الموقف الفلسطيني الموحد .. هل يخرق خزان الانقسام ويوجه صفعة للصفقة المشؤومة؟

الساعة 10:36 م|29 يناير 2020

فلسطين اليوم

كثيرة هي المحطات التي جرى فيها محاولة إنهاء الانقسام الداخلي الفلسطيني، رغم المآسي التي خلفها هذا الانقسام ودفع الشعب الفلسطيني ولازال يدفع فاتورته، وكان سبباً في تكالب ذوي القربى قبل الغرب على الفلسطينيين، وتحميلهم مسؤولية وضعهم بسبب هذا الانقسام البغيض، إلى أن تم الإعلان عن صفقة القرن التصفوية للقضية الفلسطينية وانهاء الوجود الفلسطيني، الأمر الذي يتطلب بحسب اجماع كل المتابعين والسياسيين والقيادات بضرورة تحقيق الوحدة الفلسطينية كخطوة أولى على طريق إسقاط صفقة القرن، الأمر الذي يدعو للتساؤل، هل صفقة القرن ستكون سبباً في اسقاط الانقسام الفلسطيني؟

مؤشرات إيجابية صدرت من رأسي الهرم في حركتي حماس وفتح، تمثلت باتصال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية برئيس حركة فتح محمود عباس، وإخباره بموقف حماس الرافض للصفقة، وطلب اجتماعاً يضم الكل لبحث الرد الفلسطيني على الصفقة المشؤومة، وهو قوبل بإيجابية من الرئيس عباس الذي قرر إرسال وفد شامل من الضفة الغربية إلى قطاع غزة قريباً لبحث الأمر، وهو ما عدها هنية خطوة ايجابية على الطريق الصحيح.

الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب رأى، أن تحقيق الوحدة الوطنية في هذه الفترة الحساسة، ستمكن الشعب الفلسطيني من توجيه صفعة لمخططات ومشاريع الاحتلال "الإسرائيلي"، المدعومة من الولايات المتحدة بشكل مباشر.

وأشار حبيب في حديث لـ "فلسطين اليوم"، أن هناك إشارات واضحة من قبل طرفي الانقسام ( فتح وحماس)، في توفير الإرادة نحو الدفع لإعلان المصالحة الحقيقية، وهو ما تمخض عن اتصال هاتفي دار بين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بالرئيس محمود عباس، ونيّة الأخير إرسال وفد لقطاع غزة الأسبوع المقبل، لعقد لقاءات مع حماس والفصائل الفلسطينية، للتباحث في التوافق على استراتيجية لمواجهة الصفقة الامريكية.

وتابع حبيب أن الرهان اليوم مناط بكيفية تعامل القيادة الفلسطينية مع الوضع المتأزم، نحو الدفع لتحقيق المصالحة، التي تعد حجر الزاوية في الصراع مع الاحتلال، وإطلاق العنان لمواجهة مؤامراته الرامية لصفية القضية الفلسطينية.

وقال:" إنّنا نأمل ان تكون فائدة (صفقة القرن)، هي دفع الأطراف الفلسطينية للوحدة في خندق موحد ضد المؤامرات الأمريكية والإسرائيلية التصفوية".

ودعا حبيب، الشعب الفلسطيني الاستمرار بالضغط على طرفي الانقسام، بالدفع نحو تحقيق المصالحة، التي توفر التحدي لصفقة القرن ومخططات العدو.

وطالب، كافة الأطراف بتجاوز خلافاتها وملفاتها الفصائلية المحدودة، والاعلان عن عقد اجتماعات دورية تضع حدًا لمشاريع الاحتلال.

في ذات السياق، رأى الكاتب والمحلل السياسي د. إياد القرا، ان نيّة طرفي الانقسام في التوجه نحو المصالحة الوطنية، في ظل الخطورة السياسية التي تمر بها القضية الفلسطينية، وترجمتها بخطوات عملية على أرض الواقع، يُمكن الطرفين من مواجهة التحديدات الصعاب الذي يفرضها الاحتلال على شعبنا.

وقال القرا في حديث لـ "فلسطين اليوم: مساء الأربعاء :"إن الرئيس محمود عباس أراد أن يهدد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو من خلال الذهاب إلى التحالف من حركة حماس لإفشال صفقة القرن المزعومة"، مضيفًا أن الاحتلال منزعج كثيرًا من هذا التقارب الفلسطيني وهو ما عبر عنه الاعلام العبري أمس في تسليط الضوء على مكالمة هنية مع عباس، في عقد لقاء ثنائي قريبًا في غزة.

وأشار القرا إلى أن نتنياهو وحزبه اليميني المتطرف، يسعيان دومًا إلى إفشال أي تقارب من شأنه أن يحقق المصالحة الفلسطينية وإبقاء الحالة الفلسطينية غير مستقرة وفي نزاع دائم، موضحًا أن "إسرائيل" تريد من تغذيتها للانقسام خدمة أجندتها السياسية عبر تمرير المشاريع الاستعمارية.

وذكر، أن تحميل الخلافات المرتبطة في إدارة الحكم مع غزة بالتمكين في الوزارات، إلى جانب صياغة برنامج وطني فلسطيني موحد وواضح في التعامل مع العدو، في الدفاع عن الثوابت الفلسطينية، وحقوق شعبنا المغتصب.

وأمام الواقع المرير الذي تمر به القضية الفلسطينية بعد الاعلان عن صفقة القرن المشؤومة من قبل الادارة الامريكية المنحازة لإسرائيل، بحاجة إلى اختراق خزان الانقسام وتحويل صفقة القرن إلى صفعة في وجه امريكا واسرائيل ، بوحدة فلسطينية تمهد لإسقاط صفقة العار.

كلمات دلالية