خبر كل اسرائيلي عميل سري.. يديعوت

الساعة 10:31 ص|16 فبراير 2009

بقلم: درور زئيفي

هذه السنة اسكن في اسطنبول، ولعلم خاطفي حزب الله انا بشكل عام اخرج من شقتي في منطقة الاستقلال نحو الارشيف في الصباح، واقرأ هناك وثائقي التاريخية المختلفة حتى ما بعد الظهيرة. وقبل الغروب اشق طريقي على طول جسر غالاتا، اتوقف احيانا لاكل السمك المشوي وانظر الى اولئك الذين يحاولون يائيسين تعذري من شيء ما، واعود الى شقتي. بين الحين والاخر اخرج للعدو على طول البوسفور، وفي الأماسي اذهب لاحتسي شيئا ما مع الاصدقاء. هذه حياتي العادية.

اكسر، يقول لي اصدقائي ثعالبة المعارك القدماء. اكسر العادة تأكد من انهم لا يلاحقونك . لا تدخل اول سيارة عمومية تقف الى جانبك. لا تحتسي شرابك في ذات البار كل مساء. اما انا المؤرخ الذي تبيض لحيته، فأبدأ بالشعور مثل جاسوس في كتاب جون لا كارا. في اسطنبول لا ينقص عملاء حزب الله المحتملين، بلحاهم، بلباس محافظ ونظرة ثاقبة في العيون. من الصعب ان تعرف من يتابعك وممن ينبغي ان تحذر. لما كانت تجربتي في هذه الامور محصورة بقراءة قصص التجسس في الطائرات، قررت ان اتخلى عن محاولة العثور على الملاحقين ونفضهم عني. فليأتوا.

ولكن هذا الوضع الغريب الذي يتعين فيه على المؤرخ في اسطنبول او الرحالة في المغرب ان يتصرفوا وكانهم عملاء سريين دفعني الى التفكير بكل المسألة. حزب الله قرر بان اسرائيل هي التي صفت عماد مغنية. وردا على ذلك يتطلع الى تنفيذ عملية ذات اعتبار – اختطاف كبير اسرائيلي، تصفية جنرال متقاعد، او ربما تفجير في سفارة او مكتب في خارج البلاد.

المسالة هي اذا كان هناك سبيل للصراع ضد ذلك غير جمع المعلومات الاستخبارية وتأهيل مواطني اسرائيل في النشاطات السرية. هل يمكن اخراج الامور من ظلمة السر وتحويلها الى امور مجسدة واكثر وضوحا؟ هل علينا ان نقول في وسائل الاعلام لحزب الله، للسوريين، للامريكيين ولكل من ينصت، ما الذي ننوي عمله؟

لا اعتقد ان هذا هو السبيل. خلافا لحماس، حيث طولبنا بان نحدد جيدا وبصوت عال ما الذي سنفعله، في الحالة الراهنة بتعذير علني كهذا، حتى قبل ان تخرج اي عملية الى حيز التنفيذ، هناك شيء ما مغرور، كفاحي ومهين، من شأنه ان يدفع حزب الله او محافل اخرى في العالم الشيعي الراديكالي الى تنفيذ عملية فقط كي يثبت بانهم لا يخافون تهديداتنا، والى الجحيم بالاقتصاد اللبناني.

الطريق الصحيح لمحاولة منع الاختطاف او العملية التالية هو الاعلان على الملأ بانه طالما يشارك حزب الله في السياسة اللبنانية وهو جزء من البرلمان والدولة، فاننا نرى في الدولة اللبنانية مسؤولة عن نشاطاته . وبالتوازي، ينبغي ان نوضح بالقنوات السرية لكل المحافل بذات الصلة من نصر الله وحتى بشار الاسد، ماذا سيكون رد اسرائيل (على فرض بالطبع ان دولة اسرائيل لا تعتزم استقبال العملية او الاختطاف بلا مبالاة).

لحزب الله مصلحة حقيقية وجدية في الانخراط في الدولة اللبنانية. هذا الانخراط يعتبر في نظره خطوة استراتيجية من الدرجة الاولى، هدفها السيطرة التدريجية على اجهزة الدولة دون حرب اهلية. قول الامور بصراحة، حتى وان كان بالسر، لن يسمح لحزب الله بالتخفي وراء الادعاء الذي اطلقه في تموز 2006 وكانه لم يقصد اضرار لبنان وفوجىء بشدة الرد الاسرائيلي وهو سيلزمه بان يفحص بعناية البدائل، وان يفهم بان سلوكه كمنظمة سرية، كدولة داخل دولة، سيكون له اثمان واضحة وباهظة في عملية اندماجه.