خبر العنصرية ضد عرب 48 تميل بالكنيست يمينا ..صالح النعامي

الساعة 07:06 ص|17 فبراير 2009

 

"تصاعد المواقف العنصرية تجاه عرب 48".. هذا هو تفسير عدة تقارير تلفزيونية إسرائيلية لصعود أحزاب اليمين، واليمين المتطرف في الانتخابات التشريعية الإسرائيلية التي أجريت الثلاثاء الماضي، حيث حصدت هذه الأحزاب نسبة كبيرة من أصوات الناخبين اليهود في المدن التي يوجد بها عرب داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.

إذ أظهرت نتائج الانتخابات حصول حزب "إسرائيل بيتنا" (علماني يميني متطرف)، بزعامة أفيجدور ليبرمان، على أكثر الأصوات في مدن: اللد، الرملة، يافا، الناصرة العليا، عكا؛ ما دعا أمنون أبراموفيتش كبير المعلقين في القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي، للقول مؤخرا إنه إذا حافظ الحزب على هذه الوتيرة، فإنه ربما يصبح الحزب الأكبر في إسرائيل يوما.

 

وفي الفترة الأخيرة شن عدد من الأحزاب الصهيونية، على رأسهم "إسرائيل بيتنا"، حملة عنصرية لتجريد عرب 48 من حقوق المواطنة، وطردهم إلى قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.

 

ويعتبر "إسرائيل بيتنا" أن الفصل التام بين الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني هو الحل الأمثل، وأعلن رئيسه في أبريل 2004 عن خطة سياسية عرفت بالخطة "ب"، لتهجير السكان العرب، مشددا على أن الهدف الأسمى هو "تثبيت إسرائيل دولة بأغلبية يهودية".

 

"لا أريد رؤية أي عربي"

 

كذلك ألقى تقرير بثته القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيلي الليلة الماضية الضوء على تعاظم المواقف العنصرية تجاه عرب 48.

 

وجاء في التقرير أن هذا التحول ظهر جليا في التحول الذي طرأ على توجهات رئيس بلدية اللد المختلطة "مكسيم ليفي"، وهو الشخصية التي كانت معروفة باعتدالها السياسي، لكنه عشية الانتخابات انضم وأفراد عائلته إلى "إسرائيل بيتنا".

 

وأضاف التقرير أن نجل ليفي الأكبر صار رئيسا لفرع الحزب في المدينة، وأن ابنته أكدت أنها صوتت لصالح ليبرمان لرغبتها الشديدة في عدم رؤية أي عربي في اللد.

 

وقالت الابنة: "يجب أن تتجند كل القوى الصهيونية لسن قانون يسمح بطرد العرب من المدينة.. لا أريد رؤية أي عربي هنا، رؤيتهم تثير غضبي".

 

خلف الحدود

 

موقف عائلة ليفي الرافضة للوجود العربي داخل أراضي 48 لم يكن الوحيد، فقد شاركهم نفس الموقف الكثير من المستوطنين، الذي استطلعت القناة آراءهم.

 

وقال مستوطن يدعى يغال يقطن مدينة الرملة: "يتوجب استغلال كل فرصة لطرد العرب.. وجودهم أمر لا يطاق، هم أعداؤنا، وبدلا من أن نسمح لهم بالمشاركة في الانتخابات يتوجب أن نقذف بهم خلف الحدود".

 

قانون المواطنة

 

وكشفت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية بدورها أن المهاجرين الروس منحوا "إسرائيل بيتنا" 10 من 15 مقعدا حصل عليها في الانتخابات، ليحل ثالثا بعد كاديما (يمين الوسط) بزعامة تسيبي ليفني، والليكود (يمين) بزعامة بنيامين نتنياهو، متخطيا حزب العمل الذي حصل على 13 مقعدا فقط، في أدنى تمثيل له خلال تاريخه.

 

وعزا التقرير هذا التأييد لحزب ليبرمان من جانب المهاجرين الروس إلى موقف الحزب الرافض للوجود العربي في إسرائيل، خاصة أن الكثير من هؤلاء المهاجرين يقطنون أحياء جديدة في المدن المختلطة.

 

وأظهرت نتائج الانتخابات فوز الأحزاب اليمينية، وفي مقدمتها "الليكود"، بأكثر من نصف مقاعد الكنيست (البرلمان) البالغ عددها 120 مقعدا؛ ما يؤهلها في حالة اتحادها إلى تشكيل الحكومة المقبلة.

 

فإضافة إلى 15 مقعدا لـ"إسرائيل بيتنا"، حصد الليكود 27، وشاس (ديني متطرف) بزعامة إيلي يشاي سياسيا والحاخام المتطرف عوفاديا يوسف دينيا، 11 مقعدا، وقائمة البيت اليهودي والاتحاد القومي 7 مقاعد، وحزب يهودات هتوراة 5 مقاعد.

 

واشترط ليبرمان على ليفني ونتنياهو، المتنافسين على تشكيل الحكومة، عدة مطالب للانضمام إلى أي منهما، أبرزها: سن قانون المواطنة الموجه ضد عرب 48، وإسقاط حكم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في غزة، والحصول على حقيبة الدفاع أو الخارجية.