خبر تحدي معاليه ادوميم.. هآرتس

الساعة 09:54 ص|15 فبراير 2009

بقلم: نداف شرغاي

عندما يتكرر مصطلح الوحدة على افواه الجميع كعبارة روتينية، يكون امام الحكومة الجديدة تحد يتعلق بالاجماع الوطني، حتى ان ترتبت عليه مجابهة مع الولايات المتحدة: بناء الاف الوحدات السكنية في المنطقة الواقعة بين معاليه ادوميم والقدس وتنفيذ الربط الذي يكثر الحديث حوله بين المنطقتين (مشروع E-1  ). كل الحكومات – من تلك التي كان على رأسها اسحاق رابين حتى حكومة ايهود اولمرت – ايدت الخطوة الا انها لم تنفذها. الان آن اوان الفعل. من قبل ان يصبح الوقت متاخرا جدا بل مستحيلا ربما.

وزير الدفاع المنصرف ايهود باراك، الذي طلب منا التفكير بـ "لحظة الحقيقة"، يعرف جيدا وجه المنطقة وطبيعتها. هو زارها قبل الانتخابات وقال انه "من دون استعداد لبناء تواصل يربط جبل سكوبس بمعاليه ادوميم – ستكون معاليه ادوميم في دائرة الخطر. ان لم نتوجه فورا للحراك السياسي وفرض الحقائق العملية – قد نفقد معاليه ادوميم".

حقا فقد ادت الاربعة عشرة عاما التي مرت منذ المصادقة على مراحل الخطة الاولى الى هضم مساحتها. عشائر بدوية رحالة وبناء فلسطيني غير قانوني اخذ يقضم هذه الارض الجاهزة للبناء. كما ان الممر المؤدي للقدس، الذي يمر منه الشريان المروري المركزي ذو الاهمية الامنية الاستراتيجية من الدرجة الاولى لاسرائيل – بين القدس ومعاليه ادوميم وغور الاردن – قد اصبح ضيقا جدا. بدلا من مفتاح يبلغ كيلومترين ، تقلص هذا الممر الى عرض كيلومتر واحد فقط بل واقل من ذلك وهو اخذ في التقلص طوال الوقت خصوصا من ناحية قرية زعيم.

صحيح ان الفلسطينيين يسعون لمنع ما يسمونه "تقطيع اوصال الضفة"، الذي يحول دون انشاء تواصل حضاري وسيادي فلسطيني بين شمالي الضفة وجنوبها، الا ان المصلحة الاسرائيلية المتمثلة بتطبيق برنامج E-1  التي تتجاهلها الاسرة الدولية معاكسة لذلك: مصلحة اسرائيل تستوجب انشاء تواصل بين غربي القدس وشرقيها (معاليه ادوميم على بوابات البحر الميت) كجزء من الحزام الامني الاستيطاني المحيط بالقدس. حزام البناء الفلسطيني الذي يحيط بالقدس من الشرق قد يعيد المدينة الى وضع "مدينة القضاء" بطريقة تغلق امكانية تطورها من الشرق.

ليس في اسرائيل اختلاف في الاراء حول الحاجة لربط معاليه ادوميم بالقدس. كل الاحزاب الكبيرة تؤيد ذلك منذ 15 عاما وكذلك الحكومات الا انها تخشى من التنفيذ. بنيامين نتنياهو الذي زار المنطقة مؤخرا اوضح هو الاخر صورة الوضع قائلا: "نحن نريد انشاء تواصل للقدس الكبرى من الغرب الى الشرق. الفلسطينيون يريدون بناء تواصل عمراني من الشمال الى الجنوب، وطرف ما سيتغلب على الاخر. هم لن يتنازلوا. هم يريدون خنق القدس من جهة وفصلها عن معاليه ادوميم من الجهة الاخرى. علينا ان نتغلب عليهم وان نبني E-1 ".

الان سنحت امام نتنياهو فرصة للبرهنة على انه يفعل ما يقول ويقول ما يفعل. يتوجب وضع التزام اولمرت للولايات المتحدة بعدم البناء في منطقة E-1  في الوقت الحالي جانبا. على الادارة الامريكية في واشنطن ان تشعر بالانقلاب السياسي الذي حدث في اسرائيل وليس هناك اجماع وطني اكثر من الاجماع على القدس ومعاليه ادوميم، من اجل خوض الجدل الاول حولها مع صديقتنا الكبيرة.

جدل مشابه حدث في اواخر التسعينيات. اسرائيل اصرت حينذئذ على بناء حي هارحوما جنوبي القدس لانها قدرت ان عدم وجود بناء هناك سيؤدي عاجلا ام اجلا لبناء فلسطيني يدق اسفينا بين الاحياء اليهودية في جيلو وارمون هانتسيف. هارحوما، مثل كل الاحياء الجديدة في القدس بني رغم معارضة الولايات المتحدة التي سلمت في اخر المطاف بموقف اسرائيل حتى ولو لم تكن موافقة عليه.