خبر ليفني تخيّر نتنياهو بين التناوب على رئاسة الحكومة أو بقاء كديما في المعارضة

الساعة 12:28 م|15 فبراير 2009

فلسطين اليوم: وكالات

تعقد الكتلة البرلمانية لحزب كديما اجتماعا، بعد ظهر اليوم الأحد، للتداول في الخطوات التي سيتخذها الحزب في إطار المفاوضات الجارية الآن لتشكيل حكومة جديدة في إسرائيل.

وأفادت تقارير صحفية بأنه تزايدت الأصوات داخل هذا الحزب التي تدعو رئيسته، تسيبي ليفني، إلى عدم المشاركة في حكومة برئاسة زعيم الليكود، بنيامين نتنياهو، كذلك ينصح قياديون في كديما ليفني بأن تدرس بجدية بقاء الحزب في صفوف المعارضة.

من جانبه قال القيادي في كديما ووزير الأمن الداخلي، أفي ديختر، للإذاعة الإسرائيلية العامة، صباح اليوم، إن "كديما لن يشارك في حكومة لا ترأسها ليفني، و الحد الأدنى الذي يطالب به كديما هو التناوب بين ليفني وبين رئيس الليكود نتنياهو لأن كديما حصل على عدد أصوات أكبر من الليكود".

وأسفرت النتائج النهائية غير الرسمية للانتخابات العامة الإسرائيلية، التي جرت يوم الثلاثاء الماضي، عن حصول كديما على 28 مقعدا في الكنيست مقابل 27 مقعدا لليكود. لكن مجموع المقاعد التي حصلت عليها كتلة أحزاب اليمين بلغ 65 مقعدا، من أصل 120 مقعدا في الكنيست، الأمر الذي يجعل احتمالات ليفني بتشكيل حكومة ضئيلة ويرفع احتمال تشكيل نتنياهو للحكومة المقبلة.

من جهة ثانية، أفادت صحيفة معاريف، اليوم، بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية، أيهود أولمرت، نصح ليفني، خلال لقاء بينهما في تل أبيب، الخميس الماضي، أن "اذهبي إلى المعارضة وسوف تفوزين في الانتخابات المقبلة". وبحسب الصحيفة فإن ليفني باتت مقتنعة بعدم المشاركة في حكومة يمين برئاسة نتنياهو وأنها ستحاول إقناع كتلة الحزب بذلك.

لكن يبدو أن صراعا دائرا داخل كديما حول الانضمام لحكومة برئاسة نتنياهو. وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم، أن غريم ليفني في الحزب، الوزير شاؤل موفاز، والقيادي في كديما الوزير زئيف بويم، وعدد من الوزراء من معسكر موفاز التقوا يوم الخميس الماضي بهدف بلورة خطوات هذا المعسكر من مسالة التحالفات. لكن موفاز و بويم رفضا التطرق إلى مضمون الاجتماع.

رغم ذلك، نقلت يديعوت أحرونوت عن قيادي رفيع في معسكر موفاز انتقاده الشديد لسلوك ليفني ومساعديها وخصوصا مستشارها الإستراتيجي أيال اراد. وقال القيادي إنه "إذا كانت (ليفني) فعلا تتمتع بمسؤولية وتعتقد أنه يحظر ترك الدولة في أيدي حكومة يمين متطرف ، فانضمي إذاً لحكومة كهذه وكوني الصوت المعتدل والعقلاني فيها". وأضاف أن "المشكلة هي أن أيال أراد يدخل في رأسها أن بإمكانها أن تكون رئيسة حكومة بعد سنة، و لذلك هي تعارض أن تكون شريكة في حكومة نتنياهو".

و رأى المقرب من موفاز أن مصلحة إسرائيل تقضي بتشكيل حكومة وحدة برئاسة نتنياهو ومشاركة كديما. وقال إنه "بدلا من تشكيل خطر على الدولة، عليها (أي ليفني) أن تضح الأنا جانبا وتحمل المسؤولية، لكنها في حالة اندفاع جنوني من أجل أن تكون رئيسة حكومة ولذلك لا يهمها شيئا". وتجدر الإشارة إلى أن نتنياهو، بحسب تصريحات مقربين منه لوسائل الإعلام، مستعد لمنح حقيبتي الخارجية لليفني والدفاع لموفاز.

