خبر فلتعرق حماس.. معاريف

الساعة 10:01 ص|15 فبراير 2009

بقلم: عميت كوهين

بعد اسابيع من الخطابة الحماسية، في محاولة لخلق صورة موهومة من النصر، صفع الواقع وجه حماس. اتفاق التهدئة، اذا ما وعندما سيوقع، لن يكون افضل من ذاك الذي حصلت عليه حماس قبل "رصاص مصهور". اكثر من الف غزي قتلوا عبثا، القطاع تلقى ضربة لم يشهد لها مثيل فقط كي تساوم حماس، في نهاية المطاف، على معظم مطالبها.

وفد حماس الذي سافر الاسبوع الماضي الى القاهرة برئاسة محمود الزهار، خطط لعقد صفقة بسرعة. ومع انت الزهار يعتبر احد الشخصيات المتطرفة في حماس، عمليا يدور الحديث عن شخص براغماتي. اتفاق التهدئة السابق مثلا فرضه الزهار على باقي رفاقه. وهذه المرة ايضا اعلن الزهار بشكل واضح لا لبس فيه بان التهدئة هي مصلحة فلسطينية عليا. ولشدة مفاجأتهم، اكتشف قادة حماس بان اسرائيل ومصر بالذات لا تسارعان الى قبول كل المطالب التي وصلت من غزة ومن دمشق.

مسؤولو حماس كانوا أول من اعترف بان الاتفاق – اقل جودة من ذاك الذي رغبت فيه حماس – قد تم ووقع، ويوشك على ان يعلن. في اللحظة الاخيرة قررت اسرائيل التراجع، لان حماس طلبت وقف نار لفترة زمنية  محدودة. حتى هذا التقييد، الذي يمتد لسنة ونصف، هو تنازل من حماس، التي طلبت فترة اقصر. اضافة الى ذلك وافقت حماس على أن تتحكم اسرائيل بمستوى معين وبطبيعة البضائع التي ستدخل الى غزة.  بمعنى انه لا يوجد هنا ازالة مطلقة للحصار، كما طلبت حماس بحزم. ذات البضائع كان يمكن لحماس أن تحصل عليها السنة الماضية، لو أنها فرضت اتفاق التهدئة السابق بشكل افضل.

صحيح حتى الان فشلت حماس في تحقيق اهدافها حتى حيال المصريين. خلافا للمطالب السابقة، فان معبر رفح لن يفتح بالتوازي مع التهدئة. والمصريون وعدوا بالجلوس مع حماس وايجاد آلية تسمح بفتح المعبر. وعد مشابه حصلت عليه حماس ايضا قبل اتفاق التهدئة السابق، ولكن الوعد، كما هو معروف، لم ينفذ. لا يمكن لاحد أن يتعهد بان يكون المصريون أسرع هذه المرة. فضلا عن ذلك، خلافا لتهديدات مشعل ورفاقه في القيادة، فان حماس مستعدة الان لتواجد مراقبين دوليين في المعابر.

رغم التأخيرات، فان التقدير في الجانب الفلسطيني هو ان اتفاق التهدئة سيتحقق في الايام القريبة القادمة، ولا سيما لان حماس معنية بذلك. براغماتية الحركة الاسلامية المتطرفة تدفعها الى الفهم بان هذه قد تكون الفرصة الاخيرة لتحقيق الهدوء بل وتحرير السجناء. حكومة اسرائيل الحالية معروفة ، خيرا كان ام شرا. كل اقتراحاتها توجد على الطاولة. اما سلوك الحكومة القادمة، ولا سيما حكومة اليمين، فهي مجهول تفضل حماس الا تتصدى له.