الجولة الأخيرة حملت رسائل مزدوجة

حوار خبير روسي: المقاومة "حجر العثرة" أمام صفقة القرن والجولة الأخيرة "صدمت" المستويات الإسرائيلية

الساعة 12:39 ص|28 فبراير 2020

فلسطين اليوم

  • المقاومة في قطاع غزة هي "حجر العثرة" أمام تطبيق "صفقة القرن"
  • ردَّ المقاومة الأخير أعطى دلالة واضحة لجميع الأطراف بما فيها الإسرائيلية والأمريكية على صعوبة تطبيق الصفقة
  • ترامب ونتنياهو يواجهان معضلة كبيرة بعد إعلان الصفقة تتمثل في سؤال: كيف سنطبق الصفقة؟!
  • الجيش الإسرائيلي يحاول التصعيد مع المقاومة في قطاع غزة، وفحص جهوزيتها، وتوصل لنتيجة أنَّ مقاومة غزة صعبة
  • الرد كان مفاجئاً لنتنياهو والمستويات العسكرية والأمنية الإسرائيلية
  • "صفقة القرن" بمثابة "الزناد" تعطي نتنياهو "الضوء الأخضر" لاستخدام القوة تجاه القطاع لكن للإسرائيليين يدركون شراسة مقاومتها
  • الجولات الاخيرة خالفت توقعات نتنياهو وافضت إلى نتائج مغايرة للأهداف الإسرائيلية
  • رد الجهاد الإسلامي على قصف دمشق أظهر دورها الفاعل في المحور وأظهر قوة الترابط بين فلسطين وسورية
  • صمت الجهاد الإسلامي عن قصف دمشق كان سيكلفها الكثير وأوله جرأة العدو على استهدافها في الخارج

 أكَّد مدير مركز التحليل الاستراتيجي والسياسي في روسيا دينيس كوركودينوف أنَّ المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة هي "حجر العثرة" أمام تطبيق "صفقة القرن" الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية، مشدداً على أنَّ ردَّ المقاومة الأخير أعطى دلالة واضحة لجميع الأطراف بما فيها الإسرائيلية والأمريكية على صعوبة تطبيق الصفقة.

وأوضح دينيس كوركودينوف في حوارٍ مع "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" أنَّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتيناهو يواجهان معضلة في أعقاب إعلانهم عن الصفقة، تتمثل في كيفية تطبيق الصفقة في ظل المعارضة الشديدة من قبل الفلسطينيين، وفي ظل وجود مقاومة فلسطينية قوية تمنع تطبيق الصفقة.

وقال: واشنطن وتل أبيب تواجهان صعوبة كبيرة ومعضلة قائمة تتعلق بآليات والكيفية التي سيجري فيها تطبيق صفقة القرن (..) نتنياهو وترامب يدركان صعوبة تطبيق "صفقة القرن" في ظل وجود المقاومة المسلحة في قطاع غزة.

ويرى دينيس كوركودينوف أنَّ المقاومة الفلسطينية هي التي تمنع تنفيذ خطة ترامب _ نتنياهو، مشيراً إلى أنَّ "إسرائيل" تحاول التصعيد مع المقاومة في قطاع غزة، وفحص جهوزيتها، وتوصلت خلال الجولة الأخيرة لنتيجة أنَّ مقاومة غزة صعبة.

وأوضح أن ردَ المقاومة الأخير وقصفها المستوطنات المحاذية لقطاع غزة بعشرات القذائف الصاروخية أفشل محاولة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تثبيت قواعد اشتباكٍ جديدة تقوم على التغول على الفلسطينيين مع تحييد المقاومة عن تلك الاعتداءات، مشدداً على أنَّ الرد كان مفاجئاً لنتنياهو والمستويات العسكرية والأمنية الإسرائيلية.

وأضاف: لدى إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنود "صفقة القرن"، شعر بنيامين نتنياهو بفرصة مواصلة الضغط على المقاومة الفلسطينية للتأكيد على موقفه الثابت من فلسطين وهي أنها دولة إسرائيلية، والتأكيد على التزامه بالسياسة الأمريكية الهادفة إلى خلق جو من التوتر الإقليمي.

وتابع: "صفقة القرن" كانت بمثابة "الزناد" لتصعيد الصراع في قطاع غزة، إذ أعطى دونالد ترامب تل أبيب "الضوء الأخضر" لاستخدام القوة تجاه القطاع، ومع ذلك لم تتوقع إسرائيل أن تواجه رفضاً قاسياً من المنظمات الفلسطينية التي ردتْ بشكل قاسٍ وحازم وموحد.

واردف: لوح الوزير الإسرائيلي وعضو المجلس الوزاري الأمني المصغر يوفال شتاينتس أواخر العام الماضي 2019 عن خطط "تل أبيب" لإطلاق عملية برية واسعة النطاق في قطاع غزة، وعلى الرغم من تلك التهديدات، إلا أنَّ ذلك لم يحصل، وهم يدركون نتائج عملية عسكرية واسعة في ظل وجود مقاومة قوية ومنظمة في غزة.

وذكر أنَّ الجولات الأخيرة خالفت توقعات بنيامين نتنياهو، وافضت إلى نتائج مغايرة للأهداف الإسرائيلية المتعلقة بمحاولة الاحتلال تثبيت قواعد اشتباكٍ جديدة، إلى جانب افشال محاولة نتنياهو أحداث شرخ بين الفصائل.
ويرى دينيس كوركودينوف أنَّ فصائل المقاومة الفلسطينية التي ستزور القاهرة، ستوصل رسالة واضحة انها لن تقبل بالاعتداءات الإسرائيلية، وستظهر أكثر تصميماً على المقاومة المشتركة لـ"إسرائيل" بأي ثمن.

وذكر الخبير الروسي أنه رصد أنَّ الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة والذي أدى لاستشهاد محمد علي الناعم عزز من وحدة الفصائل الفلسطينية، مستدلاً بتصريحات الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي مصعب البريم "هناك إجماع بين فصائل المقاومة على الرد على العدوان الإسرائيلي"، إلى جانب ادانة حركة فتح بقيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيان صحفي "الحادث الإجرامي الذي ارتكبته القوات الإسرائيلية"، إلى جانب تصريحات إيجابية من حركة حماس على لسان فوزي برهوم.

وأشار إلى أنَّ الأجنحة العسكرية أظهرت الرد على العدو الإسرائيلي كجبهة موحدة، إذ ردتْ سرايا القدس، إلى جانب الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، ولواء الشهيد أحمد أبو الريش، وفصائل أخرى، مشيراً إلى أنهم منعوا العدو الإسرائيلي من التغول في دماء الفلسطينيين.

وعن ردِ سرايا القدس على القصف الإسرائيلي الذي استهدف دمشق، قال: الجهاد الإسلامي أظهرت أنها عضواً فاعلاً في المحور، وردتْ على استهداف مواقعها في دمشق، وأظهرت وحدة الدم والعقيدة بين فلسطين وسورية، مشدداً على أنها لم تكن لتصمت أمام العدوان على دمشق لأن ذلك كان سيكلفها الكثير وأوله جرأة العدو على استهدافها في الخارج.

 

كلمات دلالية