الأزمة "الإسرائيلية" مستمرة..

تقرير تحليل: سيناريوهات ما بعد إعلان نتائج انتخابات الكنيست الثالثة!!

الساعة 05:38 م|04 مارس 2020

فلسطين اليوم

لا تزال الأزمة السياسية "الإسرائيلية" الداخلية تراوح مكانها، عقب فرز 97 بالمئة من أصوات الناخبين، وسط ارتفاع احتمالية أن يتمكن رئيس الوزراء "الإسرائيلي" من تشكيل الحكومة المقبلة، في حال تمكًن من استقطاب الأحزاب التي تراجعت نسبة تصويتها في جولة انتخابات الكنيست الثالثة.

وأظهرت المؤشرات الانتخابية عقب إغلاق مراكز الاقتراع "الإسرائيلية" أن الحزب اليميني بزعامة بنيامين نتنياهو تمكّن من تحقيق الفوز على منافسه "أزرق أبيض" برئاسة الجنرال السابق بيني غانتس، في حين لم يحصل على الأغلبية الحاسمة التي تهيؤه لتشكيل الحكومة.

دعم دولي واقليمي

المختص في الشأن "الإسرائيلي" حسن عبدو، يرى أن النتيجة التي حصل عليها نتنياهو هي التي كان يطمح إليها، لاسيما مع الدعم الذي تلقاه من قبل النظام الدولي الذي يقوده ترامب في تحقيق مصالحه في الشرق الاوسط، إلى جانب النظام العربي المُطبّع مع "إسرائيل".

وأشار عبدو في حديثه لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إلى أن الدعم الإقليمي والعربي كان تأثيره واضحًا على صندوق الانتخابات "الإسرائيلية"، مستدركًا أن رد سرايا القدس الأخير في العدوان على قطاع غزة، وارتفاع نسبة التصويت للقائمة العربية المشتركة في الداخل المحتل حال دون تحقيق نتنياهو النصر الكامل.

رد سرايا القدس

وأوضح أن رد سرايا القدس على التصعيد "الإسرائيلي" وجريمة إعدام الشهيد محمد الناعم من جانب، أظهرت ضعف استراتيجية نتنياهو في التعامل مع غزة، والتصويت المنقطع النظير في الداخل المحتل للقائمة العربية المشتركة من جانب أخر، وكان لهما دورًا في نسبة النتائج التي حققها نتنياهو.

وقال عبدو، إنه لا يوجد أمام نتنياهو إلا الذهاب نحو الشراكة مع أحزاب أخرى في تشكيل الحكومة "الإسرائيلية" المقبلة، والتآمر بالمزايدات الداخلية العدوانية على الفلسطينيين وتوسيع دائرة التطبيع في المنطقة العربية.

قانون منع نتنياهو من تشكيل الحكومة

ويدرس حزب أزرق - أبيض جدوى محاولة صياغة مشروع قانون سيعرض على الكنيست الجديد لمنع بنيامين نتنياهو زعيم حزب الليكود من تشكيل الحكومة المقبلة.

وحول ذلك، أضاف المختص في الشأن "الإسرائيلي"، أن نتنياهو يبحث عن 61 مقعدًا لاستكمال النصاب القانوني في تشكيل الحكومة، مبينًا أن ذلك القانون لن يكون ذو تأثير كبير على نتنياهو، لأنه يحتاج إلى قراءات وموافقات متعددة.

وتابع عبدو: "تبقى الأزمة داخل كيان الاحتلال ما قبل الجولة الثالثة من انتخابات الكنيست مشابهة لما بعد فرز النتائج النهائية، ونتنياهو يحتاج للشراكة لتشكيل الحكومة وتجاوز الأزمات الداخلية التي تأججت في الآونة الأخيرة".

اليمين يتفوّق

كسابقه، يرى المحلل السياسي تيسير محيسن، أن مشهد النتائج بعد الانتخابات "الإسرائيلية" لا يوجد فيه مساحة كبيرة من التغيير عما كانت عليه الانتخابات الماضية، لافتًا أن اليمين "الإسرائيلي" حقق مساحة أكبر في هذه الجولة.

وبيّن محيسن لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن نجاح نتنياهو يعزز الرؤية التي تتحدث عن أن المجتمع "الإسرائيلي" يسير نحو التطرف الأيديولوجي والسياسي معًا، مضيفًا أن حصول اليمين على 59 مقعدًا يؤهل نتنياهو للنجاح في تشكيل الحكومة بفرصة أكبر من المرتين السابقتين.

