مخيمات الضفة تدير معركتها لمواجهة كورونا بلجان تطوعية

الساعة 02:17 م|31 مارس 2020

فلسطين اليوم

تدخلات متواضعة هو ما قامت به وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" في مخيمات الضفة الغربية وهو ما جعل لجان الخدمات في هذه المخيمات هي من تتحمل هذه المسؤولية، من خلال تشكيل لجان طوارئ في كل هذه المخيمات.

ومنذ اليوم الأول لإعلان حاله الطوارئ في الخامس من اذار/مارس، بدأت هذه اللجان والتي تشكلت من شخصيات وناشطين ومتطوعين في المخيمات، بحملات تعقيم، وتنظيم الحركة فيها والعمل على توعيه السكان وجمع المساعدات وتوزيعها على المحتاجين والفقراء ومن تضرروا من الإغلاق.

وبدت هذه اللجان هي الجهة العاملة في هذه المخيماتـ رغم أن المسؤولية الكاملة تقع على عاتق الوكالة الدولية، التي بدت إجراءاتها محدودة وبطيئة جدا، فبينما بدأت هذه اللجان العمل من حاله الطوارئ كان العمل الفعلي ل"الأونروا" مع دخول الاسبوع الثالث من حاله الطوارئ حينما اعلنت تعقيم المخيمات، وإطلاق نداءات دولية للدول العالم لدعمها ماليا.

ما قامت به الوكالة وصفه مجتمع اللاجئين بإنه عمل لا يرتقي للمسؤولية الأونروا التي أسست لتقديم كافة الخدمات الصحية والتعليمية والإغاثية لهم.

عضو لجنه الطوارئ في مخيم الجلزون "محمد أبو صافي" قال ان ما بدأت تقوم به وكاله الأونروا في المخيمات سبقتها إليه لجان الطوارئ بإمكانياتها المحدودة والمتواضعة، فالمخيمات عقمت أكثر من مره بجهود ابنائها وبالتعاون مع السلطات المحلية.

كل هذه الإجراءات كما يقول صافي، لضمان عدم تفشي المرض في المخيمات التي تعتبر من اكثر المناطق الفلسطينية اكتظاظا بالضفة الغربية، فالمنازل تطل على بعضها البعض دون وجود مساحه بين هذه المنازل او بين الحارات، وهو ما يعني كارثه صحيه في حال تفشي الفايروس، وهو ما جعل هذه اللجان ترفع حاله الطوارئ لديها لأعلى درجه.

ففي مخيم بلاطه شرق مدينة نابلس تشكلت لجنة الطوارئ في اليوم الأول لأعلان حاله الطوارئ، وقامت بعملها على الأرض، إلى جانب التوجه إلى إدارة الوكالة في المخيمات بقائمة من المطالب في ظل هذه الأزمة ومنها، توفير المواد المعقمة، وتمديد ساعات دوام العيادات والمراكز الصحية، وتوفير الحد الأدنى من التجهيزات الصحية فيها في حال تطلب الأمر الفحوصات الطبية، وتوزيع مساعدات سريعة لكل المتضررين من ا لأزمة وعمال المياومة وأصحاب المحال التجارية التي أغلقت.

وما تحقق من هذه المطالب لم يتعدى قيام الوكالة بتوزيع الدواء على أصحاب الأمراض المزمنة لشهرين لضمان عدم حركتهم، ومؤخرا تعقيم المخيمات، وتمديد عقود عمال النظافة في المخيمات.

هذه المطالب هي مجمل مطالب اللاجئين في كل المخيمات الضفة الغربية، وعددها 21 مخيما، والتي تعيش من قبل هذه الأزمة تأثير تقليص الوكالة لخدماتها.

يقول صافي:" منذ سبع سنوات ونحن نقوم بأعمال تطوعية في المخيم لسد الفراغ الذي خلفه تقليص أعمال الوكالة وبرامجها في المخيم بحجج الأزمة المالية، ورغم إعلانات الدول خلال العام الأخير بتبرعات للوكالة إلا أن هذه التقليصات استمرت مما أثر على اللاجئين وحولهم إلى أقل السكان فقرا في الضفة.

ويبدو مخيم الجلزون مثالا للحالة التي وصل إليها اللاجئين في المخيمات مع سياسات الوكالة، فالمخيم الذي يسكنه أكثر 12 ألف لاجئ بلغت نسبة الفقر بين صفوف سكانه إلى 40%، ومع هذا الإغلاق سيعيش معظم سكانه البطالة، فيما عدى الموظفين، بعد إغلاق المحال توقف عمال إسرائيل عن عملهم.

وفي المخيم مركز وعيادة صحية واحدة، تغلق أبوابها عند الساعة الثانية ظهرا، ولا يتوفر فيها سوى طبيب واحد يقدم الخدمات الطبية للمرضى، وغالبا تخلو العيادة من الأدوية الضرورية فيما عدى المسكنات وأدوية الأمراض المزمنة.

وفي المخيم مدرستين تابعة للأونروا فقط، نسبة الاكتظاظ في الصفوف عالية جدا، ولا يتم فتح شعب جديدة إلا بعد وصول الطلبة ل50 طالب، بعدد محدود من المدرسين.

عملها، وقال: "في مثل هذه الجائحة الأنسانية وانتشار السريع للفايروس، الأونروا تتحرك ببطيء شديد، لتقديم لتوفير أبسط الإجراءات، مثل التعقيم، في حين أن دور الوكالة هو تشغيل وإغاثة اللاجئين، وتعويضهم عن كل خسائر الاقتصادية هذه الفترة".

يقول صافي:" بعد 20 يوما على حالة الطوارئ بدأت الوكالة بالحديث عن إجراءات تعقيم فقط، الأن نحن بحاجة لترجمة الهدف الذي أسست به الوكالة وهو إغاثة وتشغيل اللاجئين، وأن ترفع مستوى عملها لمستوى الخطر الذي يهدد اللاجئين.