خبر راشق بوش بالحذاء « الزيدي » يمثل أمام المحكمة العراقية غدا الخميس

الساعة 09:00 ص|18 فبراير 2009

فلسطين اليوم-وكالات

تبدأ محكمة عراقية يوم غد الخميس أولى جلساتها للنظر في قضية الصحفي العراقي منتظر الزيدي الذي رشق الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بفردتي حذائه منتصف كانون الاول (ديسمبر) الماضي خلال مؤتمر صحافي عقد في المنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد.

 

وأعلنت مصادر من المحكمة الجنائية العراقية أن الزيدي أحيل إلى المحكمة وفق المادة 223 من قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969 التي تتراوح أحكامها بالسجن بين سبعة إلى 15 عاما. ودعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في بيان صحفي القضاء والحكومة العراقية إلى الإفراج عن الزيدي الذي وصفه بأنه أحد "صور المقاومة القلبية والوطنية المعبرة عن رأي وشعور العراقيين الذين يعانون من وجود الاحتلال على أرضهم وسيطرتهم على ثرواتهم".

 

وتعد قضية الزيدي أول قضية من نوعها في تاريخ العراق، حيث لم يسبق لأي محكمة عراقية أن قضت بأحكامها في مثل هذا النوع من القضايا لأنه لم يسبق أن تعرض رئيس دولة أجنبية زار العراق إلى مثل ما فعله الزيدي في 14 كانون الاول (ديسمبر) الماضي عندما رشق بوش بفردي حذائه وسط ذهول رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي الذي كان يقف إلى جانب الرئيس الاميركي السابق في الواقعة الشهيرة.

 

وأبلغ الشقيق الأصغر للصحافي منتظر الزيدي ميثم الزيدي بأن "عائلة الزيدي ستكون داخل قاعة المحكمة يوم غد". وأضاف: "لم يتسن لنا فرصة مقابلة الزيدي قبل إجراء المحاكمة لكن معنوياته عالية جدا وهو واثق بعدالة ونزاهة القضاء العراقي". وقال ميثم: "الموضوع ليس سهلا لكننا مؤمنون بأن الله سبحانه وتعالى سيكون إلى جانب منتظر ونأمل أن يتعامل القضاء باستقلالية في هذه القضية".

 

وسيرأس وقائع الجلسة القاضي ضياء الكناني فيما سيتولى قيادة فريق الدفاع عن منتظر الزيدي المحامي ضياء السعدي نقيب المحامين العراقيين. ويعمل الزيدي (28 عاما) لحساب محطة تلفزيون (البغدادية) التي يملكها رجل الأعمال العراقي عوف حسين وتبث برامجها من القاهرة وسبق وأن اختطف من قبل جماعات مسلحة عام 2007 وتم الإفراج عنه بعد ثلاثة أيام من دفع فدية. وذكر طارق حرب رئيس جمعية الثقافة القانونية: "قضية الزيدي فريدة من نوعها في العراق وأن المادة 223 من قانون العقوبات العراقي لسنة 1969 لم يسبق أن طبقت من قبل ضد أي متهم في العراق وهي تتعلق بالاعتداء على رئيس دولة أجنبية أثناء زيارته للعراق".

 

وقال إن "قرار الحكم أمر متروك للمحكمة وفي كل الأحول فإن العقوبة لن تكون قليلة". وأوضح أعضاء في فريق الدفاع عن الزيدي أن الصحفي العراقي أعطى إفادته أمام قاضي التحقيق بعد أيام من اعتقاله ذكر فيها أنه "قام بهذا العمل في ظل دوافع وطنية لما يشاهده من حوادث يقوم بها الجيش الأمريكي ضد العراقيين وأنه يشعر بمشاعر وطنية تجاه الاحتلال الأميركي للعراق".

 

وقال النائب السابق فتاح الشيخ: "قلوبنا ومشاعرنا ستكون مع الصحفي منتظر الزيدي وهو يدخل المحكمة لأنه قام بعمل بطولي ثأر فيه لجميع العراقيين الذين قتلوا جراء الاحتلال الأمريكي للعراق".

 

وأضاف: "من الصعوبة التكهن بحيادية المحكمة واستقلاليتها لأننا لانزال نعيش تحت الاحتلال الأمريكي والقضية تتعلق برئيس أميركي تعرض لإهانة قاسية في العراق". وأوضح الشيخ الذي يرأس تحرير صحيفة (إشراقات الصدر) أن "هناك رأي عام لا يستهان به يقف إلى جانب الصحافي الزيدي وعلى المحكمة أن تأخذ ذلك بنظر الاعتبار وان الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش هو من يجب محاكمته لأنه دمر بلدا وليس منتظر الزيدي الذي حاول الدفاع عن حقوق العراق بطريقة الخاصة".

 

وتسببت أعمال العنف والاقتتال الطائفي التي اجتاحت العراق بعد الغزو الأميركي لها عام 2003 في مقتل وجرح وفقدان أكثر من 300 صحافي وإعلامي عراقي في أرجاء البلاد بعضهم قتل برصاص الجيش الأميركي. وقال الصحافي نصير العوام: "رغم أن ما فعله الزيدي كان عملا منافيا للتقاليد الصحفية وكان الأجدر به أن يقوم بإحراج الرئيس الأميركي بأسئلة تعكس الامتعاض عن تصرفاته وتصرفات الجيش الأميركي تجاه العراق وشعبه وأن هذا كله لا يمنع من القول إن محاكمته أمر مهم للغاية ويجب الإفراج عنه كونه يمثل السلطة الرابعة في العراق".

 

وبحسب عائلة الزيدي فإن منتظر تعرض للتعذيب الشديد لمدة 24 ساعة بعد إخراجه من قاعة المؤتمر الصحافي من قبل جهاز حماية رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي وتم وضعه في مبنى مهجور داخل المنطقة الخضراء وتعرض لسيل من اللكمات والضرب والتعذيب أدت إلى كسر أحد أسنانه وحدوث كدمات في الوجه وحول العين وتم نقله للمستشفى لتلقي العلاج.

 

ولم يعرض الزيدي أمام شاشات التلفزة بعد اعتقاله وسيكون ظهوره في المحكمة هو أول ظهور علني أمام الرأي العام منذ إخراجه بقوة من قاعة المؤتمر الصحفي في 14 كانون الاول (ديسمبر)الماضي.

 

ويبدو أن الأنظار ستتجه يوم غد إلى محكمة الجنايات العراقية لحسم قضية الزيدي بعد 68 يوما على واقعة (الحذاء) الشهيرة التي سيتذكرها العراقيون والعالم أجمع كونها تتعلق برئيس اميركي تعرض لأقسى إهانة حسب العرف العراقي وستبقى عالقة بالأذهان كلما ذكر اسم الرئيس الأميركي السابق جورج بوش.