"عباس" يخدع نفسه أمام العالم ويكرر استجداء التفاوض مع الاحتلال

الساعة 09:20 م|11 فبراير 2020

فلسطين اليوم

وصف محللان سياسيان ومسؤول حقوقي بأن خطاب رئيس السلطة محمود عباس مساء اليوم الثلاثاء في مجلس الأمن بالخطاب الكارثي ولا يرتقي لان يتم تصديره للعالم لمواجهة "صفقة القرن الامريكية الإسرائيلية" التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية بالكامل.

ويرى المتحدثون لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، بأن الخطاب أظهر مدى ضعف رؤية قيادة السلطة المبنية على الأوهام والأحلام منذ عقود من الزمن لتحقيق ما يُسمى "السلام" مع المحتلين، متوقعين بأن يكون للخطاب محطة كي تدفع دول عربية للصعود على درجة أخرى متقدمة من التطبيع تجاه إسرائيل.

وتساءل المتحدثون عن الأمل الذي تحدث به عباس خلال خطابه في مجلس الأمن، مؤكدين على أن الأمل للشعب الفلسطيني في تحقيق "السلام" مع إسرائيل مات منذ عقود من الزمن بفعل المجازر الإسرائيلية والانتهاكات والاستيطان والتهويد والحصار.

وكان رئيس السلطة محمود عباس ألقى مساء اليوم الثلاثاء (11/2/2020) خطابًا أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك حيث جدد رفضه على "صفقة القرن" وتحدث عن مظلومية الشعب الفلسطينية ورغبته الكاملة بالسلام مع الإسرائيليين والعودة إلى المفاوضات وعدم تفعيل الانتفاضة والمقاومة المسلحة ضد الاحتلال.

شكل من أشكال الوهم وخداع الذات

الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب يرى بأن خطاب عباس في مجلس الأمن كان خطابًا مكررًا وضعيفًا ولم يقدم أي رؤية أو آلية للدفاع عن حقوق شعبنا ومقدساتنا في مواجهة "صفقة القرن الإسرائيلية الأمريكية".

ويعتقد الكاتب حبيب، بأن الأمل الذي تحدث عنه عباس في كلمته دليل على عدم وضوح الرؤية وشكل من أشكال الوهم وخداع الذات للرئيس عباس وهو يتعلق بالمجهول عسى أن ينتج له شيء من أوهامه التي لن تتحقق بالاستجداء.

وأوضح حبيب لـ"فلسطين اليوم الإخبارية" بأن عباس كان يعول خلال خطابه أمام مجلس الأمن على العملية التفاوضية لتحقيق السلام العادلة واستجداء العالم لقضيته، مؤكدًا أن عباس يدرك تمامًا أن هذه الأمور لن تتحقق بسبب ما يمتلكه الاحتلال من حاضنة عالمية قوية تقف إلى جانبه.

وأشار إلى أن عباس كرر ما تحدث به أمام وزراء الخارجية العرب وكرار مبادرته التي قدمها قبل عام لمجلس الامن وموقفه من صفقة القرن لا جديد به مطلقًا، مبينًا بأن خطابه كان للشكوى أكثر من وضع الحلول والخطط لمواجهة صفقة القرن.

وحول موقف الشارع الفلسطيني يرى الكاتب حبيب، بأن الشارع الذي انتفض في غزة والضفة ليس دعمًا لما تحدث به عباس مطلقًا فهو شكل من أشكال مقاومة الشعب لمواجهة صفقة القرن، لافتًا إلى أن الشارع لا يكترث لخطاب عباس ولا يتعامل معه باهتمام، والسبب في ذلك قناعة الشعب بعدم قدرة رئيسه على قلب الطاولة

وشدد على أن شعبنا يحتاج إلى وضع آليات حقيقية وتجاوز لكل مسائل الخطابات والشعارات التي لا تقدم ولا تؤخر.

سقطات كارثية

من جهته أكد رئيس الهيئة الدولية لحقوق الشعب الفلسطيني صلاح عبد العاطي بان خطاب عباس أمام مجلس الأمن كان ضعيفًا جدًا ولا يرتقي لمواجهة صفقة القرن، داعيًا الى تجاوزه والعمل لبناء استراتيجية وطنية لمواجهة "الصفقة الإسرائيلية والأمريكية".

وقال عبد العاطي لـ"فلسطين اليوم الإخبارية": "رغم أهمية تأكيد عباس على رفض صفقة القرن والحديث عن مظلومية الشعب الفلسطيني والانتهاكات الإسرائيلية إلا أن هناك سقطات كارثية في خطابه أهمها تمسكه اعترافه بوجود أراضٍ متنازع عليها بين "الفلسطينيين والإسرائيليين".

وعدد عبد العاطي الكوارث التي تحدث عنها عباس في خطابه بدء من اعترافه بوجود اراضٍ متنازع عليها وهذه سقطة كارثية، بينما أكد خلال الخطاب على حنينه للمفاوضات مع المحتلين وتطمين الإسرائيليين والأمريكيين والعالم بعدم انجراره إلى انتفاضة مسلحة رغم أنها حق بالقانون الدولي، إضافة إلى تمسكه بالاتفاقيات الدولية وخاصة اتفاقيات أوسلو.

كما أن عباس وفقًا لرئيس الهيئة الدولية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، تحدث عن الأمل متسائلًا، عن أي أمل يتحدث عباس في ظل الوقائع على الأرض من حصار خانق على غزة والعدوان الإسرائيلي والاستيطان الذي يلتهم أراضي جميع الضفة تمهيدًا لضمها، وتهويد القدس وتغير معالمها.

وأشار إلى أن خاتمة الخطاب كانت مستفزة بشكل كبير وكان المفترض أن يطالب مجلس الأمن بتنفيذ حقوقه أو يتحدث كما تحدث الرئيس الراحل ياسر عرفات عندما هدد العالم بعدم اسقاط غصن الزيتون من يده.

خطاب زاخر بالذل

وفي ذات السياق يرى الكاتب والمحلل السياسي اياد القرا، بأن خطاب محمود عباس في مجلس الأمن خطابًا زاخر بالذل والاستجداء وطلب المفاوضات، ومصطلحات غريبة لا تعبر عن الشعب الفلسطيني.

وأكد القرا، على أن الحق لا يستجدى ولا يطلب، بل ينتزع انتزاعًا من أنياب الاحتلال، ويضرب لتنتزع الحقوق، مشيرًا إلى أن سنوات الذل والضياع التي دفع ثمنها شعبًا دماء وحصار، ونتيجتها صفر كبير.

كلمات دلالية