من جهة أخرى، ذكرت يديعوت أحرونوت أن حزب "إسرائيل بيتنا" برئاسة افيغدور ليبرمان، يسعى إلى التوسط بين الليكود و كديما من أجل تشكيل حكومة وحدة، و أضافت الصحيفة أن التقديرات تشير إلى أن ليبرمان لن يوصي أمام الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيرس، بتكليف نتنياهو أو ليفني بتشكيل حكومة مقبلة وإنما سيوصي بتشكيل حكومة وحدة تضم الأحزاب الثلاثة الكبرى، الليكود و كديما و"إسرائيل بيتنا". وقال قياديون في "إسرائيل بيتنا" إن ليبرمان سيظهر "أداء رسميا و مسؤولا" و سيوصي أمام بيرس بأن يشكل نتنياهو و ليفني سوية حكومة وحدة.

و اعتبر رئيس طاقم المفاوضات الائتلافية في "إسرائيل بيتنا"، عضو الكنيست ستيس ميسيجنيكوف، أنه "ينبغي على ليفني و نتنياهو الدخول إلى غرفة حتى يخرج الدخان الأبيض، مثلما يتم انتخاب البابا، واتخاذ قرار من منهما سيقود الدولة. ورغم ذلك فإني لا أؤمن بحكومة تناوب". وأضاف أنه "بالإمكان تشكيل حكومة كهذه استنادا إلى خطوط عريضة تتفق عليها الأحزاب الثلاثة، وكل من يرغب بالانضمام إلى حكومة كهذه، من ميرتس وحتى شاس (أي الأحزاب الصهيونية)، سيكون بإمكانه الانضمام".

و رأى عضو الكنيست الجديد عن "إسرائيل بيتنا" والسفير الإسرائيلي السابق في واشنطن، داني أيالون، في حديث ليديعوت أحرونوت أن ثمة قاسما مشتركا بين الأحزاب الثلاثة الكبرى في المجال السياسي – الأمني، وخصوصا في الموضوع الإيراني، وفي القضايا المدنية، مثل تغيير طريقة الحكم، وأضاف أن "هذا سيكون الأساس الذي ستقوم عليه الحكومة المقبلة".

ويقضي ليبرمان في هذه الأثناء إجازة في مدينة مينسك، عاصمة روسيا البيضاء، وسيعود إلى إسرائيل يوم الأربعاء المقبل، وهو اليوم الذي ستعلن فيه النتائج النهائية الرسمية للانتخابات العامة وسيبدأ فيه بيرس المشاورات حول التكليف بتشكيل حكومة.

كذلك قرر حزبا شاس و يهدوت هتوراة أن يؤيدا تشكيل حكومة وحدة، برئاسة الليكود وبمشاركة كديما، حتى لو كان ذلك على حساب تنازل شاس عن حقائب وزارية هامة. وحاول موفاز إقناع الزعيم الروحي لشاس، الحاخام عوفاديا يوسف، بانضمام شاس لحكومة برئاسة ليفني، لكن شاس رفضت ذلك. وفي المقابل أبلغ يوسف رئيس شاس، الوزير أيلي يشاي، بالتنازل عن حقائب وزارية هامة من أجل إتاحة الفرصة أمام انضمام كديما لحكومة ليكود.

و في غضون ذلك خرق عضو الكنيست عمير بيرتس الهدوء النسبي الذي ساد في حزب العمل بعد انهياره في الانتخابات. وأعلن بيرتس خلال مقابلة أجرتها معه القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي، أمس، عن أنه يعتزم المنافسة على رئاسة حزب العمل، و طالب بيرتس رئيس العمل، أيهود باراك، بالتنحي عن رئاسة الحزب.