اخفاقات لصالح نتنياهو

كما أوضّح، أن تراجع الأحزاب التي يقودها غانتس والجنرالات أعطى مساحة من الإخفاق في المزاج العام الذي يدعم هذا التيار في الوسط الإسرائيلي، مما ينذر بانعكاسات سلبية على هذا التجمع، وإمكانية تفككه إلى مكوناته الاصلية، ويعد جانبًا إيجابيًا لصالح نتنياهو في استقطاب الأحزاب المفككة لائتلافه في تشكيل الحكومة.

وعلى صعيد تفوّق القائمة العربية المشتركة بعد الأصوات، قال، إن ذلك يعطيها فرصًا إضافية لتعزيز مكانتها في رفع صوت الكلمة العربية من ناحية حقوق للمواطنين العرب.

سيناريوهات بعد النتائج النهائية

وذكر محسن أن هناك عدة سيناريوهات قائمة بعد فرز نتائج الجولة الثالثة لانتخابات الكنيست "الإسرائيلي": أولًا، أن "ينجح نتنياهو في تشكيل الحكومة القادمة وقد زادت نسبته في هذا الاتجاه"، أما الفرصة الثانية أن يتم تشكيل حكومة مقلصة من بعض الأحزاب فيما لو تم تفكك اليسار والوسط".

أما السيناريو الثالث، فهو الذهاب لانتخابات رابعة وهذه تبقى احتمالية لكنها تقلصت إلى الحد الأدنى بعد حصول نتنياهو على 59 مقعدًا في الانتخابات.

قرار ريفلين

في السياق، قال المحلل السياسي، إن صياغة مشروع قانون لمحاولة منع بنيامين نتنياهو من تشكيل الحكومة المقبلة، يبقى احتمال قائم بضغط الأحزاب المعارضة على رئيس دولة الاحتلال ريفلين لتجاوز نتنياهو في تكليف تشكيل الحكومة، مردفًا: " الأمر مرتبط بنجاح الأصوات المعارضة لنتنياهو في تشكيل لوبي قوي لإقناع ريفلين باتخاذ القرار"

ولفت محيسن، إلى أن هذا القرار يحتاج إلى قرار وموافقة رئيس الدولة وهو صاحب الكلمة النهائية في هذا الخصوص.

ومن المتوقع أن تظهر النتائج النهائية لانتخابات الكنيست الـ 23، مساء اليوم الأربعاء، بعد أن يتم فرز أصوات الناخبين الخاضعين للحجر الصحي، ويبقي الإعلان الرسمي النهائي بعد تقديم الاعتراضات ومراجعة بعض الصناديق - في 10 مارس 2020. وفق قناة كان العبرية.

وأفادت وسائل الإعلام العبرية، أنه تم الانتهاء من فرز حوالي 97% من نسبة الأصوات، وذلك بعد فرز أصوات المغلفات المزدوجة (الغيابي)، بانتخابات الكنيست الـ23.

وقالت القناة الـ13 العبرية، إن النتائج الأولية، أظهرت تقدم حزب الليكود، بحصوله على 36 مقعدا، وهي أعلى نسبة مقاعد بالكنيست، في حين حصل حزب "ابيض أزرق" على 32 مقعدا، فيما حصلت القائمة العربية المشتركة على 15 مقعدًا.

وأضافت، أن حزب "شاس" حصل على 10 مقاعد، بينما حصل كل من  حزب "يسرائيل بيتنا" و"يهدوت هتوراه" وتحالف "العمل - غيشر - ميرتس" على 7 مقاعد لكل منهم، بينما حصل تحالف "يمينا" على 6 مقاعد.

وأشارت القناة، الى أن النتائج الأولية، تؤكد حصول تيار اليمين متدينين، على 59 مقعدا، وحصول تيار اليسار وسط عرب، على 54 مقعدا، مع بقاء حزب ليبرمان، بمقاعده الـ7 خارج التيارات.

من جانبه، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في خطابه بمناسبة فوز حزبه في انتخابات الكنيست، إنه سيدعو حلفاءه من زعماء المعسكر اليميني ليبدأ تشكيل الحكومة "الإسرائيلية"، مشيرًا إلى أن الفوز في الانتخابات كان صعبا، وأنه عازم على تشكيل حكومة قومية وقوية

وأضاف، أن "الفوز جاء خلافا للتوقعات وحان الوقت لإنهاء جولات الانتخابات والعمل على تشكيل حكومة قومية فورا".

يشار إلى أن هذه هي الجولة الثالثة التي تجرى فيها انتخابات الكنيست في "إسرائيل" خلال عام، حيث لم يتمكن أيٌ من زعيمي الحزبين الرئيسيين من الفوز بالعدد الكافي من المقاعد في البرلمان الذي يبلغ عدد مقاعده 120 في دورتي الانتخابات السابقتين.

كلمات دلالية