خبر قدورة فارس : إطلاق المعتقلين السياسيين قرار وطني ومساعد للوحدة الفلسطينية

الساعة 09:33 ص|17 فبراير 2009

فلسطين اليوم- غزة

نفى مصدر قيادي في حركة "فتح" وجود أي خلاف بين قيادات الحركة حول الحوار الوطني وإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة، وأكد أنّ قرار إطلاق سراح المعتقلين السياسيين في الضفة هو قرار وطني بيد السلطة الفلسطينية وليس بيد أي جهات أجنبية.

 

وأوضح عضو اللجنة الحركية العليا في حركة "فتح"، قدورة فارس، في تصريحات خاصة لـ "فلسطين اليوم"، أنّ الحديث عن خلافات بين مكوِّنات حركة "فتح" حول مسألة الحوار الوطني لتوحيد الصف الفلسطيني لا علاقة له بالأمر الواقع. وقال فارس "بالنسبة لمسألة الحوار الوطني وإنهاء الإنقسام؛ لا خلاف حوله في حركة "فتح"، فالجميع وحدويون ويدعمون كل الجهود المساعدة على إنهاء الانقسام وتحقيق وحدة الشعب الفلسطيني"، على حد تعبيره.

 

ودعا فارس الجميع إلى الإسهام في إنجاح جهود المصالحة الفلسطينية، وأكد أنّ إطلاق سراح المعتقلين جزء من العناصر المساعدة على تهيئة مناخ الحوار. وقال القيادي "لا شك أنّ المصالحة الوطنية يجب أن تكون هدفاً جوهرياً للجميع، وأعتقد أنه من غير الممكن نجاح هذا الهدف إذا استمر ملف الاعتقال السياسي بين الضفة والقطاع، ولذلك لا بد من حل هذا الملف، وحله يستند إلى قرار سياسي وطني وليس صحيحا أنه مرتهن للجنرال (الأمريكي كيث) دايتون أو غيره". وتابع فارس أنّ "هؤلاء الذين اعتقلوا في الضفة تم اعتقالهم في ظرف مرضي وفي جو أزمة، وطالما أنه اتضح أنّ هنالك إرادة لدى الطرفين، فلا بد من إزالة كل العقبات التي تحول دون إنجاح الحوار، ومن هنا أعتقد أنّ أمر إطلاق سراح المعتقلين يمكن حله بقرار من الرئيس محمود عباس"، على حد تقديره.

 

على صعيد آخر؛ أعرب فارس عن قلقه إزاء العراقيل التي لا تزال تحول دون انعقاد المؤتمر السادس لحركة "فتح"، وأكد أنّ الاعداد لمؤتمر "فتح"، الذي التأم آخر مرة قبل عشرين سنة، وفق المعايير التي تم وضعها في السابق وبذات التحفظات، لا يمكن أن يقود إلى مؤتمر ناجح. وقال قدورة فارس إنّ "الاستعدادات الجارية للمؤتمر السادس لحركة "فتح" لازالت تراوح مكانها، وهنالك اجتماع اليوم (الثلاثاء) للمجلس الثوري للحركة، لكن بتقديري أنه في حال استمر الاصرار على ذات الآليات فإنها لن تقود لمؤتمر ناجح". ومضى فارس إلى القول "أنا أعتقد أنّ الخلاف حول مكان انعقاد المؤتمر لم يعد مشكلة كبرى، وربما الغالبية تؤيد انعقاده في الداخل لا سيما بعد أن تحصل الرئيس محمود عباس على تعهد من إسرائيل بأن تسمح لكل من يريد المشاركة بالدخول، وهذه أيضاً مشكلة يمكن تجاوزها عبر استخدام تقنية النقل الفضائي المباشر من عاصمة عربية، وبالتالي المكان لم يعد مشكلة، وإنما المشكلة في الآليات التنظيمية وعما إذا كانت مؤهلة لتنظيم مؤتمر استثنائي يمكن أن تخرج عنه قيادة منتخبة من طرف غالبية قواعد وكوادر "فتح"، ويؤكد أنّ هذه الحركة للجميع وليست لمجموعة دون أخرى، أي أن يكون مؤتمراً لكل أبناء "فتح" وليس مؤتمراً مشروطاً"، على حد وصفه.

 

وأشار فارس إلى أنّ انعقاد مؤتمر "فتح" في الداخل يحمل معنى رمزياً وسياسياً، لا سيما بعد أن تمكنت مجموعة من الفصائل الفلسطينية من عقد مؤتمراتها في الداخل، وقال "نحن حركة ناضلت من أجل العودة لسنوات طويلة ودفعت من أجل ذلك دماء كثيرة، وقد عدنا وأسسنا السلطة، فلماذا لا نعقد مؤتمرنا في الداخل؟ والحال أنّ كثيراً من الفصائل الفلسطينية عقدت مؤتمراتها في الداخل، الأمر له بعد رمزي وسياسي أعتقد أنه مهم للغاية"، على حد تقديره.

 

ونفى فارس وجود معلومات دقيقة لديه حول المستجدات المتصلة بإطلاق سراح القيادي في حركة "فتح" مروان البرغوثي، لكنه قال "ليست هنالك معلومات جديدة حول مسألة إطلاق سراح مروان البرغوثي من السجون الإسرائيلية، لكنني أؤكد أنه سيرى النور في صفقة الأسرى المرتقبة، وقد أكدت لنا قيادات حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أنّ البرغوثي سيكون ضمن الأسرى المفرج عنهم، ونحن نثق بهذه المعلومات".

 

وعن رأيه في دعوة روسيا لاحتضان مؤتمر دولي لدعم جهود السلام في الشرق الأوسط، قال فارس "لا شك أنّ روسيا لها مصلحة في الدعوة لمثل هذا المؤتمر ربما من بينها أن تكون ندا للولايات المتحدة الأمريكية، لكن من مصلحتنا نحن كفلسطينيين أن نرحب بهذه الدعوة وندعمها من أجل خلق توازن في المنطقة في ظل سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية على مجريات الأمور في الشرق الأوسط، لكن دون أوهام بقدرة روسيا على تحقيق اختراقات جوهرية، لأنّ القرار يظل دائماً في أمريكا وإسرائيل"، حسب ما ذكر.