بالصور في غزة.. تقنية جديدة تنقذ مربي المواشي من غلاء أسعار الأعلاف

الساعة 09:30 م|16 فبراير 2020

فلسطين اليوم

يوفر المزارع حسام النجار الكثير على نفسه عناء ارتفاع أسعار الأعلاف المستوردة في تغذية الماشية التي يمتلكها، وبتكلفة بسيطة استطاع أن ينتج أعلاف خضراء بطريقة الزراعة المائية "الشعير المستنبت".

وبهذه الطريقة يضمن النجار توفير الأعلاف على مدار العام، وليس كما في السابق حيث كان يقتصر انتاجها خلال موسمي الشتاء والربيع فقط.

فبعد تلقيه دورة مختصة في استنبات الشعير بإحدى المؤسسات التنموية "مَعاً" شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، تمكّن النجار من إنشاء مستنبته الخاص الذي يقوم على مبدأ ما يعرف بـ"الزراعة المائية"، ساعيًا إلى إنتاج الأعلاف الطبيعية بكميات أكبر وفائدة غذائية كبيرة.

وتعتمد طريقة استنبات الشعير على الزراعة المائية، والتي من شأنها أن توفّر الشعير بأضعاف المرات، مع الاحتفاظ بنسبة البروتين التي تصل إلى 16%، وتساوي ذات النسبة في الأعلاف الصناعية. وفق النجار.

ويشير المزارع النجار لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إلى أنه يقضي ساعات عدّة برفقة عائلته في الاهتمام بمشروعه الخاص، حيث يرعى أبنائه وزوجته بالإشراف على المستنبت ومساعدته في إتمام عملية زراعة الشعير، مؤكدًا أنه يوفر 40% من نسبة الأعلاف في تغذية الماشية والدواجن والبط.

اقرأ أيضا: "الأزولا".. نبتة سحرية تنقذ غزة من ارتفاع أسعار الأعلاف

وعن مراحل الاستنبات، يقول: "نقوم بتجفيف حبوب الشعير البلدي وتنقيبه من الشوائب، وبعد ذلك يتم وضع الشعير في إناء مليء بالماء لمدة 12 ساعة، ويتم إضافة كمية مناسبة من "الكلور" للتعقيم للقضاء على البكتيريا التي قد تصيبه، ثم تزرع داخل حاويات مخصصة للإنبات.

وتابع: "هذه الأيام تستغرق عملية استنبات الشعير نحو 14 يوماً خاصة أننا في فصل الشتاء، في حين تستغرق نحو 7 أيام في فصل الصيف".

ويلفت النجار أن عملية الاستنبات تتم داخل حاوية صغيرة ذات أعمدة حديدية ورفوف من "الكرميكا"، وتكون مغطاة بأقمشة مبللة بالمياه، لتوفير الرطوبة المناسبة لعملية الاستنبات، وتكون حبوب الشعير مزروعة داخل أواني بلاستيكية مثقوبة.

ولم يكن المزارع النجار وحده من خاض هذه التجربة، فقد نصح العديد من المزارعين في المنطقة على إنشاء مستنبتات خاصة بهم، الذين طبقوا الفكرة ونجحوا في توفير الأعلاف لمواشيهم. وفق النجار

ويردف: " مشروع استنبات الشعير غير مكلف بتاتًا ويمكن لأي مزارع إنشاؤه، كما أن الاعتماد على الأعلاف الطبيعية يساهم في تحسين جودة اللحوم وترفع من مستوى إنتاج الحليب لدى المواشي".

ويستدرك النجار حديثه: "بهذه الطريقة تجاوزنا تكلفة إنشاء الغرف المكيفة والمعروفة لاستنبات الشعير والتي تكلف مبالغ مالية كبيرة، واستطعنا بإمكانيات بسيطة تدارك عقبات كثيرة من غلاء الأعلاف المستوردة والإنتاج والجودة".  

ولجأ العشرات من المزارعون في قطاع إلى طرق بديلة عن الأعلاف المستورة لارتفاع أسعارها وعدم مقدرتهم على شراها، مثل زراعة نبات "الأزولا" الاستراتيجي، المعروف بقيمته الغذائية الغنية بالبروتين والأحماض المفيدة وانخفاض تكلفته مقارنة بالأعلاف التجارية الصناعية.

ويشار إلى أنه يتم استيراد حوالي 16 ألف طن من الأعلاف بشكل شهري في قطاع غزة، بتكلفة تصل (1800 -2600) شيكل للطن الواحد، أي ما يعادل (510 -737) دولارًا.

ويعاني قطاع غزة من حصار "إسرائيلي" منذ ما يزيد عن 13 عامًا، طالت نتائجه كافة مناحي الحياة في القطاع، خاصة في القطاع الزراعي والصناعي، إلى جانب ارتفاع معدلات الفقر والبطالة التي حذرت من تداعيته عدة جهات دولية وحقوقية إنسانية.

IMG-20200216-WA0034
IMG-20200216-WA0035
IMG-20200216-WA0036
IMG-20200216-WA0037
IMG-20200216-WA0030
IMG-20200216-WA0041
IMG-20200216-WA0031
IMG-20200216-WA0042
IMG-20200216-WA0032
IMG-20200216-WA0033
IMG-20200216-WA0038
IMG-20200216-WA0039
IMG-20200216-WA0040
 

كلمات دلالية