هل يشهد قطاع غزة تصعيداً "إسرائيلياً" في الأيام المقبلة؟

الساعة 10:40 م|02 فبراير 2020

فلسطين اليوم

تزايدت تهديدات قادة جيش الاحتلال "الاسرائيلي" في الايام الماضية، في اعقاب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، "صفقة القرن" المشؤومة، التي تضمنت مقترحًا بسحب سلاح المقاومة "حماس" و"الجهاد الاسلامي" في غزة، وهو مؤشر خطير في تجهيز عدوانٍ جديد ضد القطاع، بينما يُعد القرار الامريكي بدء مرحلة جديدة في منح العدو الضوء الاخضر لشنّ الهجوم.

وحذر مختصان امنيان، من القرار الامريكي الذي يمنح العدو الشرعية في إعلان التصعيد العسكري ضد غزة، تمهيدًا لتمرير الصفقة، معتبرين ان سلاح غزة الشرعي يقف سدًا منيعًا، وهذا من جعل قادة العدو يدركون خطورة سلاح غزة، امام نجاح الصفقة التصفوية.

واستهدفت طائرات الاحتلال اهدافًا عدة، قبل امس السبت، بينها مواقع المقاومة الفلسطينية، فيما ردت التنظيمات بإطلاق صواريخ على منطقة غلاف غزة، وكان آخرها هروب رئيس اركان الحرب الاسبق بيني غانتس إلى الغرف المحصنة، أثناء زيارته حدود القطاع، ليًطلق بعدها تهديدات ووعيد ضد سكان القطاع.

وأعلن العدو الصهيوني عن بدء جنوده تدريب عسكري على مستوى هيئة الأركان العامة، بزعم الاستعداد للحرب المقبلة على جبهات عدة، والتي يبدأ من يوم الاحد حتى يوم الخميس المقبل، كما عزز المنطقة الجنوبية المحتلة بنشر المزيد من بطاريات القبة الحديدية، وهو مؤشرات على ان العدو يتحضر لعدوان جديد.

الخبير العسكري، يوسف الشرقاوي، أكد أن صفقة القرن منحت العدو "الاسرائيلي" الضوء الأخضر لبدء تصعيد جديد عبر استخدام القوة العسكرية الغاشمة ضد القطاع، متوقعًا ان تحمل الايام المقبلة اوضاعًا امنيًا خطيرة.

وعلل الشرقاوت، لأسباب التالية :، استغلال "إسرائيل" لدعم امريكيا المباشر، بالإضافة إلى ان الاحتلال مقبل على انتخابات الكنيست الشهر المقبل، وكما ويريد نتنياهو كسب المزيد من الاصوات الناخبين لصالح حزبه، على حساب الدم الفلسطيني، وهو عرف اسرائيل منذُ احتلالها لفلسطين".

ويرى الشرقاوي، خلال اتصالٍ هاتفي مع "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن توجه الاحتلال في إعادة التصعيد الأمني ضد غزة، للجم قدرات المقاومة الفلسطينية المتعاظمة، "التي يَحسب لها العدو ألف حساب، موضحًا ان انتصار المقاومة يعتمد على المفاجئات التي أعدتها للتصّدى لأي عدوان بحق شعبنا".

وبينّ، "ان الاحتلال لا يعتري لأي مسوغات قانونية شرعية وان جيشه غير اخلاقي، ويتجاوز كل الخطوط الحمراء، لارتكاب المزيد من الجرائم والمذابح الإنسانية ضد الفلسطينيين، وهذا ما شهدناه في الحروب السابقة المدمرة للبنة التحتية وحصد آلة البطش زهاء الآلاف من السكان المدنيين، دون أي محاكمة دولية تذكر لقادة العدو الصهيوني، بسبب تواطأهم في جرائم حرب ضد المدنيين الفلسطينيين".  

ولفت، الى انّ التصعيد مع غزة، مصلحة مشتركة بين مسؤولي الاحزاب "الإسرائيلية"، والذي جاء على لسان المسؤولين "الاسرائيليين" في تصريحات صحفية مرارًا وتكرارًا، بتهديد القطاع بتجريده من السلاح، الذين يدافعون به عن ارضهم وعرضهم ومقدساتهم.

