خبر مسؤولون إسرائيليون يعبرون عن قلقهم من تدهور العلاقات مع مصر

الساعة 09:02 م|16 فبراير 2009

في ظل التجاذبات الجارية في ملف التهدئة

مسؤولون إسرائيليون يعبرون عن قلقهم من تدهور العلاقات مع مصر

فلسطين اليوم – القدس المحتلة

ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أنّ الحكومة الإسرائيلية المصغرة للشؤون السياسية والأمنية، ستعقد اجتماعاً غدا الثلاثاء، لإقرار اقتراح مفصل لاتفاق حول تبادل أسرى وتهدئة في قطاع غزة وفتح المعابر، بين الجانب الإسرائيلي وحركة "حماس" وبوساطة مصر. ويتوقع قبل ذلك إقرار الاقتراح الإسرائيلي خلال اجتماع "الثلاثية" الإسرائيلية، التي تضم رئيس الحكومة، ايهود أولمرت، ووزيري الحرب، إيهود باراك، والخارجية تسيبي ليفني، يعقد الثلاثاء قبل الاجتماع الحكومي المصغر.

 

ونقل موقع يديعوت أحرونوت الإلكتروني، الاثنين (16/2)، عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إنّ الصفقة المتوقعة تشمل في المرحلة الأولى توسيع فتح المعابر، وليس فتحها بصورة منتظمة، وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين من بين قائمة الأسرى الذين تطالب بهم "حماس"، وتشمل 450 اسماً، والذين يتعيّن على لجنة وزارية إسرائيلية خاصة، برئاسة النائب الأول لرئيس الحكومة حاييم رامون، أن تقرر بشأن إطلاقهم. وفي المرحلة الثانية سيتم إطلاق 550 أسيراً فلسطينيا في إطار ما وصفتها المصادر الأمنية الإسرائيلية بـ "بادرة نية حسنة" تجاه الرئيس المصري، حسني مبارك. وفي المرحلة الثالثة يفترض أن يستعيد الجانب الإسرائيلي جندي الاحتلال الأسير جلعاد شاليط ويتم فتح معابر قطاع غزة بصورة كاملة ومنتظمة، ويتم إطلاق سراح 400 أسير فلسطيني، غالبيتهم من النساء والمسنين والقاصرين. وسيتم خلال الصفقة كلها إطلاق سراح ما بين 1200 إلى 1400 أسير فلسطيني.

 

وجاء أنه في مرحلة لاحقة سيتم فتح معبر رفح بين القطاع ومصر، لكن بعد مفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والمصري، وتشمل إشرافاً أوروبياً على المعبر، ومراقبة إسرائيلية لحركة الوافدين والمغادرين فيه، وبحيث تديره السلطة الفلسطينية على غرار الاتفاق الذي تم توقيعه بهذا الخصوص في العام 2005.

 

وبحسب "يديعوت أحرونوت"؛ فإنّ المجلس الحكومي المصغّر الذي سينعقد الثلاثاء سيفوض "الثلاثية" بمواصلة المفاوضات. كذلك فإنّ المجلس لن يبحث في أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم، وليس واضحاً بعد ما إذا كان سيبحث في "الثمن" الذي سيدفعه الجانب الإسرائيلي مقابل شاليط. لكن مصدرا سياسياً – أمنياً إسرائيلياً قال للصحيفة، حسب توضيحها، أنّ "الثمن الذي تطلبه حماس مقابل تحرير شاليط لن يتغير"، وشدّد المصدر ذاته على أنه "سيسجل هذا الأسبوع كأسبوع القرارات المصيرية فيما يتعلق باحتمالات تحرير شاليط من أسر حماس".

 

وعزا المحلل العسكري في "يديعوت أحرونوت"، ألكس فيشمان، التغير في الموقف الإسرائيلي الداعي إلى "إطلاق سراح شاليط أولاً"، إلى نتائج الانتخابات العامة الإسرائيلية، التي جرت الأسبوع الماضي. وكتب فيشمان أنّ "باراك، الذي أيّد التهدئة وفقاً لمسارها الأصلي، فقد بيّن ليلة وضحاها موقعه القوي. وليفني عارضت منذ البداية اتفاق تهدئة مع حماس ورأت أنّ الردع يكفي من أجل تحقيق التهدئة. وفي موازاة ذلك انضم لاعب جديد هو رئيس المعارضة (وحزب الليكود) بنيامين نتنياهو".

 

واعتبر فيشمان، المقرب من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، أنّ "تطلع نتنياهو إلى تولي منصب رئيس الحكومة، فيما تكون قضية شاليط من ورائه، قد تبدّد".

 

ونقل فيشمان تقديرات المؤسسة الأمنية – العسكرية الإسرائيلية، وكتب أنّ "حماس بحاجة إلى التهدئة الآن من أجل إعادة بناء نفسها. وهي بحاجة إلى معابر مفتوحة وإلى فتح معبر رفح في المستقبل، كونه أوكسجين ضروري لوجودها ولتحسين أوضاع السكان، ومن أجل استعراض إنجازات أيضاً"، على حد تعبيره.

 

وأضاف المعلق أنّ "إسرائيل كانت توافق على الفصل بين شاليط والتهدئة حتى يوم السبت الماضي. ومنذ السبت تغيرت قواعد اللعبة. وثمة ثمن لتغيير قواعد اللعبة. لا يوجد فراغ. وإذا تم إرجاء حل موضوع المعابر ستعود حماس إلى نشاطها العنيف. والآن هي تُنقط الصواريخ، بواسطة الفصائل الصغيرة، من أجل أن توضح لإسرائيل أنه من دون اتفاق (على التهدئة) لن يسود الهدوء عندكم"، وفق تقديره.

 

ولفت فيشمان الانتباه إلى أنّ تغيير الموقف الإسرائيلي سيؤدي إلى تراجع في العلاقات الإسرائيلية ـ المصرية، مشدداً على أن "العواقب الأخطر تتعلق بالعلاقات بين إسرائيل ومصر".

 

وبحسب فيشمان؛ فقد "وصلت إسرائيل، أمس (الأحد)، أنباء تتحدث عن أنّ المصريين ينوون الإعلان بصورة أحادية الجانب عن اتفاق تهدئة". ويبدو أن الأجهزة الإسرائيلية المعنية أرادت تمرير رسالة إلى القيادة السياسية الإسرائيلية والجمهور الإسرائيلي، فيما يتعلق بالحل المطلوب للقضايا المتعلقة بقطاع غزة من خلال فيشمان، الذي خلص إلى القول إنه "لقد اختلفنا مع الأتراك (في أعقاب التوتر الناجم عن الحرب على غزة واتهام قائد سلاح البرية الإسرائيلية تركيا بإبادة الأرمن)، وثمة احتمال الآن لحدوث تراجع في العلاقات الإسرائيلية المصرية أيضاً. أما كيف يساعد هذا الوضع غلعاد شاليط؟ فهذا ليس واضحا بتاتاً"، كما كتب.