنسية وألمانية؛ بهدف الكشف عن عمليات حفر الأنفاق في المنطقة الحدودية.

 

وترفض القاهرة مطلبا إسرائيليا بإرسال قوات دولية على الحدود للمشاركة في مراقبتها؛ حيث أعلن الرئيس المصري حسني مبارك رفض بلاده أي وجود أجنبي على حدودها، معتبرا أن ذلك "خط أحمر".

 

رفح والعوجة

 

من ناحية أخرى فشلت محاولة 22 طبيبا فرنسيا وبريطانيا دخول غزة لليوم الثاني على التوالي، ولم تفلح نداءاتهم للجانب المصري بفتح الطريق أمامهم للوصول إلى قطاع غزة، وعادوا ليقضوا ليلتهم الثانية بمدينة العريش، على أمل نجاح محاولتهم اليوم الأربعاء.

 

كما وصل إلى المعبر من الجانب المصري، وبشكل مفاجئ، 3 طالبات فرنسيات من أصل جزائري، وصبي جزائري، وطبيب ماليزي، ومدرس وموظف حكومي من بريطانيا، في محاولة للدخول إلى قطاع غزة في زيارة تضامنية، إلا أنهم لم يستطيعوا الدخول بدورهم؛ بسبب إغلاق معبر رفح أمامهم، والذي فتح أمس الثلاثاء من جانب واحد للسماح بعودة 16 طبيبا عربيا كانوا في قطاع غزة.

 

من جانب آخر لا زالت أزمة شحنات المساعدات الغذائية المقدمة لأهالي قطاع غزة، والمكدسة بمدينة العريش تتفاقم يوما بعد يوم؛ بسبب رفض إسرائيل إدخالها إلى قطاع غزة عبر منفذ العوجة الحدودي مع مصر، وقالت مصادر مصرية إن السلطات الإسرائيلية بعد أن تم تجهيز الشحنات للعبور، ونقلها من مدينة العريش إلى العوجة على بعد 80 كيلومترا، رفضت دخولها بحجة أنها لا تتلاءم مع مواصفات الجودة المطلوبة للدخول إلى أراضيها.

 

ومن بين هذه الشحنات، كميات من الدقيق من مصر والجزائر وأدوية مقدمة من اليمن، بينما سمحت السلطات المصرية الثلاثاء وبشكل بطيء باستلام 150 طنا من الوجبات الغذائية الجاهزة، مقدمة من السعودية، وإدخالها عبر رفح.