وذكر الشرقاوي، ان العدو متخوف من فتح أكثر من جهة عليه، ففي المنطقة الجنوبية سيواجه الفصائل المقاومة الفلسطينية، وفي المنطقة الشمالية سيواجه حزب الله الاقوى عتادًا وتسليحًا من السابق، مبينًا أن الجبهة الداخلية "الإسرائيلية"، غير مستعدة لحرب الجبهات، تكون فيها القوة التدميرية كبيرة، خاصةً بعد إدخال المقاومة الفلسطينية واللبنانية اسلحة جديدة وصواريخ دقيقة تطال كل المدن المحتلة.

وكان وزير جيش الاحتلال نفتالي بنيت، قد أصدر تعليمات لجيشه بالاستعداد لجولة تصعيد واسعة قريبة مع قطاع غزة، وذلك خلال جلسة تقدير الموقف الأمنية الأخيرة، التي عقدت على خلفية إطلاق الصواريخ والبالونات المفخخة، وفق قناة 12 العبرية.

ارتكاب حماقات

ومن جانبه، حذر المحلل العسكري واللواء المتقاعد، واصف عريقات، من استغلال نتنياهو وقادة جيشه الدعم الامريكي السخي، في ارتكاب حماقة جديدة ضد قيادات المقاومة في غزة، موضحًا ان نتنياهو المتهم بالفساد المالي الرشوة وخيانة الامانة العامة، ويريد ان يصدر أزمته السياسية من خلال شن عدوان مع القطاع، وهو أمر وارد وقد فعلها سابقًا مع قائد سرايا القدس بهاء ابو العطا، قبل بدء الانتخابات الثانية، بأيام.

واشار عريقات، خلال مقابلة مع "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، :إلى انّ الاحتلال المتعطش دوماً للدماء، يعيش اليوم معركة سياسية انتخابية بين الاحزاب "الاسرائيلية"، ويريد كل طرف منهم اثبات الشجاعة لجمهوره، من خلال فرض التصعيد والقتل والدمار على السكان الفلسطينيين.    

وعن هروب غانتس للملاجئ، اعتبر، ان احتماء المجرم غانتس داخل الغرف المحصنة تحت الأرض، مؤشر واضح على الهزّل الكبير التي تُعاني منه القيادة "الإسرائيلية"، التي طالما انها تتبجح بقوتها العسكرية والتقنية على دول المنطقة العربية، ملفتًا إلى انّ الاحتلال عجز عن تفكيك قوة إرادة الشعب الفلسطيني الصلبة طوال السنوات الماضية، لذلك يلجأ العدو إلى اتباع اساليب عقاب جماعي كالحصار المفروض على غزة، للنيل من السكان.
وقال عريقات، :"إنّ دعوة غانتس للاجتماع، دليل واضح على قوة وعظمة حضور الشعب الفلسطيني ميدانيًا، رغم قلة الامكانات".

وأضاف، انّ المسؤولين "الاسرائيليين" ضعفاء في اتخاذ بقرار التصعيد ضد القطاع، لا تحمد عقباه، موضحًا ان الاحتلال لا يريد تحمل العواقب الوخيمة الناتجة عن الخسائر الكبيرة، في ظل تآكل الردع الصهيوني.

وعن طبيعة المعركة المقبلة، اوضح عريقات، أنّ المعركة المقبلة ستكون صعبة ومدمرة على طرفي الصراع، مبينًا الى ان العدو سيتكبد خسائر كبيرة، في ظل تعاظم قوة المقاومة بشكل مستمر، وادخال تكتيكات وتحسينات عسكرية قادرة على إصابة جميع اهداف العدو.

وبخصوص مناورات الاحتلال في داخل الأراضي المحتلة، أكد الخبير العسكري، انّ مناورات الاحتلال التي ستشارك فيها سلاح البر والجو والبحرية، تأتي في إطار الحرب النفسية والدعاية الرمادية، وهي ناتجة عن الضعف المتفشي لجيش الاحتلال، في هزيمة المقاومة، إلى جانب ان العدو يريد إيصال رسائل انه مستعد لكافة السيناريوهات المحتملة، في حال شنت الحرب.

وقصفت طائرات العدو "الإسرائيلية"، ليلة أمس، مواقع عدة، في قطاع غزة، بزعم الرد على سقوط صاروخ في منطقة مفتوحة في منطقة "غلاف غزة" أطلق من القطاع، نتج عنه هروب قائد حزب "ازرق أبيض" بيني غانتس إلى الملاجئ.

 

كلمات دلالية