خبر صوت الشعب .. قنبلتنا أجمل .. يديعوت

الساعة 10:08 ص|18 فبراير 2009

بقلم: ايتان هابر

مدير مكتب رابين سابقا

في أحد برامج الراديو الذي يتحدث فيها جدعون رايخر مع المستمعين، صعد الى البث مؤخرا مستمع قال بما معناه: "انتم، الصحافيين، تخفون عنا الامور على مدى السنين". "مثلا؟"، تساءل رايخر، فاجاب المستمع بغضب: "في هذه الايام بالذات علمت بان ام شمعون بيرس كانت عربية. لماذا لم تقولوا ذلك على مدى السنين؟"

حتى وان كان هذا مجرد راديو – صوت دون صورة – فقد كان ممكنا ان نلحظ الذهول الذي ألم برايخر، المذيع المجرب والمثير للاهتمام. "ماذا؟"، هتف كمن لا يصدق. الرجل على الجانب الاخر من الخط كرر بجدية اقواله التي كانت قبل سنوات جيل فلكلورا شعبيا.

حاول رايخر التذاكي وقال: "وبعد قليل ستقول لي ايضا بان لديه اسهما في تديران". المستمع لم يفهم عما يدور الحديث، ولكنه انتبه على الفور وهتف بابتهاج: "اوه، الان اسمع شيئا جديدا. لماذا تخفون المعلومات عن الجمهور".

ضاحكا حتى الدموع، رويت القصة في حُضرة بعض الاصدقاء، وان لم يكونوا جميعا من خريجي ييل او اكسفورد، ولكنهم ذوو مستوى، وسيدة محترمة سألتني بهمس: "ماذا؟ هذا ليس صحيحا؟". وسيد جد محترم في نظري، على الاقل حتى تلك اللحظة، قال كمن يعرف: "كان هذا صحيحا حتى قبل بضع سنوات، ولكنه باع الاسهم".

حقيقة ان شخصين، خريجي ثانوية ويقرآن الصحف، سألا هذا السؤال الغبي اضاءت كالمصباح الظلام عن حقيقة اخرى: بعض من مواطني الدولة، ولعله قسم كبير منهم، يتمسكون بحقائق غير صحيحة ويسيرون معها كل الطريق نحو صندوق الاقتراع. ومن جهة اخرى، كم من السهل بيع الحيل، عندما يكون هناك من يبتلعها دون ان يفحص، دون ان يسأل، بل وحتى دون ان يرغب في المعرفة.

مع الحقائق غير المفحوصة هذه يسير الشعب، او قسم منه الى الانتخابات، وهؤلاء الاشخاص ايضا يقررون المصائر دون ان يعرفوا بانهم يقررون من سيعيش ومن سيموت، من سيحتل ومن سينسحب.

حامو الديمقراطية سيقولون ان هذا صوت الشعب. هذا ما يعرفه الشعب، وهذا ما يريده في الانتخابات. السؤال هو هل كان "الشعب" سيغير رايه لو انه عرف الحقائق الصحيحة.

مثلا، التهديد النووي الايراني. قسم كبير من الاسرائيليين تربوا على نجاحات الجيش الاسرائيلي. عنتيبة؟ صغير علينا. الجيش الاسرائيلي وسع قلب الجميع، وحقيقة أنه في حرب الاستنزاف، في حرب يوم الغفران، في لبنان الاولى والثانية، وجد الجيش الاسرائيلي صعوبة في ان يضرب العدو لا تغير موقفهم: الجيش هو الحل لكل مشكلة (تقريبا).

الايرانيون؟ سنأكلهم بدون ملح. سنمزق لهم وجوههم. هم 70 مليون؟ هم اطلقوا قمرا صناعيا؟ لديهم وسائل اطلاق لا توجد الا لعشر دولة على الاقل؟ هم على شفا بناء قنبلة نووية؟ قنبلتنا أجمل وافضل (مثل السيدة التي تقول لزوجها: عشيقتنا أجمل).

الاحزاب المختلفة، في اليمين وفي اليسار على حد سواء اكتشفت قبل سنوات بانه ينبغي التوجه الى قسم كبير من المقترعين بكلمتين قابلتين للاستيعاب، واطلاق قصص كاذبة تسقط على اذن مقطوعة وارض خصبة. وعندها لن تساعد المحكمة. القصة ستباع من الفم الى الاذن، والف مطفىء حرائق لن يطفئها.

قسم من هذا الهراء يجد طريقه مؤخرا الى المثرثرين على الانترنت. اناس لا يعرفون من هم يكتبون امورا ليست قائمة على الاطلاق كحقائق، ويغضبون عندما توجه اليهم الملاحظات، ولكن لا يمكن الجدال، كما يخيل، في هوية رئيس الوزراء الاول، كما قرأت من زمن بعيد في احدى المداخلات على الانترنت. لا، يا سيدي، هذا لم يكن مناحيم بيغن. آسف لك.

سيكون هناك من يقول ان هذا مقال متعالٍ بل وربما عنصري، وانا اقرر بصراحة انه يتضمن ايضا بوبلينيين وفريدمانيين على حد سواء. جهلة عاديين وكذا خريجي جامعات. هؤلاء واولئك على حد سواء يعانون من خلل في فهم المقروء.

وسيكون هناك من يسأل: إذن ماذا تقترح؟ ليس لدي اقتراح. أنا، لدي فقط سؤال.