تقرير الدولار يرتفع والذهب ينخفض: فهل يبيع المواطن أم يشتري..؟

الساعة 11:53 ص|17 مارس 2020

فلسطين اليوم

لم يعد "فيروس كورونا" وحده من يقتل المصابين، بل تعدته الأزمة الاقتصادية التي كشفت المستور، وأزاحت الستار عن أزمات متتالية، أربكت السوق العالمي والمحلي، حيث شهد الدولار الأمريكي في فلسطين ارتفاعًا ملحوظًا في هذه الفترة الحالية.

وقد تجاوز الدولار في فلسطين حاجز 3.70 شيكلاً للدولار الواحد، مع توقعات بزيادة ملحوظة، فيما قُوبل هذا الارتفاع بهبوط في أسعار الذهب، مع توتر في سوق النفط، وتهاوي البورصات  العالمية.

هذا الارتفاع يدفع المواطن الفلسطيني، للسؤال حول طبيعة التعامل في ظل ارتفاع الدولار، وإمكانية الاستفادة من هذه الحالة.

الدكتور محمد مقدام الخبير في الشؤون المالية والاقتصادية، أوضح أن السوق المالي يعاني من أزمة حقيقية لا أحد يعرف أين تتجه الأزمة وإلى أين ستصل الأسعار في الارتفاع والانخفاض.

وبين د. مقداد في تصريحٍ خاصٍ لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الدولار والذهب يربطهما علاقة عكسية، حيث أن الدولار يصعد، فيما أن الملاذ الآمن (الذهب) يهبط وهذه تعد مشكلة يصعب تفسيرها.

وحول أسباب ارتفاع الدولار، عزا د. مقداد ذلك إلى أن العملتين الكبرتين في العالم الآن هم "اليوان" الصيني والدولار الأمريكي، الضربة القوية التي أصابت الصين وأضعفت السوق وخفضت الناتج وأوقف الشركات، فأضعفت اليوان الصيني الأمر الذي أدى لزيادة الطلب على الدولار، الأمر الذي أدى ارتفاع الدولار.

وبين د. مقداد أن ارتفاع الدولار ليس من مصلحة أمريكا، والأخيرة لا تقبل استمرار ارتفاع الدولار فلذلك قامت بعدة إجراءات، لافتاً إلى أن سعر النفط قبل أيام لـ70 دولار، لذا ضخت أمريكا تقريباً 1.5 تريليون دولار، في الأسواق، واتجهت باتجاه التيسير الكمي، لخفض الدولار الذي انخفض قليلاً.

واستدرك د. مقداد:" لكن بسبب ارتباك السوق العالمي وعدم وضوح الأفق، عاد الدولار للارتفاع بقيمة 375، ولا يمكن التنبؤ إلى أين سيصل الدولار.

ويعتقد د. مقداد أن الدولار في الأجل المتوسط والطويل لا يمكن الصعود لأنه أمريكا لا تقبل بارتفاع الدولار لأنه سيضر بمصلحتها، لأنه من مصلحتها انخفاض الدولار فتقل الالتزامات عليها، لذا ستسير باتجاه خفض الدولار وإلغاء الفائدة وتخفيضه للصفر، وإغراق السوق بالورق الأخضر "الدولار".

ويرى د. مقداد، أنه خلال أيام لا أحد يستطيع أن يتوقع شيء ولكن الاتجاه نحو تخفيض سعر الدولار، والذهاب للملاذ الآمن وهو الذهب.

ولا يتوقع د. مقداد أن يرتفع الدولار في فلسطين أو أن يصل لحاجز الـ4 شواكل كما توقع آخرون، مع استمرار مصلحة أمريكا في خفض سعر الدولار.

وبخصوص الذهب، أوضح د. مقداد أن الذهب بشكل عام انخفض على مستوى العالم حيث أن حجم الطلب انخفض والعرض كذلك انخفض، كما باقي المنتجات والسلع، حيث يشهد العالم أجمع انهيار اقتصادي عالمي وكساد، يفوق الانهيار العظيم والكساد الذي أصاب العالم أجمع في عام 1929.

وبين، أن الطلب والعرض على الذهب انخفض، فشهد ارتباكاً في السوق المحلي، وتقلباً لا يمكن قياسه بالأدوات الاقتصادية فقط، بل هناك أدوات سياسية. 

وحول ما يمكن أن يفعله المواطن في هذا الوقت، نصح د. مقداد المواطنين بعدم المضاربة بالمال في هذا الوقت باعتباره أمر غير مضمون.

 

كلمات دلالية