خبر خبراء عسكريون وسياسيون: « تل أبيب » هُزِمَت في غزة والتنافر الفلسطيني تحوّل لتجاذب

الساعة 08:39 ص|16 فبراير 2009

فلسطين اليوم : غزة (خاص)

رأى محللون سياسيون أن الحرب العدوانية على قطاع غزة مؤخراً شكّلت نقطة فاصلة ومرتكزاً أساسياً كان من الممكن استثمار مخرجاته فلسطينياًَ لصالح القضية إلا أن ذلك اصطدم بعقبات.

جاء ذلك في سياق رصد "فلسطين اليوم" آراء بعض المحللين والخبراء السياسيين والعسكريين حول معركة غزة وتداعياتها.

فقد أكد الدكتور رائد نعيرات أستاذ العلوم السياسية جامعة النجاح الوطنية أن حالة التنافر الماثلة على الساحة السياسية الفلسطينية حرمت الكل الفلسطيني من استثمار مخرجات الحرب الميدانية لصالح القضية، لكن لاحظنا بعد الحرب هدوءاً في الخطابات ولقاءات تجاذب قد تسعف المشهد السياسي الفلسطيني.

ولفت الدكتور نعيرات إلى أن البيئة السياسية والإستراتيجية التي كانت قائمة قبيل وأثناء الحرب على قطاع غزة أثّرت على الطرف الإسرائيلي ضمن عدة محاور, منها محدودية زمن العمليات وحذّر إسرائيل بعد خسارتها لهيبة الردع نتاج حرب حزيران 2006م مع حزب الله, مما دفعها لأن تكون أكثر حذراً في عملياتها العسكرية.

من جانبه، قال أنطوان شلحت من المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية - مدار -  :"إن أمن إسرائيل يرتكز إلى مدماك القوة فقط, وعليه لا يجوز قراءة معركة غزة بعيداً عن سياق تأثيرها على مفهوم القوة في سياسة إسرائيل الأمنية".

وشدد الدكتور شلحت على أن ذلك الأمر له تأثيرٌ مهـم للغاية ومن شأنه أن يراكم المزيد من الشواهد على فشل هذا المفهوم أولاً ودائماً.

من ناحيته، قال الدكتور عبد الستار قاسم أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية:" إن إسرائيل اختارت أن تشن عدوانها العسكري على قطاع غزة في أواخر شهر كانون الأول عام 2008م لأسباب مرتبطة بالانتخابات الإسرائيلية ومطامح حزبية وشخصية لقياداتها".

وأوضح أن اختيار الوقت جاء كان مقصوداً فهو جاء مرتبطاً بالفترة الانتقالية للحكم في أمريكا, وبالانقسامات الفلسطينية والعربية, وبتداعيات الأزمة المالية العالمية.

وشدد قاسم على أن هنالك تحولات متوقعة على الوضع السياسي بشكل عام سواء على الصعيد المباشر لأطراف الصراع العربي- الإسرائيلي, أو على صعيد العلاقة مع المجتمع الدولي.

ورأى أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية أن تلك التحولات المتوقعة تنبع في الأساس من نتائج المعركة العسكرية والسياسية ومدى قدرة الأطراف المعنية على توظيف هذه النتائج لمصلحتها والاستفادة منها في تقوية وتعزيز موقفها على ساحة الصراع.

وقال:" إن دراسة مستقبل الصراع السياسي في المنطقة سيعتمد على مجموعة من المدخلات الرئيسية التي ستقرر مصير الحل السياسي والمنطقة بشكل عام وأهمها المصالحة الفلسطينية وتوحيد الحكومة والسلطة, وتشكيل الحكومة الإسرائيلية, وقدرة العرب على التوحد".

بدوره، قال العميد الركن صفوت الزيات، الخبير في الشأن العسكري :"إن التخطيط العسكري للحرب على غزة جاءت في ضوء محددات ثلاثة فرضتها القيادة السياسية شملت تجنب احتلال مطول للأراضي الفلسطينية, والحد الأدنى للخسائر البشرية الإسرائيلية, وعدم خلق مستوى صراع يكون غير محتمل داخل إسرائيل أو يؤدي إلى أزمة دولية ممتدة خاصة مع الإدارة الأمريكية الجديدة".

وأضاف:" إن رئاسة الأركان الإسرائيلية ومعها القيادة العسكرية الجنوبية المسؤولة عن إدارة العملية قدّرت مدة المرحلة بحوالي 7- 10 أيام", مشيراً إلى أن إسرائيل فشلت في إنجاز قدر ملموس من أهدافها السياسية التي قدرتها لشن هذه الحرب.

من جهته، قال العميد الركن الدكتور أمين حطيط الباحث في الشؤون العسكرية والإستراتيجية :" إن الخطة العسكرية الإسرائيلية لم تحقق أهدافها الرئيسية التي انطلقت من أجلها, وكان إخفاقها كما بدا من الأداء وسجل في الميدان عائداً في جانب منه إلى طبيعة عمل المقاومة وتفاعلها مع شعبها".