خبر الخاسر المزمن سيحدد من المنتصر.. هارتس

الساعة 09:16 ص|17 فبراير 2009

بقلم: يوئيل ماركوس

كنت اتمنى ان اكون ذبابة على الجدار في الغرفة البيضاوية عندما تقرر من الذي يتوجب على براك اوباما ان يهنئه بنتائج الانتخابات. من المثير ان نعرف كيف فسر له مستشاروه شرك النتائج وما هو تبرير تهنئة شمعون بيرس الذي سيبدأ غدا بمشاوراته من اجل التكليف بتشكيل الحكومة القادمة.

ليس باراك وحده هو الذي لم يفهم من الذي انتصر في المعركة الانتخابية بل الشعب الاسرائيلي كذلك. تسيبي لفني في نشوة رغم انها تغلبت على خصمها بفارق صوت واحد فقط. لا الدم ولا العرق ولا الدموع هي التي ذكرت في خطابها الواعد بل انها اجترت نفسها متلذذة من ذلك. في المقابل احتفل بيبي هو الاخر بانتصاره بنفس الحماس والاندفاع المعتادين في مناسبات ومواقف كهذه في الليكود، هو على قناعة انه يمتلك كافة خيارات تشكيل الحكومة. الا انه يتمسك بالميل للظهور على صورة الحزب المعتدل – خيارات ليست اكثر من تلك التي تمتلكها لفني، كلاهما مخطئين في ادعاء الانتصار. ولكن ليس في هذا الامر ساحة ملاكمة حتى حيث يوجد منتصر ومهزوم او متعادلين.

كلا المتنافسين الرئيسيين يمتلكان ثقة كبيرة في ذاتهما وقدرا اقل من الاغلبية الداعمة. والحزبان الرئيسيان مجتمعين لا يمتلكان اغلبية لتشكيل الحكومة (55 عضو كنيست). الامتياز الذي يتمتع به بيبي هو امكانية تشكيل حكومة مع ليبرمان وشاس. في هذه الاثناء سافر ليبرمان لمينسك او فينسك ربما للاستعداد لامكانية تقديم لائحة اتهام ضده او للقيام بالاعمال التجارية.

الا ان ذلك كله لا يغير من الامر شيئا. حل حكومة الاقلية اليمينية المتطرفة هو كابوس لكل قائد اسرائيلي، مثل هذه الحكومة هي عكس الصورة التي يحاول بيبي اظهارها لنفسه في المعركة الانتخابية. وباعتباره متهما بالكذب عندما كان رئيسا للوزراء سيكون من الصعب عليه الحفاظ على الصورة التي بناها لنفسه في الانتخابات.

في ظل الوضع الذي تمر به لفني – من جهة تحتفل بانتصارها ومن جهة اخرى لا تمتلك اغلبية لتشكيل الحكومة – نصحها ايهود اولمرت بالبقاء في المعارضة حتى الانتخابات القادمة التي سيتم تقديمها بكل تأكيد بعد سقوط اليمين. وحتى لو كان اولمرت مخلصا في نصيحته فهي نصيحة سيئة لان لفني مع كل ثقتها بنفسها ليست اريئيل شارون وكاديما قد يضعف ويتآكل في صفوف المعارضة سواء من قبل كتلة مفاز او اعضاء الكنيست الذين حرموا من الحقائب الوزارية وقد يفرون نحو الليكود ويقلصوا من حجم كاديما. هذا ناهيك عن الضرر الذي سيلحق بالدولة التي تحكمها حكومة يمينية صارخة.

عندما تكون هناك امكانية لوجود العمل وكاديما البائس في المعارضة تتردد في اوساط الجمهور اصوات متزايدة بصورة مثيرة للتحريض:- انتم تقولون ان اليمين قد انتصر؟ فليتفضل اذا؟ فلتعرضوا الينا ما تستطيعون القيام به؟ كيف ستتدبرون اموركم مع الادارة الامريكية؟ وما الذي ستفعلونه في موضوع التسوية مع القدس؟ هذا التسليم بصعود اليمين الى سدة الحكم يشبه الشخص الذي يقطع انفه حتى يغيظ وجهه. اعادة الحكم لليمين ليست جيدة للدولة بكل بساطة. عندما سيقوم بيبي وتسيبي بتحليل نتائج الانتخابات والخيارات الماثلة امامهما بإزميل المنطق البارد لن يكون امامهما مفر من اقامة حكومة مشتركة تحصل على ثقة الاغلبية في الكنيست. وهما سيضطران للتركيز على ثلاثة اهداف قبل كل شيء آخر:- مواصلة العملية السياسية مع القدس على اساس انابوليس، السعي لمنع حصول ايران على الذرة، والاهم من كل شيء اخر:- تمرير تشريع جديد لتغيير طريقة الانتخابات باسرع وقت ممكن.

ليس مهما من منهما سيكون الاول في رئاسة الوزراء خصوصا ان تعلق الامر بالتناوب. شمعون بيرس يمتلك تجربة ثرية في الاوضاع السياسية المعقدة والمصائد الشخصية.وباعتباره اكبر خاسر مزمن في الدولة. (خسر 11 مرة في المعارك الانتخابية) وهو يعرف امرا او اثنين في الانتصار والخسارة.

دور بيرس وتأثيره سيكون حاسما حسب رأي لفني. ان دعي الاثنين لغرفة مغلقة فسيكون بامكانه ان يجسر الهوة وان يدعهما يدركان انهما مرتبطين ببعضهما البعض بالاضافة لاعتمادهما المتبادل.