خبر صفقة محظور تفويتها .. هآرتس

الساعة 10:07 ص|18 فبراير 2009

بقلم: أسرة التحرير

المجلس السياسي الوزاري – الامني يبحث اليوم في اقتراح رئيس الوزراء ايهود اولمرت اشتراط اتفاق التهدئة الجديد في قطاع غزة بتحرير الجندي المخطوف جلعاد شليت. ورد اولمرت اقتراح حماس والوسطاء المصريين لمعالجة المسألتين كل على حده: تحقيق وقف نار في الجنوب مقابل فتح المعابر من اسرائيل الى غزة وبالتوازي تحرير شليت مقابل مئات السجناء الفلسطينيين. الرئيس المصري حسني مبارك قال انه لا يمكن الربط بين الامرين.

على الحكومة المنصرفة ان تستكمل حملة "رصاص مصهور" بترتيب العلاقات مع غزة وباعادة شليت. هاتان مهمتان تبقتا لاولمرت، حتى الان فشل في تحقيقهما. خسارة ان تفوت الفرصة المتوفرة اليوم امام اسرائيل.

كان يمكن فهم اقتراح اولمرت للربط بين التهدئة وصفقة شليت لو كان الحديث يدور عن تكتيك ادارة المفاوضات مع حماس. لا ينبغي للحكومة أن تأخذ تلقائيا بمواقف الطرف الاخر ومسموح لها أن تتساوم. ولكن اصرارنا العلني في الاونة الاخيرة يثير الاشتباه بان اولمرت يحاول نيل الشعبية والاستجابة للمطلب الجماهيري لتحرير شليت، فيما يعرض ظاهرا خطا متصلبا تجاه حماس – ويخاطر بانهيار المفاوضات قبل ان تنضج. اعلانه أمس بان شليت كفيل بالعودة فقط في فترة الولاية القادمة، مقلق.

اسرائيل لم تنجح في خضاع حماس وتحرير شليت من خلال الضغط الاقتصادي باغلاق المعابر منذ ان اختطف، ولا حتى في ثلاثة اسابيع من القصف الجوي والبري والاجتياح البري الى غزة. حماس تمسكت بمطالبها لتحرير مئات السجناء، وعلى رأسهم المسؤولون عن عمليات قاسية. من الصعب التصديق ان الان بالذات ستلطف حماس مطالبها، فقط بسبب مخاوفها من تغيير الحكم في القدس.

وعليه، فسيكون من الخطأ ربط المسألتين الواحدة بالاخرى. اسرائيل تحتاج الى التهدئة في الجنوب، ليس اقل من حماس، كي تتمكن من التفرغ للتحديات التي تفرضها عليها ايران والركود. عليها أن تقبل بالاقتراح المعقول الذي تبلور بمعونة المصريين، بوقف النار مقابل انعاش النشاط الاقتصادي في غزة. وبالتوازي عليها أن تتوصل الى اتفاق مع حماس في موضوع السجناء الذين سيتحررون مقابل شليت. على الحكومة التالية ان تجد طاولتها نظيفة من معالجة التهدئة واعادة الجندي المخطوف.