خبر إسرائيل تزود المقاومة الفلسطينية بالسلاح!!

الساعة 07:09 م|16 فبراير 2009

فلسطين اليوم-غزة

بعـد أن وضعت الحرب الإسرائيلية عـلى غزة أوزارها، وصاحت إسرائيل بأعلى صوتها تطالب بمنع "تهريب" السلاح إلى قطاع غزة، خرجت الحاجة أم عوني لتتفقد مزرعتها وحقلها الواسع، وفجـأة اصطدمت بجسم حديدي صلب، ظنت للوهلة الأولى أنـه بقايا صاروخ تناثر في أرجاء المكان إلا أنها أطلقت صيحة رعب عندما اكتشفت وجوده بكامل هيئته وأنه لم ينفجـر.. بعـد لحظات من شهقات خـوفها كان ابنها الذي ينتمي لإحـدى فصائل المقاومة يحمل الصاروخ بعيـدًا بصحبـة خبـراء في المتفجرات... وهناك في أحد الأماكن المجهـولة انشغلت أنامـل عناصـر المقاومة في تفكيك القذائف والصواريخ الإسرائيلية التي سقطت على غزة ولم تنفجر، وتم استخدام المـواد المتفجـرة بداخـلها، وإضافتها كرصيد نوعي لسـلاح المقاومة البسيط والمحلي الصنـع في غزة.

 

 

أبـو معاذ المقاوم في كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس أوضح: أن عشـرات القذائف والصواريخ التي ألقاها الطيران الإسرائيلي على قطاع غـزة في حربـه الأخيـرة لم تنفجـر، وأن المقاومة سارعت لتفكيـكها والاستفادة منها ومن المواد التي بداخلها.

 

وقال: "بعد أن انتهى العدوان وانقشعت الحرب.. اكتشفنا العشرات من القذائف الصاروخية التي لم تنفجـر.. عدم انفجـارها هدية من السماء فتناثرها كان سيتسبب بمزيد من الخراب والدماء، كما أننا في المقاومة وجدنا فيها كنزاً ثميناً".

 

"أبو أنس" أحد خبراء هندسة المتفجرات في كتائب القسام أكد أن المقاومة تعكف حاليًّا على تفكيك ما لم ينفجر من قذائف وصواريخ والاستفـادة ممـا في داخلها وخارجها.

 

ويلفت أبو أنس إلى أن 5% من مجمـوع ما ألقته إسرائيل من قذائف على القطاع لم ينفجـر، وقال: "بقاؤها كما هي يعـود سببه لخلل تقني وفني يتصـل بالصاعق الذي يسبب انفجارها".

 

ويقـول "أبو البراء" المقاوم في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي: إن التعامل مع القذائف التي لم تنفجر يحتـاج إلى خبرة عالية مشيرًا في الوقت ذاته إلى تمكن المقاومـة من التعامل معهـا دون أي مشاكل.

 

وأضاف: "لدينا خبراء ومهندسون قادرون على التعـامل مع هذه الصواريخ.. وتفكيكها بما يخدم المقاومة".

 

مـواد فعـالة

 

من جانبه صرح "أبو مصعب" أحـد خبراء التصنيع بأن ما عثرت عليه المقاومة من مواد متفجـرة يرتقي إلى المستوى النوعي جدًّا والخطيرة، وقال: "المقاومة في غزة تعتمد على ذاتها وصنعت موادها من اللاشيء.. وطورت قذائفها وصواريخها، اليوم هذه المواد الفعالة سنستخدمها ونستفيد منها".

 

ولا يدلي رجال المقاومة بكثير من المعلومات حـول ماهية هذه المواد كما يرفضون الإفصاح عن كيفية التعامل معها، واكتفى أبو مصعب بالقول: "هذه المواد الكيماوية وآثرها كان واضحًا على أجساد الأطفال وجدران المنازل".

 

وسقط أكثر من 1400 شهيد فلسطيني نصفهم من الأطفال والنساء وجُرح أكثر من 5 آلاف آخرين في العدوان الإسرائيلي الذي بدأ يوم 27 ديسمبر 2008.

 

وكان تقرير أعدته بعثة طبية بريطانية إلى غـزة قد كشف عن إلقاء إسرائيل خلال 22 يـومًا من العدوان نحـو مليون ونصف مليون طن من المتفجرات، مشيرا إلى أن إسرائيل استخدمت أسلحة غير تقليدية، وأنها مزجت قنابل الفوسفور بعناصر كيماوية أخرى غير معروفة.

 

من جانبها قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية: إن المقاومة في غزة تتسابق إلى تفكيك وإعادة تصنيع عشرات القذائف والصواريخ التي ألقاها الطيران الإسرائيلي على قطاع غزة ولم تنفجر، وذلك بهدف تفكيكها واستخدام المواد المتفجرة التي بداخلها ثانية.

 

وأوضحت الصحيفة أن معالجة مثل هذه القذائف تتم عن طريق تفجيرها بشكل مراقب من قبل أجهزة أمنية مختصة، إلا أن ما يحصل في القطاع هو أن المقاومة تتسابق للحصول على المواد المتفجرة المستخدمة.

 

ونوهت إلى أن المواد المتفجرة التي تحتويها ذات فاعلية كبيرة جدا، ولا يمكن مقارنتها مع فعالية المواد التي يتم إنتاجها محليًّا، مشيرا إلى أن الطيران الإسرائيلي استخدم قذائف متراوحة الأوزان، يصل بعضها إلى 227 كجم وأخرى 454 كجم و950 كجم، وتبين أن أعدادا كبيرة منها، تصل نسبتها إلى ما يقارب 6% من مجموع القذائف لم تنفجـر.

 

الصحيفة الإسرائيلية قالت: إن استخلاص المواد المتفجرة من القذائف ليست بالعملية المعقدة من الناحية التقنية، إلا أن هذه القذائف تحمل في داخلها متفجرات حساسة جدا للحركة، ومن الممكن أن تنفجر إذا تم تحريكها من مكان لآخر بشكل غير مراقب.

 

وتعترف مصادر عسكرية إسرائيلية بأن المقاومة في غزة قادرة على الاستفادة من هذه المتفجرات بشكل جيد، وأن لديها الكثير من المهندسين الذين لن يعجزوا عن تفكيكها وتركيبها في عبوات ناسفة جديدة قد تصـلهم قريبًا بالرغم من المساعي الإسرائيلية لمنع وصول السلاح من خارج القطاع.