خبر إسرائيل « تغرق » السوق الفلسطيني ببضائعها المعدلة وراثياً!!

الساعة 06:57 ص|16 فبراير 2009

فلسطين اليوم

في السنوات القليلة الماضية ظهرت على السطح قضية ما يعرف بـ« التعديل الوراثي »، الأمر الذي أدى إلى مناقشة هذه القضية في المحافل العلمية والاقتصادية والدينية في عدد كبير من المجتمعات الإنسانية،لا سيما في الدول المتقدمة، وتحديداً في أميركا ودول الاتحاد الأوروبي والصين واليابان وغيرهما من الدول.

الجدل حول الأغذية المعدلة وراثياً اتسع بعد صدور تقارير حذرت من ارتفاع نسبة الأمراض المرتبطة بالغذاء عشر مرات منذ بدء استخدام تلك الأطعمة في عام 1994، حيث تم رصد 250 إصابة مجهولة الأسباب نهاية عام 2000، تتفاوت أعراضها بين الإسهال وتسمم الدم أو الإجهاض وحدوث اضطرابات مزمنة في التنفس والجهاز العصبي، مع الإشارة إلى أن الأبحاث في هذا الإطار لا تزال مستمرة، خاصة وأن الآثار السلبية المترتبة على استخدام هذه التكنولوجيا قد تحتاج لفترة طويلة لكي تظهر.

هذا الاهتمام الذي صاحبه ذلك الجدل طرحت جملة أسئلة بشأنه مثل: هل يعتبر القيام بالتعديل الوراثي أمر جيد للإنسان والزراعة؟ وهل هذا العمل سيجعل العالم يحد أو ينهي أزماته الاقتصادية، وبالتالي يخفف من نسب الفقر التي تعصف بكثير من المجتمعات البشرية،خاصة النامية منها؟ وكذلك، ما هي الآثار المستقبلية للتعديل الوراثي على الإنسان والنبات تحديداً؟. هذا من حيث الإطار العام. أما بخصوص الحالة الفلسطينية،فسيجيب هذا التحقيق على مدى وجود « التعديل الوراثي » في فلسطين، وما هي الأسباب في وجود ذلك،إذا كانت الإجابة بنعم؟ وما هي المخاطر والأبعاد؟ إلى جانب التطرق إلى الحلول والآليات المناسبة للحد أو للقضاء على مثل هكذا مخاطر؟.

وقبل الخوض في صلب الموضوع يتوجب التطرق بداية إلى ماهية التعديل الوراثي، حيث إن معظم التعريفات تتفق وتُجمع بأنه عبارة عن « نقل جين أو مورث من كائن حي إلى كائن حي آخر بواسطة طرق الهندسة الوراثية ». هذه الطرق تتمثل في قطع جين من هذا الكائن ودمجه في الكائن الآحر إما عن طريق ناقلات بيولوجية كالفيروسات والبكتيريا أو من خلال حقن مباشر ،بحيث يندمج هذا الجين الجديد في الكائن المستَقِبِل، وهذا الكائن الجديد يصبح معدل وراثياً أو مُحور وراثياً.

يؤكد المهندس فؤاد أبو سيف مدير البرامج الزراعية في اتحاد لجان العمل الزراعي أن وجود مواد « معدلة وراثياً » في السوق الفلسطيني تصل إلى حد الظاهرة الخطيرة والمقلقة، منوهاً إلى أن هذه المواد تأتي في الغالب من (إسرائيل)، بنسبٍ كبيرة، أو من خلال الاستيراد من الدول الأجنبية.وأوضح أن (إسرائيل) تقوم بالتعديل الوراثي للعديد من البذور والنباتات واللحوم والذرة والدواجن والصويا والذرة وغيرها،ومن ثم تصدر نسبة منها إلى السوق الفلسطيني لتجريبها من جهة، ولتسويقها من جهة أخرى.

ويكشف تقرير أصدره اتحاد لجان العمل الزراعي أن الجامعة العبرية في « إسرائيل » قامت بتجربة التعديل الوراثي على « دجاج » من خلال تغيير الجينات الوراثية له، وذلك في العام الماضي .

