خبر غزة: إلغاء اللحوم البيضاء والحمراء من قوائم المشتريات!

الساعة 04:16 م|13 فبراير 2009

فلسطين اليوم : محمد البابا

لم يعد بإمكان العامة وليس الفقراء وحدهم شراء اللحوم البيضاء ولا الحمراء بغزة، وباتت اللحوم المجمدة المرهون وصولها بفتح المعبر البروتين المتاح أمامهم، رغم إصابتها هي الأخرى بانفلونزا غلاء الأسعار التي طالت كل شيء في القطاع المحاصر.

وأوضح المواطن محمد أبو جزر (30 عاماً) أن أسعار الدواجن واللحوم الحمراء ارتفعت بعد الحرب على غزة بشكل مخيف جداً، مشيراً إلى أن كيلو اللحوم الحمراء يباع حالياً في الأسواق بـ65 شيكلا، وكيلو الدجاج بـ 20 شيكلاً.

ولفت إلى أن الأوضاع المأساوية للمواطنين لا تسمح بأي ارتفاع في الأسعار، إلا أن الحصار وويلات الحرب وتدمير مزارع الدواجن والأبقار فاقمت المشكلة ورفعت الأسعار المرتفعة أصلاً بسبب الحصار، مشيراً إلى أن المواطن لا يستطيع شراء الدجاج أو اللحوم الحمراء، حتى لو كانت عائلته صغيرة.

وكانت أسعار الفواكه بلغت أعلى درجات ارتفاع أسعارها، لتزيد بنسبة 100%، وأصبحت تباع فقط للأغنياء والميسورين القلائل في غزة.

رقابة على الأسعار

وطالبت المواطنة أم إياد رمضان (42 عاماً) بينما كانت تبتاع بعض المواد التموينية وزارة الاقتصاد والتموين المقالة بمتابعة البائعين ووضع رقابة على أسعارهم، منوهة إلى أن أسعار اللحوم والدواجن ارتفعت بشكل كبير، على الرغم من الوضع الاقتصادي السيئ خلال الحصار، والذي ازداد سوءا بعد الحرب.

ويقول محمد اسعيفان (32 عاماً) صاحب سوبر ماركت إن المواطنين يقبلون في هذا الفترة على اللحوم والدواجن المجمدة بسبب ارتفاع الاسعار، مشيراً إلى أن هذه اللحوم شحيحة في الأسواق ولفحتها ريح الغلاء.

أسباب ارتفاع الأسعار

وعن أسباب ارتفاع الاسعار ووضع أصحاب المزارع، أوضح عطية جبر (43 عاماً) تاجر وصاحب مزارع للدواجن، أن سعر الدجاج كان خلال الفترة السابقة من المزرعة بـ11شيكلاً للكيلو الواحد، أما الآن فقد ارتفع إلى 20 شيكلا لعدة عوامل، منها فترة الصقيع التي أدت إلى زيادة استهلاك وارتفاع تكلفة الغاز إلى الضعف، بالإضافة إلى ارتفاع سعر العلف، حيث بلغ سعر الطن الواحد 2500 شيكل، بينما كان سابقا بنحو 1600 شيكل، وارتفاع سعر الصوص إلى الضعفين، حيث يصل الصوص إلى المزارع بـ 5ر3 شيكل.

تدمير مزارع الدواجن

وأوضح أن العامل الأهم من ذلك هو تدمير الاحتلال لأكثر من 20 مزرعة للدجاج في قطاع غزة خلال الحرب الاخيرة، ما أدى إلى قتل الآلاف من الدجاج، وتسبب في نقص كبير في الدواجن وأدى الى ارتفاع أسعارها.

ولفت إلى أن المقصود من تدمير المزارع هو ضرب وإفشال وتدمير الاقتصاد الفلسطيني وطموح المواطن الفلسطيني وتضييق الحصار عليه، وخصوصا المواطن الفقير، مشيراً إلى أن سعر كرتونة البيض في إسرائيل 35 شيكلا دون الضريبة، وسعرها في قطاع غزة قبل الحرب وموجة الغلاء كمنتج وطني يتراوح بين 12 و13 شيكلا، وعند تدميرها يجبر التاجر الفلسطيني على استيرادها من إسرائيل أو الحرمان منها.

وأكد جبر أن حالة الغلاء دفعت كثيرين إلى ترك هذه المهنة وعدم التربية، في حين لجأ آخرون إلى تغيير نشاطهم، مشيراً إلى أن غلاء أسعار تغذية الدواجن الذي سببه الحصار والحرب على قطاع غزة تسبب في إفلاس العديد منهم.

وأشار مربون آخرون الى أن توقف معظم المربين عن النشاط وتربية الدواجن يعود إلى ضعف هامش الربح وغلاء أسعار الصيصان وهلاكها في فصل الشتاء الذي ميزته برودة كبيرة هذه السنة، إضافة إلى المتاعب التي تصادفهم مع غلاء مادة النخالة المغشوشة لاحتوائها على مواد مضرة بالصيصان خلال فترة النمو، معتبراً أن ذلك يهدف إلى ضرب الاقتصاد الفلسطيني.

وأوضح إياد أبو طه (32 عاماً) الذي يملك محلا للجزارة وبيع اللحوم الحمراء أنه توقف خلال الحرب عن بيع لحوم العجل للمواطنين نتيجة عدم توفرها في مزارع القطاع.

وأوضح أبو طه أنه في الفترة السابقة لم يعد قادرا على تلبية حاجات زبائنه الذين يطلبون منه اللحوم بسبب ارتفاع سعر كيلو اللحوم الحمراء، الذي أصبح يباع بـ 65 شيكلا بدلاً من 40 شيكلا.

وأوضح أن تجار العجول البارزين في القطاع باعوا كل ما يملكون منها خلال الأيام التي سبقت العيد، وتمنعهم إسرائيل من إدخال المستورد منها من خلال سيطرتها على المعابر.

وتوقع أن يضطر العشرات من أصحاب المطاعم ومحلات الجزارة وبيع اللحوم المختلفة للتوقف عن العمل في هذا المجال خلال الأيام القادمة، إذا استمر الأمر على ما هو عليه.

وأوضح أن من الصعب على محلات الجزارة بيع لحوم الخراف والماعز بسبب ارتفاع أسعارها، ما يجعل الكثيرين من سكان غزة عاجزين عن شرائها.

وأكد أن إسرائيل تتحمل المسؤولية عن النقص الشديد في كميات اللحوم الطازجة التي تحتاجها السوق الغزية، الذي نجم عن منعها إدخال العجول والحيوانات المستوردة من خلال المعابر، وتدمير بعض مزارع العجول في القطاع ما أدى إلى ارتفاع أسعارها ونقصها في القطاع.

وبينما يضطر الفقراء إلى شراء اللحوم المجمدة والاعتماد على البروتين النباتي، ينظر الجميع إلى تغيرات جديدة خلال الفترة المقبلة من شأنها أن تعيد الأمل الى نفوسهم.