تقرير تحليل: سرايا القدس كَبَدت الصهاينة خسائر مادية ونفسية وسياسية

الساعة 10:19 ص|26 فبراير 2020

فلسطين اليوم

أجمع محللان سياسيان على أن جولة سرايا القدس الأخيرة مع "إسرائيل" كبّدته خسائر على المستوى الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، فيما تمكّنت المقاومة من خلق معادلة جديدة من الردع بالتحكم في مجريات الميدان.

ويأتي رد سرايا القدس عقب الجريمة التي نفذها الاحتلال "الإسرائيلي" بإعدام الشهيد محمد الناعم والتنكيل بجثمانه في مشهد دامي يدلل على وحشية وإجرام العدو الصهيوني.

عناصر القوة والضعف

ويرى المختص في الشأن الأمني، محمد أبو هربيد، أن سرايا القدس والمقاومة الفلسطينية دائمًا تواكب التطور العسكري، مشيرًا إلى أن ذلك يأتي نتاجًا لوجود رؤية لدى المقاومة مبنية على مشروع التحرير، إلى جانب خوضها عشرات المعارك في مقارعة الاحتلال.

وقال أبو هربيد لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن مهمة المقاومة لا تقتصر فقط على تصنيع الصواريخ والسلاح والعتاد العسكري، بل تقرأ الواقع وأرض الميدان جيدا، بالإضافة إلى قراءة عناصر القوة وعناصر الضعف لدى العدو الصهيوني، لافتا أن المقاومة لديها إمكانيات معلوماتية وهندسية وتفهم التركيبة الاجتماعية والنفسية للجمهور الإسرائيلي.

الحاضنة الشعبية

وأضاف أن المعطيات السابقة، أدى لنقلة نوعية في الجولة الأخيرة لسرايا القدس والمقاومة مع الاحتلال "الإسرائيلي"، مبينًا أن الحاضنة الشعبية الداعمة للمقاومة شكلت درعًا حقيقيًا لها وساندتها في تحقيق النصر على الاحتلال في الجولة الأخيرة.

وأشار أبو هربيد، إلى سرايا القدس تمكّنت من تكبيد الاحتلال خسائر مادية ونفسية، وأيضًا على المستوى السياسي الداخلي، وعلى صعيد سمعة الكيان الصهيوني الذي يتغنى بأنه أقوى جيش في الشرق الأوسط، مؤكدًا أن المستقبل سيثبت مدى قوة المقاومة على أرض الميدان.

قرار مرجوج

وتابع:" المقاومة نجحت في التعرف على نقاط الضعف لدى العدو واستطاعت استثمارها بالقدر الكافي الذي يرفع مستوى المقاومة في تثبيت قواعد الاشتباك لصالحها، وأظهرت العدو في مظهره الضعيف، لا سيما المدة الزمنية القليلة قبيل الانتخابات العامة، والتي بدورها تمثل نقطة قوة للمقاومة".

وأوضح المختص الأمني أن المجتمع "الإسرائيلي" مجتمع ضعيف وهشّ، إضافة إلى أن النظام السياسي "الإسرائيلي" غير مستقر، لافتًا أن القرار السياسي الذي يقدم للجيش "مرجوج" لأن نتنياهو يبحث عن مكاسب انتخابية، بينما الجيش يشعر بعدم الاستقرار والأمن.

فترة حساسة

وحذّر أبو هربيد، من أن الفترة المقبلة حساسة بالنسبة للمقاومة، ويجب أن تكون على وعي وحذر شديدين ودقيقة في تحركاتها، فالاحتلال لن يصمت طويلًا أمام صواريخ المقاومة، موضحًا أن العدو مجروح ومن الممكن أن يجري عملية عسكرية مباغتة لهدف او باغتيال.

وأردف: "يجب أن تكون الجولات مع الاحتلال متباعدة وقليلة، كي تعيد المقاومة تجهيز نفسها لما هو قادم".

