حذر من الصفقة وتداعياتها

رئيس الوزراء الأردني الأسبق: صفقة القرن بمثابة رصاصة الرحمة على حل الدولتين

الساعة 08:29 ص|09 فبراير 2020

فلسطين اليوم

قال رئيس الوزراء الأردني الأسبق، طاهر المصري، إنه إعلان الرئيس الأمريكي دونال ترامب عن مشروع صفقة القرن، هو بمثابة إطلاق رصاصة الرحمة الأخيرة لمشروع حل "الدولتين" وعلى أي أمل بقيام دولة فلسطينية مستقلة.

وأضاف المصري خلال مؤتمر نظمه مركز القدس للدراسات السياسية، إن إعلان ترامب كان بمثابة إعلان دخول الإقليم والعالم بأكمله في حقبة تاريخية متغيرة، موضحاً أن أن حضور بعض السفراء العرب من البحرين وسلطنة عمان والإمارات دليل على حجم التغير الذي يشهده الإقليم.

وشدد على ان الأردن لا يمكن أن تتخلى عن القضية الفلسطينية، نظراً لقدرها الجغرافي المترابط مع فلسطين، ولديها الاستعداد لدفع الثمن من أجل ذلك، محذراً من صفقة القرن وضرورة التعامل معها بحذر شديد جداً.

وقال المصري إن الأردن لم يعد بالنسبة لدول الخليج "دولة تحظى بأولوية الدعم السخي"، كما لم تعد تلك الدول تنظر للأردن كلاعب رئيس في المنطقة والقضية الفلسطينية، وذلك لكون القضية الفلسطينية تراجعت في جدول اهتمامات تلك الدول.

ويعتقد المصري أن مسألة دعم وتأييد دول الخليج لصفقة القرن "لا تقف عند حدود دول الإمارات والبحرين وسلطنة عُمان".

وقال إن العلاقات الأردنية السعودية لا تبدو في أحسن حالاتها، حيث إن أولويات السعودية تغيرت في العهد الجديد، ما أدى إلى تراجع كبير في دعم السعودية للأردن.

واعتبر المصري أن سياسة مسك العصا من وسطها، التي انتهجها الأردن منذ الخمسينيات، لم تسمح للأردن أن يكون عامل تغيير حقيقي في المنطقة، ورغم أنها حمت المملكة من التغيرات الواسعة، إلا أنها حرمته من كونه عامل تأثير وتغيير.

ورأى أن إسرائيل لا تبدو اليوم بحاجة ماسة للتمسك باتفاقية وادي عربة التي يعمل الإسرائيليون على "أكلها والتنصل منها"، وذلك نتيجة سلسلة الانتصارات الناعمة التي حققوها، وتوسيع علاقاتهم الاقتصادية والسياسية والأمنية مع بعض دول الخليج، وبشكل يتعارض مع موقف الأردن ومصالحه، وحتى المصالح الفلسطينية.

وأكد أن أي تطورات للأحداث سيتحمل نتائجها الفلسطينيون والأردنيون على حدّ سواء، وذلك لكون الإسرائيليين جميعا يؤمنون أن حلّ القضية الفلسطينية يجب أن يكون في الأردن.

وأكد المصري أن الأردن مطالب اليوم بألّا يظلّ جامدا في ظلّ المتغيرات التي يشهدها الإقليم والعالم، وأن يجد بدائل للوصول إلى حلّ عادل.

كلمات دلالية