خبر أيمن خالد يكتب .. ماذا تريد إسرائيل من غزة ؟؟

الساعة 07:03 ص|16 فبراير 2009

لن تكون هناك هدنة طويلة، ولا فرصة لحياة نظيفة بعيدة عن غبار الحرب، ورائحة الدم والخراب، ونحن نعيش إلى جوار هذا الكيان، سواء أكان اتفاق معه أم لا، فالحياة القادمة، هي الحياة السابقة، والعلاقة بين غزة وبين الاحتلال، هي كما كانت عليه، لن تُبدل فيها المواثيق الدولية الظالمة أي شيء، ولن تتغير سوى بعض التفاصيل، وتعداد الأيام والشهور، واما الجرح النازف فهو نازف، لأن التئامه منوط بمتغيرات تبدل المنطقة وتخرج هذا الكيان منها.

إسرائيل تريد من غزة كل شيء، هذه هي المعادلة التي تحكم الصراع الآن، والتي حكمته بالأمس، والتي ستحكمه في المستقبل، فعندما تتعامل مع العقل الصهيوني تكتشف أن العلاقة القائمة بين هذا العقل والمنطقة يحكمها الصراع فقط، بأن يتم حسمه لصالح أحد الطرفين، ولا يمكن بينهما إجراء أي اتفاق أو تفاوض ناجح،  أو مكتمل مع التحفظ على العبارة.

بالتالي ليست هناك معايير أو مساحة محددة يمكن أن يقف عندها العقل الصهيوني الذي وجوده في المنطقة متناقض مع المنطق ذاته، لذلك، فإن أي اتفاق يتم بين الفلسطينيين وهذا الكيان، سواء أكان اتفاق هدنة أو غير ذلك، فإن الثابت الوحيد فيه، هو ما يلزم فيه الطرف الفلسطيني نفسه، من خلال ذلك الاتفاق، وأما الكيان الصهيوني فلا شيء يلزمه، إلا وجود قوة رادعة تستطيع أن تعاقب هذا الكيان بشكل فوري ومؤثر، وبدون هذه القوة، فإن أي اتفاق هو ليس أكثر من موافقة لهذا الطرف الفلسطيني أو ذاك، بالالتزام من جانب واحد، لأن الكيان الصهيوني الذي موجود خلاف المنطق، لن يلزم نفسه بالمنطق الذي يناسبنا نحن.

بإمكاننا أن نذهب إلى أي اتفاق نريد، وبإمكاننا أن نصنع ما نشاء من أمنيات، ونخطط كما نشاء، ولكننا في نهاية الأمر سوف نقف بين قوى ضامنة،  ضمانتها شكلية لا غير، لأن كل شيء سيبدو مختلفاً عندما تريد أن تتعامل مع هذا العدو، فاللغة والمفردات والنصوص والتفسيرات كلها متبدلة، فدائما هناك قراءة صهيونية لأي اتفاق، ودائما هناك رواية صهيونية لأي جريمة يرتكبها هذا العدو، وهناك رواية سيبرر من خلالها ما يشاء، والعالم غير معني بالاستماع إلينا.

ماذا تريد إسرائيل من غزة؟؟ هي تريد أن يبتلعها البحر، وعلى غزة أن تصارع الموج طوال العمر.. وكفى.