خبر دور الإعلام والأبعاد الإستراتيجية لنتائج الحرب على غزة

الساعة 03:30 م|17 فبراير 2009

فلسطين اليوم : رام الله

قال أستاذ العلوم الاجتماعية في الجامعة الأردنية إبراهيم أبو عرقوب إن الكيان الصهيوني أنشأ قبل شن المعركة بثمانية أشهر هيئة للإعلام القومي تهدف إلى بث رسائل موجهة إلى العالم تفيد بأن حماس قد خرقت التهدئة, وأن هدف إسرائيل هو الدفاع عن مواطنيها وأن الحركة منظمة إرهابية تستهدف المواطنين الإسرائيليين.

 

واضاف خلال ندوة معركة غزة ..ماذا بعد التي تعقد في العاصمة الأردنية عمّان ان القيادة الإسرائيلية قامت بتوزيع نشرات على الداخل الإسرائيلي تتضمن تعليمات وإرشادات حول كيفية التعامل مع الأزمة المحتملة, بالتزامن مع عقد الدورات والندوات التي تستهدف البحث في وسائل ومرتكزات الحرب النفسية.

 

واشار أبو عرقوب خلال الندوة التي نظمها مركز دراسات الشرق الاوسط بالتعاون مع نقابة المهندسين في ملف الإعلام وأثره في الحرب عند الجانبين و الأبعاد الاستراتيجية لنتائج المعركة أن الحملة الإعلامية ركزت على تسويق أهداف الحرب باعتبارها ترمي إلى تدمير البنية التحتية للإرهاب وتغيير الواقع في غزة ومنع إطلاق صواريخ القسام وتحسين الوضع الذي يعيشه سكان جنوب البلاد, إضافة إلى إعادة الجندي الأسير جلعاد شاليت, غير أن إسرائيل فشلت في تحقيق تلك الأهداف مجتمعة.

 

واشار المحاضر الى ان الحرب النفسية تركزت على معلومات استخباراتية موثقة, مع ربطها بالاستراتيجية العسكرية في وقت كان الاحتلال يركز فيه على تعتيم إعلامي مستهدف, غير أن الحرب النفسية حسب أبو عرقوب لم تحقق أهدافها, في الوقت الذي ارتكبت فيه قوات الاحتلال أبشع الجرائم والمجازر ضد أبناء الشعب الفلسطيني.

 

بدوره دعا الدكتور طلال عتريسي ان يتعامل الإعلامي مع إعمار غزة بشكل واضح, والى التركيز على المقاومة ككل وليس على فصل واحد (يفشل الأهداف الإسرائيلية).

 

واضاف اننا اليوم أمام انتصارات تحققت في فلسطين ولبنان لا بد من إعلام يوازي ذلك, أي إعلام يؤسس الوعي بثقافة الانتصار.

 

ودعا الإعلام لان يكون أكثر جرأة في الدعوة إلى حق المقاومة بالوصول الى الاهداف الشرعية التي تسعى لتحقيقها.

 

وتطرقت ورقة الدكتور محمد الموسى الى التفاعلات الاقليمية والدولية والتحول الحاصل في المواقف المتعلقة بدور الامم المتحدة وكذلك انتهاك اسرائيل للقوانين الدولية.

 

اما الخبير في الشؤون الإسرائيلية مسعود إغبارية فاشار الى فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها من وراء عدوانها على قطاع غزة في السابع والعشرين من كانون الأول الماضي, وإنما المقاومة تمكنت من إحداث حراك في الكثير من الفرضيات التي كانت سائدة قبلاً, مثلما وضعت الاحتلال في مأزق إستراتيجي متزايد مع الوقت.

 

واعتبر أن الحرب جسدت تحدياً إستراتيجياً ضد الاحتلال, كما زاد الوعي عند الفلسطينيين لطبيعة الصراع في المنطقة, وبات الاستعداد أكبر للتضحية والتركيز على المصلحة المشتركة ودعم المقاومة والكفاح المسلح.

 

وقال إغبارية إن الحرب أفضت إلى انتصار المقاومة, مثلما أوقعت العديد من المفاجآت للإسرائيليين رغم تحضيرهم لها منذ ماقبل العامين, ومع ذلك نستطيع القول ان المقاومة ألحقت الفشل والخسارة بالاحتلال.

 

واضاف اناسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها من وراء العدوان بعد أن أخفقت في وقف إطلاق صواريخ المقاومة ووقف تهريب السلاح واستعادة عامل الردع, مشيرا في المقابل الى ان حماس حظيت بتأييد شعبي عربي ودولي عارم, في وقت تردد في الصحف العبرية عن توازن الرعب الذي تحقق استراتيجياً في الحرب على غزة, بما يشي بمصلحة إسرائيل في إحداث تهدئة في القطاع.

 

ولفت إلى فشل إسرائيل في الإفراج عن الجندي الأسير جلعاد شاليط رغم أنه مثل أحد أهدافها الرئيسية المعلنة من شنها العدوان على غزة.

 

واعتبر أن توجه الداخل الإسرائيلي نحو التشدد والتطرف وتزايد قوة اليمين في إسرائيل يعود إلى ما بعد فوز حركة حماس في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني في كانون الثاني ,2006 وذلك على حساب أحزاب تصنف على أنها يسارية تتحدث دوماً عن السلام بينما يسكن قادتها وأعضائها على أنقاض قرى ومدن فلسطينية تهدمت بفعل العدوان الإسرائيلي عام .1948

 

وحذر المنسق العام للمؤتمر القومي الإسلامي منير شفيق من مرحلة خطيرة قد تشهد ضغوطاً عربية بوضع سلاح المقاومة, تمهيداً لتمرير تسوية سلمية مفروضة.

 

مشيرا الى تقلب الأهداف الإسرائيلية من وراء عدوانها على القطاع, بعد افتقاد الثقة الأكيدة لديهم بكسر إرادة الشعب الفلسطيني وطمس صموده البطولي, مما أدى إلى انحسار الحرب في مرحلتين بدلاً من أربع مراحل بسبب الفشل الإسرائيلي الميداني أمام ثبات وصمود المقاومة الفلسطينية.

 

واشار الى إن قوات الاحتلال واجهت صمود المقاومة في الميدان مما جعل الحسم العسكري والميداني مكلفاً وغير مضمون النتائج, لافتاً إلى أن الحرب هدفت في الأساس إلى تحقيق الحسم العسكري, ولكن الاحتلال فشل عسكرياً وسياسياً ومعنوياً مثلما أخفق في اقتحام مواقع المقاومة.

 

ورأى شفيق أن المقاومة تمكنت من منع العدو من احتلال القطاع, بينما يرزح الكيان الصهيوني اليوم تحت وطأة ورطة بالنسبة لأهلية جيشه على القيام بالأهداف والمهمات.