خبر متى سيسترجع الغزيون ثقتهم بقادتهم وفصائلهم الوطنية؟

الساعة 08:35 ص|18 فبراير 2009

فلسطين اليوم- غزة (تقرير خاص) 

سنسعى جاهدين لتحقيق الوحدة الوطنية، كل المؤشرات تدلل على حدوث انفراج على صعيد الحوار الفلسطيني الفلسطيني، الأمل في تحقيق مصالحة واتفاق فصائلي أصبح قريباً.. كلمات وشعارات أصبحت مألوفة لدى الشارع الغزي الذي يسمعها باستمرار من أفواه القادة والمسؤولين دون أن يتلمسوا منها مايمكن تحقيقه على أرض الواقع لتبقى مجرد شعارات لا أكثر.

 

فالتصريحات الإعلامية التي يطلقها قادة الفصائل الوطنية والمسؤولين باتت ترهق المواطنين الغزيين الذين ما إن يسمعوها حتى يبدأون في إطلاق عبارات الضجر والغضب بسبب تكرار هذه التصريحات خاصةً فيما يتعلق بالقضايا الهامة التي تمس حياتهم كالحوار الوطني والتهدئة وصفقة تبادل الأسرى لتخلق أزمة ثقة بين المواطن والمسؤول.

 

السائق أبو أحمد البنا، يؤكد أن ثقته بالقادة والمسؤولين أصبحت معدومة بسبب عدم صدقهم في أقوالهم وتصريحاتهم، مشيراً إلى أنه لايطيق سماع أخبار جديدة عن الحوار الوطني لأنها مجرد أحاديث طاولات واجتماعات لا تفيد.

 

وأضاف البنا، أن الفصائل الوطنية كثيراً ماكانت توقع اتفاقات فيما بينها ولكنها تذهب هدراً ولا تطبق على أرض الواقع على الرغم من تأكيدات الجميع من التمسك بالوحدة الوطنية في حين أن أحداً منهم لا يتمسك بها ولا يدفع ثمن ذلك سوى المواطن الغزي.

 

أما دارين الصوراني من مدينة غزة، فأكدت أنها أصبحت لا تهتم كثيراً بما يقوله القادة بسبب تكرار أحاديثهم وتصريحاتهم التي لا جدوى منها سوى إعطاء أمل مفقود للمواطنين في التوصل لاتفاق يقضي على الخلافات الداخلية، وينهي كافة القضايا العالقة.

 

وأشارت الصوراني، إلى أن القادة أصبحوا لا يكترثون لمطالب المواطنين ولا يهتمون بمصالحهم لذا فهم يواصلون مناكفاتهم السياسية وخلافاتهم عبر وسائل الإعلام، قائلةً:" بطلنا نعرف مين الصادق ومين الكذاب منهم".

 

"مابدنا منهم شي يحلو عنا ويسيبوا هالشعب الغلبان في حاله ماسمعنا منهم غير حكي مابيسمن ولا بيغني عن جوع" يقول الحاج أبو العبد الذي يؤكد أن الشعب الفلسطيني أصبح رهن لأحاديث وتصريحات المسؤولين ولا يملك سوى الصبر على هذا الحال الذي أصبح لا يطاق.

 

أما المهندس أحمد الكحلوت فيرى أن العديد من المسؤولين هم رهن للقرارات الإسرائيلية خاصةً فيما يتعلق بقضية صفقة شاليط والتهدئة حيث أن الأخيرة تتراجع في قراراتها وبالتالي لا تعطي للفصائل مجالاً لأن تكون صادقة مع المواطنين في التصريحات الإعلامية المتعلقة بالقضية.

 

واعتبر الكحلوت، أن أحاديث القادة في الوسائل الإعلامية مرهونة كذلك بالمؤسسة الإعلامية نفسها التي تحاول نقل المعلومات والتصريحات بكل سرعة فقط لتحقيق سبق صحفي كما تتعمد خاصةً المواقع المتخصصة في نشر المناكفات السياسية والخلافات ولاتحاول خلق الثقة بين المسؤولين والمواطنين.

 

وبين تصريح إعلامي هنا، وشعارات هناك، تبقى أزمة الثقة بين المواطن والمسؤول قائمة حتى يثبت القائد أنه محل ثقة للمواطن ويشعر الأخير أن مايقال عبر الوسائل الإعلامية لن يكون مجرد شعارات وكلام جرايد كما يقال.