تقرير "لعنة التقليص" تلاحق الصيادين في بحر غزة مع كل تصعيد ميداني

الساعة 04:51 م|16 فبراير 2020

فلسطين اليوم

تتواصل معاناة الصيادين الفلسطينيين في قطاع غزة بسبب الانتهاكات "الاسرائيلية" المتكررة التي يتعرضون لها أثناء مزاولتهم لمهنة الصيد في مياه غزة، وما يتعرضون له من اعتداءات إسرائيلية، تهدف إلى التضييق عليهم و ملاحقتهم في لقمة عيشهم.

و كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي أعلنت مساء أمس السبت، تشديد حصارها على قطاع غزة والتراجع عن بعض التسهيلات التي قدمها الاحتلال الإسرائيلي على وقع تصعيد الموقف الميداني في غزة، من بينها إلغاء مساحة الصيد في بحر قطاع غزة، و تقليصها الى 6 أميال بحرية إلى جانب إعادة 500 تصريحٍ تجاري، ووقف إدخال الأسمنت.

آلاف الصيادين استيقظوا صباح اليوم على وقع تلك الأخبار التي نغصت عليهم حياتهم، و دمرت أملاً كان يحذوهم بالحصول على رزق وفير من الصيد في البحر، خلال هذا الموسم الذي يحمل فيه البحر الكثير من الأسماك المتنوعة، التي تنعش جيوب الصيادين و أسواق السمك في القطاع المحاصر.

من جانبه قال الصياد طارق السلطان إنه كالمئات من الصيادين تلقوا ضربة أخرى اليوم بعد اغلاق البحر أمامهم، لا سيما و أن مهنة الصيد هي مصدر دخله الوحيد، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها قطاع غزة.

و أضاف السلطان في حديث لــ "وكالة فلسطين اليوم الاخبارية": " انا كصياد اخرج من بيتي باحثا عن لقمه العيش المغمسة بالدم في عرض البحر، على الرغم من الخطر الذي أواجهه من قبل الاحتلال من الملاحقة و اطلاق النار".

و أوضح أن تقليص مساحة الصيد أمام آلاف الصيادين في قطاع غزة تشكل ضربة مدمرة للعاملين في مهنة الصيد، و الذين يعتاشون منها، مؤكداً بأن الثروة السمكية قليلة مقارنة بعدد الصيادين في قطاع غزة، و أنه في مساحة الـ 6 ميل لن يتمكن أحد من الحصول على أي اسماك من البحر.

و تساءل السلطان عن الذنب الذي اقترفه الصيادون في قطاع غزة، ليتم معاقبتهم بشكل متكرر بقطع ارزاقهم و ملاحقتهم في البحر؟!!.

و يرى الصياد محمد يونس أن القرار الاسرائيلي بإغلاق البحر و تقليص مساحة الصيد الى 6 أميال بحرية يعتبر خرقاً للتفاهمات المعلنة بوساطة مصرية، مشيراً الى أن الاحتلال يضرب بعرض الحائط كافة الاتفاقات، و يواصل انتهاكاته و مضايقاته للصيادين في البحر، و يمنعهم من ممارسة عملهم بسلام.

و تابع قائلاً: "نحن الصيادون نواجه خطر الموت و الاصابة و الاعتقال في البحر بين كل حين و آخر، لكننا مضطرون للذهاب للبحر من أجل تحصيل لقمة العيش و قوت أطفالنا".

و كان مسؤول لجان الصيادين في قطاع غزة، زكريا بكر قال في تصريح سابق لــ "وكالة فلسطين اليوم الاخبارية" بأن القرار "الاسرائيلي" بتقليص مساحات الصيد يأتي ضمن اجراءات العقاب الجماعي التي يفرضها الاحتلال على سكان قطاع غزة، لا سيما أن الايام المقبلة هي أهم أيام موسم الصيد في البحر.

و لفت الى أن الاحتلال قام خلال السنة الماضية بإغلاق البحر و قلص مساحات الصيد 23 مرة، و لا سيما في المواسم الاهم للصيد، مشيراً الى أن هذه الاجراءات ليست جديدة على الاحتلال الذي يضيق على المواطنين في قطاع غزة.

و أكد بكر بأن الاحتلال يسعى دائما لضرب مواسم الصيد، من خلال الانتهاكات التي يقوم بها من ملاحقة للصيادين، و اطلاق النار نحوهم و اعتقالهم.

 نقيب الصيادين الفلسطينيين، نزار عياش أشار في تصريح له إن تقليص مساحات الصيد بشكل متكرر هدفه التلاعب في مصدر رزق هؤلاء الصيادين.

و لفت عياش في تصريح له اليوم الأحد الى أن نحو 4000 صياد في قطاع غزة، يعملون في مهنة الصيد، و يشكلون شريحة كبيرة في قطاع غزة، مؤكداً بأن هذه الشريحة تشكل أحد أكبر قطاعات الاقتصاد في القطاع، موضحاً بأن الاحتلال يحاول فرض سيطرته على البحر بشكل كامل، من خلال الاجراءات العقابية التي يفرضها على قطاع الصيد.

و يواصل الاحتلال انتهاكاته ضد صيادي القطاع بصورةٍ شبه يوميّة، وهو ما يُسفر بين الحين والآخر عن استشهاد أو اعتقال أو وقوع إصابات في صفوف الصيادين جرّاء إطلاق النار، عدا عن مُصادرة مُعدّاتهم ومراكبهم.

 

 

 

 

 

كلمات دلالية