لا مصلحة إسرائيلية في التصعيد مطلقاً

مختصون بالشأن الإسرائيلي: انتفاضة الضفة ستستمر والاحتلال سيعتمد على نقطتين لاحتوائها

الساعة 03:59 م|06 فبراير 2020

فلسطين اليوم

منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن مشروع تصفية القضية الفلسطينية تحت مسمى خطة سلام، والمسماه "صفقة القرن"، أكد الكل الفلسطيني على ضرورة تفعيل الشارع الفلسطيني والاحتكاك مع الاحتلال واشغاله كأحد الخطوات لإسقاط صفة العار المشؤومة، فيما رفع الاحتلال "الإسرائيلي" حالة التأهب للتصدي لأي محاولات من قبل الشارع الفلسطيني للمواجهة.

ومع اتساع رقعة المواجهات في الضفة الغربية، من القدس وحتى رام الله مروراً إلى جنين، واستشهاد 3 شبان برصاص الاحتلال "الإسرائيلي"، ولها من عمليات إطلاق نار على الاحتلال "الإسرائيلي"، وهو ما ينذر بتصعيد الأوضاع الميدانية استجابة من الشارع لنداء الفصائل الفلسطينية كافة.

المقاومة الفلسطينية تؤكد باستمرار، أن الضفة الغربية تشكل المخزون الحقيقي الذي بإمكانها من خلال المواجهات المباشرة بحكم التواجد الإسرائيلي في الضفة الغربية من حواجز ومستوطنات وغيرها، لإرباك الاحتلال "الإسرائيلي"، وتدعو السلطة باستمرار لإطلاق يد المقاومة وعدم ملاحقتها لإيلام العدو.

الخبير في الشأن "الإسرائيلي" صالح النعامي، رأى في حديث لـ "فلسطين اليوم"، أن التصعيد الشعبي الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس، أمر متوقع بالنسبة لجيش الاحتلال "الإسرائيلي"، خاصة بعد إعلان صفقة القرن رسمياً، والجيش تحدث عن استعداده للمواجهات والغضب الشعبي الفلسطيني، موضحاً أن التصعيد الذي حصل خلال 24 ساعة واستشهاد ثلاثة فلسطينيين أكد حسابات العدو الصهيوني.

وأوضح، أن الرد على هذه المواجهات من قبل الاحتلال سيكون بالرد المباشر من خلال استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين، ومن خلال التعامل الأمني مع السلطة الفلسطينية.

وأشار إلى أن الاحتلال "الإسرائيلي" يخشى أن تفلت الأمور ويصعب السيطرة عليها في الضفة، بحيث لا يجدي التعاون الأمني مع السلطة نفعاً لاحتوائها، لاسيما إذا سقط المزيد من الشهداء.

وعن اشتعال الأمر في قطاع غزة، أشار النعامي، أن الاحتلال "الإسرائيلي" الآن في تصعيد ضد قطاع غزة بمعزل عن الضفة الغربية، على خلفية الوضع الاقتصادي لعدم وفائه بالتزامات جهود التهدئة، بالإضافة لموضوع صفقة القرن. مشيراً إلى أن تهديدات نتنياهو بشن حملة عسكرية واسعة قبل الانتخابات أمر مستبعد في الوقت الراهن.

الخبير في الشأن "الإسرائيلي" عادل شديد، أكد في حديث لـ "فلسطين اليوم"، أنه لا توجد مصلحة إسرائيلية سياسية بتصعيد الأوضاع الميدانية في الأراضي الفلسطينية، لأن مصلحة إسرائيل تتمثل حالياً في ابعاد الضفة الغربية وقطاع غزة والحالة الفلسطينية عن أولوياتها بالمنطقة والاقليم، والانتباه لمواجهة إيران وحلفائها وهذا الأمر يتطلب إخراج حركتي حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة، والضفة الغربية من المشهد.

وأضاف، أن العامل الثاني الذي يؤكد عدم وجود مصلحة سياسية لإسرائيل بتصعيد الأوضاع، هو أن إسرائيل وعلاقاتها مع بعض الدول العربية تحتاج لتهدئة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، لأنه لن يجرؤ أي زعيم عربي أن يستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي في أي عاصمة عربية وهناك حالة اشتباك في الشارع الفلسطيني وسقوط شهداء.

وأضاف، أن بنيامين نتنياهو والدائرة المحيطة به اقنعوا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الشعب الفلسطيني شبه مستسلم وسيقبل بأي شيء، والمشكلة تكمن في قياداته حركتي حماس والجهاد ورئيس السلطة محمود عباس "أبو مازن". بحسب المحلل في الشأن الإسرائيلي عادل شديد.

أما من الناحية العسكرية، فإن إسرائيل تؤكد أنه لا يمكن أن تمر "صفقة القرن" دون مواجهة بعد فشل الاتفاقات مع الفلسطينيين. مؤكداً أن المواجهات والتصعيد سيستمر على الأرض؛ مستدركاً أن تحول هذه المواجهات إلى انتفاضة شعبية عارمة تحتاج إلى قيادة موحدة تضع برنامج لها للتنفيذ، وهذا يحتاج إلى مصالحة بين حركتي فتح وحماس والتوصل لبرنامج موحد يجمع البرنامجين المختلفين معاً.

الجدير ذكره، أن تاريخ الشعب الفلسطيني حافل بإسقاط المؤامرات التي استهدفته على مدار العقود الماضية، وتمكن بصموده الأسطوري مواجهتها واسقاطها، وأعلن مؤخراً قادة الفصائل الفلسطينية كافة عزمهم على إسقاط صفقة القرن، من خلال المقاومة الشعبية (انتفاضة شعبية)، والعمل الدبلوماسي مع المؤسسات الدولية إضافة إلى العمل العسكري في حال تطلب الأمر وهو متاح.

كلمات دلالية