الخطير في هذا الأمر أن هذا الكائن المعدل وراثياً يستهلك في أسواقنا العربية والفلسطينية دون معرفتنا بذلك. هذا الدجاج المشوه (وفق التقرير) يغري المستهلك المسكين بحجمه وكثرة لحمه وهو لا يدري كمية ما ملأ بطنه وجسمه من هذه الهرمونات المتسببة في اخطر الأمراض الموجودة في هذا العصر.

وما هو مفاجئ أيضاً (كما يبين تقرير الاتحاد) أن هذه التجربة موجودة منذ زمن في أميركا والمستفيد من هذا الإنتاج غير الطبيعي شركات عالمية مشهورة كشركة كنتاكي وهارديز وماكدونالدز ولكن بتلاعب اشد من ذلك، حيث قاموا بتعطيل جينات الريش والأجنحة وجين تكوين الشحم وجين الأحشاء الداخلية ،فكان ما أنتجوه مخلوقاً يشبه الدجاج ، حي يتنفس ولا يتحرك(حالة بين الموت والحياة) بقلب صغير وبالكاد يساعد هذا المخلوق على البقاء فترة وجيزة ليكبر حجمه بالتغذية المباشرة لأيام قليلة . هذا الدجاج المشوه بهذه المواصفات يسهل عمليات التنظيف ويقلل التكاليف ويزيد الأرباح ويغري المستهلك/فيبتاعه دون أن يعلم أن السم في الدسم أحياناً.

ومما يزيد الأمر خطورة أكثر صعوبة التعرف على أن هذه المواد المختلفة معدلة وراثياً،الأمر الذي دعا عدد من المؤسسات الوطنية الفلسطينية للإسراع في تشكيل « لجنة وطنية » على مستوى فلسطين التاريخية، لمتابعة هذه الظاهرة الخطيرة،وحصر الكائنات المعدلة وراثياً في السوق الفلسطيني، وبالتالي مواجهة هذه الظاهرة والحد منها، وفضح كل من يساهم مع الاحتلال في نشرها بالسوق الفلسطينية، سواء أكانوا تجاراً، أو باحثين أو أكاديميين،حيث يبين المهندس أبو سيف أن عدد من الباحثين والأكاديميين في بعض الجامعات الفلسطينية ينسق ويتعاون ويشترك مع خبراء وعلماء إسرائيليين من الجامعات الإسرائيلية في هذا المجال.

ويبين أبو سيف أنه تم الاتفاق ما بين أعضاء اللجنة على حصر مجموعة من الأهداف العامة التي ستسعى اللجنة لتحقيقها، أهمها: وضع قضية الأغذية المعدلة وراثياً على طاولة الجهات الرسمية والأهلية من أجل محاصرتها ومنعها، وحشد الرأي العام المحلي ضد هذه المنتجات بكل أنواعها، وعقد ورش عمل واجتماعات وإصدار نشرات ودوريات خاصة بالكائنات المعدلة، وتشكيل قوه ضغط على المستوى الرسمي لمنع السماح بالتعامل مع هذه المنتجات،وجمع وحصر المنتجات المعدلة الموجودة في الأسواق الفلسطينية، وجمع أكبر قدر من المعلومات حول الاختبارات التي تجرى على هذه الكائنات وخاصة تلك التي تجريها (إسرائيل) وتعمل على اختبارها في الأسواق الفلسطينية،إلى جانب التوقيع على وثيقة تمنع توزيع أي مواد غذائية ضمن برامج ومشاريع المؤسسات الأهلية التي تحتوي على كائنات معدلة وراثياً.

ولتحقيق هذه الأهداف أكد المهندس أبو سيف أنه سيتم اتباع آلية عمل واضحة ومحددة،كحصر ومسح المنتجات المعدلة وراثيا في فلسطين،استهداف رياض الأطفال والمدارس وذلك لنشر الوعي اللازم وتحذيرهم من مخاطر الكائنات المعدلة وراثياً، التركيز على الأسر كمستهلكين وزيادة توعيتهم حول هذا الموضوع الهام،التركيز على المجلس التشريعي وذلك لحماية حقوق المواطن وسن التشريعات التي تلزم وكلاء تلك الشركات المستوردة للأغذية بالقوانين.