خبر كتب مصطفى الصواف : في شاليط حماس تستند إلى جدار متين

الساعة 06:09 ص|17 فبراير 2009

من الواضح أن حركة المقاومة الإسلامية حماس ما زالت تتمترس خلف موقفها من موضوع صفقة التبادل مع دولة الاحتلال، فهي لا ترفض قضية ربط  التهدئة بموضوع جلعاد شاليط فقط، بل تصر أن موضوع الأسير شاليط له استحقاقات وثمن يجب على الكيان الصهيوني أن يدفعه وهذا الثمن لم يتغير.

 

هذا الموقف من قبل حماس لم يأت من فراغ، ولولا وقفة الشعب الفلسطيني خلف مطالب حركة حماس لما كان هذا الصمود، من يريد أن يعرف سر تصلب حماس خلف مطالبها منذ اليوم الأول يمكن له أن يزور ذوي الأسرى عند الصليب الأحمر في قلب مدينة غزة، ينزل إلى الشارع في غزة والضفة الغربية ليعرف هل هناك مطالب أقل من مطالب حماس في صفقة التبادل، وهل الشعب الفلسطيني سقف مطالبه أقل من حركة حماس، الواقع أن أدنى سقف هو ما قدمته حماس في موضوع الصفقة ولا نعتقد أن مطالب حماس قد تتغير لأن مطلب الشعب الفلسطيني سقفه أعلى من سقف حماس، من هنا نلحظ تمسك حماس بمطالبها في موضوع الصفقة.

 

لذلك على دولة الاحتلال وعلى السيد محمود عباس وعلى الوسيط المصري أن يدركوا جميعا أن خلف حماس جدار متين تستند إليه وهو الدعم الشعبي لموقفها، لذلك نريد أن نرى موقفا مصرياً واضحاً من الموقف الصهيوني، هذا الموقف الذي شكل انتكاسة للجهود المصرية ووضع مصر في موقف حرج، بل قد يشكل ضربة في صلب الكرامة المصرية ومكانتها التي تحاول أن تستعيدها سياسياً وإقليمياً في المنطقة، وأن هذا الموقف الصهيوني لابد أن يشكل رسالة واضحة لمصر قبل أن يكون لحماس، إن الاحتلال لا يعير أي اعتبار للآخرين، فلماذا نعير لهم أي اعتبار.

 

لم يعد هناك ما نخسره، ولا فرق لدينا بين نتنياهو أو تسفني فهما من مدرسة واحدة، ولا بين نتنياهو وليبرمان فكلاهما محتل ومجرم وقاتل، وجميعهم لن يفعل أكثر مما فعل، نحن نعلم أن الخيارات عندنا وعندهم ليست كثيرة، إما أن يوافقوا على تهدئة تؤدي إلى وقف العدوان وفتح المعابر ورفع الحصار مقابل أن تُوقف المقاومة أعمالها العسكرية انطلاقا من قطاع غزة، وان أي خرق للتهدئة من قبل قوات الاحتلال سيقابله رد من قبل المقاومة حتى لو أدى ذلك إلى انهيار هذه التهدئة، لم يعد أمام الكيان اليهودي خيارات كثيرة، جربوا الحصار وجربوا التجويع، وتوجوا ذلك بالعدوان والإرهاب وجرائم الحرب التي ارتكبوها في العدوان الأخير كل ذلك لم يحقق لهم أهدافهم المعلن منها وغير المعلن، وبقيت حماس وبقيت المقاومة وزادت شعبية حماس وموقف السيد محمود عباس لا يحسد عليه.

 

ونحن هنا في قطاع غزة، ندعو قيادة حركة حماس للتمسك بموقفها وأن لا يتراجعوا مهما كانت حجم الضغوطات من أي جهة كانت فلسطينية أو عربية، فجميعها فاشلة ولن تؤدي إلى نتيجة لو استمر تمسككم بهذا الموقف المشرف الذي يتناغم مع الشعب الفلسطيني وآماله، وغير ذلك سيشكل خطراً كبيراً عليكم وهذا ما يسعى إليه البعض، الحياة والموت بيد الله، و حركتكم ولادة وأنتم من أمة حية وشعب يريد الحياة بكرامة، فلا تخشوا أحداً، وثباتكم على الموقف سيحقق لكم ما تسعون إليه، وعلى دولة الاحتلال أن تدرك أن لعبتها وسياستها لن تجدي نفعاً ما لم تستجب لصفقة التبادل، ولا نعتقد أن حماس ستسمح بأن يرى شاليط النور دون أن تتحقق شروطها التي لا تشكل عقبة أو أن تحقيقها مستحيل.

 

نعتقد أن حركة حماس لا رغبة لديها بالاحتفاظ بالأسير جلعاد شاليط  وهي تنتظر اليوم الذي تستجيب فيه دولة الاحتلال وتتم الصفقة، لأن هدف الأسر ليس من أجل الأسر، ولكن من أجل إطلاق سراح أسرى في صفقة نوعية في كيفيتها ومعتدلة في عددها، فلا نعتقد أن أسيراً أمضى عشرين عاما في السجون يشكل الإفراج عنه خطرا على دولة الكيان، أو يمكن أن يعود للعمل العسكري.

 

الآن الجميع يترقب موقف مصر وكيف لها أن تتصرف، وهل سيحدث هذا الموقف الصهيوني تغيراً في سياستها وتوجه رسالة شديدة تجاه دولة الكيان وأن تبرز ورقة معبر رفح وتلقي بها في وجه الصهاينة، بغير ذلك لن يتغير الموقف الصهيوني، وسيواجه الفلسطينيون أي سياسة أو قرار أو موقف صهيوني، وسيكون معهم الشعوب العربية والإسلامية وسيكون هذا واضحاً إذا استمر الموقف الصهيوني ولم تتحقق التهدئة ولم تتم صفقة التبادل، ولم تمارس مصر دورها، لا نعتقد أن الوضع الإقليمي سيبقى على حاله، بل قد نشهد تغيرات متعددة ومتسارعة.