خبر في رفح المصرية: أترون هذه الأشجار داخل غزة... إن منزلي خلفها

الساعة 06:36 ص|17 فبراير 2009

فلسطين اليوم- وكالات

 أمد/ تنتظر عشرات الأسر الفلسطينية، التي تمكنت من الفرار من قطاع غزة أثناء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع، أمام معبر رفح المغلق على أمل أن يتم فتحه، ويصرخون مع كل صباح في وجه رجال الشرطة المصريين «نريد أن نعود إلى بيوتنا».

 

ومنذ إعادة إغلاق معبر رفح في الخامس من شباط الحالي، بعد فتحه جزئيا، تقوم هذه الأسر، التي يحمل أفرادها جنسية مزدوجة، بمحاولات يومية للعودة إلى القطاع. مئات النساء والأطفال والمسنين يتحملون يومياً مشقة الانتقال بين المعبر والفنادق الصغيرة التي يقيمون فيها في منطقة العريش على بعد 40 كيلومتراً من رفح. وتحت شمس حارقة، ينتظر الراغبون في العودة حاملين حقائبهم في أيديهم.

 

وتروي عبير حبيب، وهي تعدل حجابها فوق نظاراتها الشمسية، أنها غادرت غزة في الثامن من كانون الثاني الماضي لأنها تحمل جواز سفر كنديا. وتقول «إننا نأتي إلى رفح يوميا منذ أسبوع، وكل يوم يطالبوننا بالعودة في اليوم التالي. يمكننا الذهاب إلى كندا ولكن حياتنا في بلدنا. بأي حق يحبسوننا هنا في مصر وماذا سنفعل عندما تنفد أموالنا؟».

 

وتتوجه عبير بعد ذلك نحو شرطي مصري وتقول له «يا أستاذ أنا وأسرتي ننتظر هنا منذ عدة أيام ونريد العودة الى بيوتنا». يهز الشرطي رأسه معربا عن تعاطفه مع هذه الأم وأبنائها الثلاثة، لكنه يشرح لها بعد ذلك انه ليس بيده أن يفعل شيئا.

 

ويقول علي حسين دياب (48 سنة) انه جاء إلى المعبر ليلة الخامس من شباط بعدما سمع ان المعبر سيغلق مرة أخرى. ويضيف «زوجتي وأبنائي في غزة على الجانب الآخر من الحدود، وأريد العودة إليهم»، معتبراً أنه «عيب على المصريين أن يعاملوننا هكذا».

 

ويتابع الرجل، الذي يحمل الجنسية الأميركية، «إننا محتجزون هنا من دون أي دعم مالي، وإضافة إلى ذلك فإننا مضطرون لدفع إيجار غرفة في فندق يوميا». ينظر حسين دياب إلى الجانب الآخر من الحدود ويقول «أترون هذه الأشجار... إن منزلي خلفها مباشرة».

 

ويشعر أفراد هذه الأسر أنهم رهائن للمفاوضات الجارية حول التهدئة بين إسرائيل وحركة حماس عبر الوسيط المصري. ويقول على حسين دياب «إننا نعرف أن المصريين يضغطون على حماس لكي توقع هذه التهدئة، ولكن هذه ليست مشكلتنا نحن نريد فقط العودة إلى بيوتنا وعائلاتنا».

 

ويتدخل رب أسرة يقف إلى جواره قائلا «في كل دول العالم يستطيع اللاجئون العودة إلى ديارهم بعد انتهاء الحرب إلا نحن». أمّا إيمان أبو دقة، وهي معلمة في الثانية والخمسين من العمر، فتتوسل إلى ضابط شرطة يستقل سيارة «دعونا نعود إلى بيوتنا من فضلكم»، ولكن السيارة تكمل طريقها من دون أن تتلقى السيدة إجابة.

 

تأتي سيارات الإسعاف وسط سيارات أجرة محملة بجبال من الأمتعة الشخصية، ويتمكن الجرحى الذين أتموا علاجهم في مصر من العبور إلى غزة بعد ساعات انتظار طويلة. لكن موظفي منظمات الإغاثة الإنسانية، ومن بينها منظمة «هيلب دكتورز» (مساعدة الأطباء) الفرنسية التي كانت متواجدة في غزة أثناء الحرب لا يحصلون على تصريح بالمرور. وتريد هذه المنظمة فتح عيادة في الجانب الفلسطيني من مدينة رفح، فيما أدى إغلاق المعبر إلى تكدس مئات الأطنان من المساعدات الغذائية في مدينة العريش.