خبر مع البيت الابيض.. اسرائيل اليوم

الساعة 09:53 ص|15 فبراير 2009

بقلم: زلمان شوفال

الامر قد حدث وكتلة الوسط – يمين حظيت بالاغلبية. وفقا للوضع الدستوري وشريطة ان تقوم كل الاحزاب في هذا المعسكر بالقيام بما يتوقعه منها جمهور ناخبيها، سيكلف بنيامين نتنياهو بتشكيل الحكومة القادمة.

قبل سنوات كثيرة عرض المسرح الكامل مسرحية اسمها "هذا المساء ارتجالي". الحملة الانتخابية ايضا هي نوع من الارتجال العفوي – قبيل المسرحية الحقيقية التي ستبدأ الان فقط. طالما تواصلت المعركة الانتخابية كان من الممكن محاولة اقناع الجمهور بان عملية "الرصاص المصهور" قد ضمنت بالفعل "تهدئة طويلة المدى" (باراك) او انه قد تم تحقيق كل الاهداف السياسية الاسرائيلية (لفني) او ان لدى وزير المالية (بار اون) خطة اقتصادية مزعومة، خطط اعتبرها احد قادة الاقتصاد محقا "كلاما فارغا".

ولكن بدءا من هذا الاسبوع ستضطر قيادة اسرائيل المتبلورة الجديدة للاستعداد بصورة عملية لمواجهة التحديات في المجالين الاقتصادي – والسياسي الامني، بما في ذلك قضية ايران التي يوجد حولها اجماع بين اغلبية الاحزاب بخطوط عامة.

لن يميز الحكومة المنصرفة الانفصام عن الواقع فقط بل من الصعب التخلص من الانطباع بان هذه الحكومة افتقدت للمهارة الدبلوماسية وفن السياسة. ضيعوا عاما كاملا على تحركات فارغة مع القيادة الفلسطينية المفتقدة للصلاحيات وغير القادرة على السيطرة على ما وراء حدود رام الله – بينما لا يدرك الجانب الاسرائيلي ما يعرفه كل تلميذ مبتدء في مبادىء التفاوض: عندما يقترح طرف على اخر كل ما لديه مسبقا – كما فعل اولمرت ولفني وفقا لاعترافهما في قضية الحدود والقدس واللاجئين وغيرها – ستكون هذه هي نقطة البداية في اية مفاوضات مستقبلية.

هذا الفصل الرديء في تاريخ اسرائيل يوشك على الانتهاء. المجريات السياسية بيننا وبين الفلسطينيين وفي الشرق الاوسط كله تستوجب نهجا فطنا وذكيا واكثر واقعية. الصحفي الشهير توم فردمان قال قبل ايام قلائل في مؤتمر في هرتسيليا ان اسرائيل لا تمتلك شريكا في الواقع في الجانب الاسرائيلي وان  من الواجب بناء الحكم الفلسطيني قبل ان يكون من الممكن التفكير بحل سياسي. اطراف دولية قالت انه سيكون من الصعب التفكير بحلول سياسية عموما من دون خطوات اقتصادية. الطريق الذي يقترحه بنيامين نتنياهو لتواصل العملية مع الفلسطينيين موجه لهذه الاهداف بالضبط. ويرتكز قبل كل شيء، كما تريد اغلبية الجمهور الاسرائيلي على الاعتبارات الامنية.

ليس صدقة على ما يبدو ان الادارة الجديدة في واشنطن هي الاخرى ليست متحمسة لصيغ السياسية التي جربت سالفا، من دون نجاح. لذلك هي منفتحة على الافكار الجديدة. وكما سمعنا من المبعوث ميتشل، اوباما لا يسارع لحسم قراراته، لاسباب منها ان رأسه سيكون مشغولا في الاشهر القريبة اصلا بالمشاكل الاقتصادية الاكثر الحاحا بصورة اساسية.

هذا لا يضمن عدم نشوب جدالات وحتى مواجهات – ويجب الافتراض انها ستكون قائمة مثلما حدث بين الحين والاخر في تاريخ علاقات الولايات المتحدة – اسرائيل – ولكن من الواضح ان "الجبهة" الامريكية يجب ان تكون في نصب عيني حكومة نتنياهو في كل خطواتها التي تقدم عليها في المجالين السياسي والامني. اغلبية كثيفة في الجمهور الاسرائيلي، اغلبية برهنت على نفسها في الانتخابات وستتجسد على ما يبدو في اقامة حكومة واسعة قدر المستطاع. هذه الامور ستتمخض عن قاعدة راسخة وواعدة للتعاون الخصب بين حكومة نتنياهو والرجل الجالس في البيت الابيض، بالاضافة الى المصالح السياسية والحزبية التي تسعى لها ادارة الرئيس اوباما.