خبر استخدام تهكمي للاخلاق.. هآرتس

الساعة 10:39 ص|16 فبراير 2009

بقلم: أسرة التحرير

الى منظومة العلاقات المتوترة على اية حال بين تركيا واسرائيل اضيف امس امران جديدان مثيران للحقيقة. اللواء آفي مزراحي رئيس الذراع البري، قرر الانفلات على تركيا ورئيس وزرائها وان يذكرهما بمظالم الماضي.

غني عن الذكر ان اللواء مزراحي، كرجل عسكري، ليس مسؤولا عن السياسة الخارجية لاسرائيل ولا عن توزيع العلاقات التقديرية للدول الاخرى؛ غير ان الاخطر من ذلك هو الحرية التي اتخذها لنفسه كي يندد وان يزايد على حليف استراتيجي فليحدث بذلك هزة في منظومة العلاقات بين اسرائيل وتركيا.

في نفس الوقت، امتشقت وزراة الخارجية الامريكية الاسرائيلية ايضا ورقة غريبة في شكل التهديد بتعريف المذبحة التي ارتكبت بحق الارمن في الامبراطورية العثمانية في العام 1915 في ذروة الحرب العالمية الاولى "كقتل شعب". من الصعب التصديق بان وزارة الخارجية الاسرائيلية اصابتها يقظة اخلاقية بالنسبة للارمن.

على مدى السنين تملصت وزارة الخارجية من تبني تعبير كارثة او قتل شعب بالنسبة للمذبحة بحق الارمن، سواء لان اسرائيل تسعى الى الحفاظ في يد الشعب اليهودي الحصرية في مصطلح "كارثة"، ولكن بالاساس لانها تعرف ان تبني مفهوم قتل بالنسبة للارمن معناه نزاع سياسي مع تركيا من شانه ان يوصل الى قطع العلاقات. فقد اوضحت تركيا المرة تلو الاخرى لاسرائيل.

هذه المرة قررت وزارة الخارجية على ما يبدو بان التصريحات الفظة لرئيس الوزراء التركي ضد سياسة اسرائيل جديرة برد اسرائيلي مناسب، او على الاقل التهديد برد كهذا. الخلاف ليس في مسالة اذا كان ينبغي تعريف قتل الارمن كقتل شعب او ككارثة. هذا موقف اخلاقي يستدعي من ناحية تاريخية وقول قيمي. النقد هو على الاستخدام السياسي الذي تحاول اسرائيل القيام به في القضية الارمنية كي "تعاقب" تركيا على تجرؤها التكشير والتنديد بعملية عسكرية نتائجها موضع خلاف حتى في اسرائيل.

تركيا هي حليف هام للغاية لاسرائيل حتى لو كان رئيس وزرائها رجب طيب اردوغان لا يظهر دوما تفهما لسياستها، او يتخذ لهجة مهينة. الجهد الاساس لوزارة الخارجية يجب ان يكرس بالتالي لاحتواء الخلاف ولاعادة منظومة العلاقات الى طبيعتها. اذا كانت اسرائيل تسعى الى تغيير موقفها من قتل الارمن فلتتفضل بالعمل في الوقت المناسب في ظل موقف اخلاقي جدير، وليس كوسيلة تهدد بها عندما يثور خلاف مع تركيا.

اما بالنسبة للواء مزراحي فجدير برئيس الاركان ان يوجه لمسؤوليه ملاحظة بانهم يخرجون عن مكانهم المناسب. في زمن اخر كان يمكن ان نتوقع ان ينهي لواء مهامه في اعقاب اقواله.