ترتيب الأوراق

وشدد على ضرورة الحفاظ على حالة التماسك الداخلي والاستعداد جيدًا للمرحلة المقبلة، إلى جانب إعادة تجديد الدماء وترتيب أوراق المقاومة والاستفادة من نقاط القوة والضعف في الجولة الأخيرة، مشيرًا إلى أنه بعد الانتخابات ستكون الصورة أوضح بعد تشكيل الحكومة "الإسرائيلية" بما يتعلق بأي عمليات عسكرية في غزة.

وبلغت التكلفة الإجمالية لصواريخ القبة الحديدية التي استخدمت خلال عملية "بأس الصادقين"، في محاولة اعتراض صواريخ المقاومة الفلسطينية التي أطلقت من قطاع غزة نحو 20 مليون دولار. وفق وسائل الاعلام العبرية.

الضوء الأخضر

بدوره، أكد المختص في الشأن "الإسرائيلي" حسن عبدو، أن سرايا القدس كسبت الجولة في التصعيد الأخير في غزة وخسر رئيس الوزراء "الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الحرب نفتالي بينت إلى جانب زعماء اليمين الذين شاركوا في التهديدات وشن العدوان على قطاع غزة.

وبيّن عبدو في حديثه لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الجريمة التي اقترفها الاحتلال في غزة، أعطت الضوء الأخضر لسرايا القدس للرد بحجم الجريمة، مشيرًا إلى أن الحاضنة الشعبية للمقاومة طالبت سرايا القدس بالرد على الجريمة بشكل لا يؤدي لمواجهة واسعة.

شلل تام

وأوضح أن رد سرايا القدس، عطّل الحياة اليومية في مستوطنات غلاف غزة وأصاب المدن "الإسرائيلية" القريبة من القطاع بالشلل التام، مبينًا أنه سيحرم نتنياهو وبينت من الحصول على إنجازات بكسب أصوات في الانتخابات العامة المزمع عقدها الأسبوع المقبل.

وأكمل عبدو قائلًا: "رد سرايا القدس وضع تهديدات الاحتلال على المحك وأثبت أنها فارغة المضمون ولا قيمة لها أمام الرأي العام "الإسرائيلي"، وتراجعت نسبة الرضا العام عن أداء الجيش وأظهر أن غزة ليست مردوعة، وما قامت به المقاومة جاء إدراكًا لأهمية الوقت لدى الاحتلال وعجزه عن الذهاب لمواجهة واسعة بسبب اقتراب موعد الانتخابات، لذلك كان التراجع من قبل نتنياهو ووزير الحرب واضحًا".

فرصة المقاومة

واستبعد المختص في الشأن "الإسرائيلي"، أن يرد الاحتلال على الضربة التي تلقاها في الجولة الأخيرة، لاسيما أنه مقبل على انتخابات ويحتاج للهدوء في تمرير الانتخابات بأي طريقة، مستدركًا: "إذا أقدم الاحتلال على عملية في غزة، ستكون هذه فرصة للمقاومة بالرد وتأجيل الانتخابات ما يكلف الاحتلال إطالة زمن الأزمة العميقة التي يعيشها في المجتمع الإسرائيلي".

معركة بأس الصادقين

الجدير بالذكر أن المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي قادت معركة "بأس الصادقين" منذ صباح يوم الأحد (23-2-2020) عندما انتشر مقطع فيديو اعدام الشاب المجاهد محمد الناعم شرق خانيونس والتنكيل بجثته بشكل وحشي واجرامي.

وانتهت معركة "بأس الصادقين" عندما أعلنت سرايا القدس عن وقف إطلاق النار الساعة الـ11:30 ليلًا من يوم الاثنين (24-2-2020)

وأمطرت سرايا القدس مستوطنات الاحتلال الإسرائيلي في "غلاف غزة" بعشرات القذائف الصاروخية، ما أسفر عن وقوع عدد من الاصابات في صفوف المستوطنين بجراح طفيفة وحالات هلع، وتسببت بتعطيل الحياة في المغتصبات الصهيونية.

كلمات دلالية