خبر المنار تكشف عن دور مغنية في أسر الجنديين الاسرائيليين والتبادل

الساعة 09:15 م|16 فبراير 2009

فلسطين اليوم – وكالات

لم تنتهِ تداعيات المهرجان الحاشد بذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري حتى شهد لبنان الاثنين مهرجاناً آخر في مجمّع سيد الشهداء في الرويس في الضاحية الجنوبية في ذكرى استشهاد المسؤول العسكري في حزب الله الحاج عماد مغنية، التي اختار الحزب أن يجمع فيها أكثر من مناسبة منها إحياء ذكرى الامين العام السابق لحزب الله عباس موسوي الذي قتل مع زوجته وطفله واشخاص آخرين في غارة جوية اسرائيلية في جنوب لبنان في شباط (فبراير) 1992، والقيادي في الحزب الشيخ راغب حرب الذي اغتيل في الجنوب ايضاً في شباط 1984.

 

وأخذ مهرجان الحزب امس طابعاً مختلفاً خصوصاً بعد الأحداث الأمنيّة التي شهدتها مناطق عدّة في اليومين الماضيين، ما يطرح علامات استفهام حول إمكانيّة إنتقال مشاركين في المهرجان من البقاع الى الضاحية الجنوبيّة.

 

من جهة أخرى كشفت قناة "المنار" الناطقة باسم حزب الله عن دور القيادي الراحل عماد مغنية في عملية تبادل الأسرى والجثث التي تمّت في العام المنصرم بين الحزب وإسرائيل. وجاء في التقرير:

 

الشهيد القائد الحاج عماد مغنية (رضوان) كان له الدور الهام في عملية التفاوض غير المباشر مع العدو الاسرائيلي والتي أفضت إلى التبادل الأخير للأسرى بين حزب الله والجانب الإسرائيلي.

 

حكاية تموز 2006 بدأت بانجاز نوعي وانتهت بانتصار تاريخي، وبين الاثنين كان الحاج عماد يتنقل بعقله وجسده، ولباسه المموه. حركة أتقن مهندس العمليات العسكرية للمقاومة تحويلها إلى شبح خفي.

 

ويقول في هذا الاطار سمير القنطار، عميد الأسرى المحررين من السجون الإسرائيلية: "اول ما كنت اسمع عن الحاج عماد مغنية كان عبر ادبيات العدو الصهيوني ومما كتبه وما رواه وما تناولته الصحف هناك، لكن شخصياً وصلت الى قناعة في مراحل معينة ان الحاج عماد غير موجود، لانه لا يعقل ان يكون انسان بهذا الحجم وبهذا الوصف وهو لا يظهر، ولا احد يسمع عنه، وليست هناك من حركة واحدة تم رصدها بخصوصه".

 

باشر الوسيط الألماني غيرهارد كونراد إدارة التفاوض غير المباشر. لكنه لم يعلم أبداً أن بعض الجمل التي كان يتلقاها من قيادة حزب الله كانت تصاغ بيد الحاج عماد مغنية.

 

وفي هذا السياق يقول وفيق صفا، مسؤول وحدة الإرتباط والتنسيق في حزب الله لقناة المنار: "الشهيد الحاج عماد كان واحداً اساسياً من المجموعة التي كانت تدير المفاوضات من اولها الى اخرها، من حيث المتابعة ومن حيث الملاحقة ومن حيث التصور في النقاشات وفي الافكار التي توصل الى الغاية".

 

يوم الرابع عشر من شهر شباط (فبراير) عام 2008، سار مئات الآلاف خلف جثمان الشهيد مغنية في الضاحية الجنوبية لبيروت، ثلة قليلة فقط كانت تدرك حجم الميراث الذي خلفه الشهيد.

 

وقال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في الاحتفال التأبيني الذي اقيم للحاج عماد مغنية قبيل ساعات من تشييعه: "لقد ترك لكم عماد مغنية خلفه عشرات الالاف من المقاتلين المدربين المجهزين الحاضرين للشهادة".

 

الرفاق اكملوا عملية التفاوض، وبعد خمسة أشهر من الشهادة كانت عملية الوعد الصادق تلاقي عملية الرضوان، ومرة أخرى إنتصر الحاج عماد. وفي هذا المجال يقول الحاج وفيق صفا للمنار: "عملية التبادل هي ثمرة لعملية الاسر، ومن الطبيعي ان الدور الجهادي للحاج عماد في عملية الاسر في حرب تموز كان واضحاً وجلياً للجميع. ومن الطبيعي ان تسمى هذه العملية بالرضوان نسبة الى اسم الحاج رضوان (رضوان الله عليه)".

 

من جهته يقول عميد الأسرى المحررين من السجون الإسرائيلية سمير القنطار "على المستوى الشخصي له دور وفضل كبير وكبير في تحريري لانه وكما علمت كان المخطط والمشرف لعملية الوعد الصادق التي لولاها لما تحررت من الاسر، وبالتالي فان الحاج عماد مغنية هو بالنسبة لي قائد واسطورة ومثل واتمنى وهذه امنية شخصية لي ان اتمكن من ان افي بعهدي ووعدي له ان اواصل هذا الدرب، درب المقاومة الاسلامية ان شاء الله".

 

وهنا لابد من استذكار قول عميد الأسرى المحررين من السجون الإسرائيلية سمير القنطار في اليوم الاول لتحريره وامام الالاف من المحتشدين في ملعب الراية لاستقباله بعد تحريره حيث قال "اننا يا حاج عماد لن نكون في مستوى دمائك ابداً الا في حالة واحدة، اذا اجبرنا هذا العدو على الاشتياق الى ايامك".